المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02
اقليم المناخ السوداني
2024-11-02
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01



اسلام حمزة وصمود وثبات النبي  
  
3867   12:47 مساءً   التاريخ:
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص120-123.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

 

وجدّت قريش في أذى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وكان أشدّ الناس عليه عمّه أبو لهب، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ذات يوم جالساً في الحجر فبعثوا إلى سلى الشاة فألقوه على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فاغتمّ رسول الله من ذلك فجاء إلى أبي طالب، فقال: يا عمّ كيف حسبي فيكم؟ قال: وما ذاك يا ابن أخ؟ قال: إن قريشاً ألقوا عليّ سلى.

فقال لحمزة: خذ السيف، وكانت قريش جالسة في المسجد، فجاء أبو طالب (عليه السلام )ومعه السيف وحمزة ومعه السيف، فقال: أمّر السلى على سبالهم فمن أبى فاضرب عنقه، فما تحرّك أحدٌ حتّى أمرّ السلى على سبالهم، ثمّ التفت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال: يابن أخ هذا حسبك فينا.

 وفي كتاب دلائل النبوّة: عن ابي داود، عن شعبة، عن أبي إسحاق: سمعت عمرو بن ميمون يحدّث عن عبدالله قال: بينما رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ساجدٌ وحوله ناس من قريش، وثمّ سلى بعير فقالوا: من يأخذ سلى هذا الجزور أو البعير فيقذفه على ظهره؟ فجاء عقبة بن أبي معيط فقذفه على ظهر النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وجاءت فاطمة (عليها السلام) فأخذته من ظهره!؟ ودعت على من صنع ذلك قال عبدالله: فما رأيت رسول الله دعا عليهم إلاّ يومئذ فقال: «اللهم عليك الملأ من قريش، اللّهم عليك أبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، واُميّة بن خلف ـ أو اُبيّ بن خلف ـ» شك شعبة قال: عبدالله ولقد رأيتهم قتلوا يوم بدر واُلقوا في القليب ـ أو قال: في بئر ـ غير أنّ اُميّة بن خلف ـ أو اُبي بن خلف ـ كان رجلاً بادنّا فتقطّع قبل أن يبلغ به البئر أخرجه البخاري في الصحيح.

قال: وأخبرنا الحافظ: أخبرنا أبوبكر الفقيه، أخبرنا بشر بن موسى، حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا بيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد قالا: سمعنا قيساً يقول: سمعنا خبّاباً يقول: أتيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو متوسّد برده في ظلّ الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدّة شديدة فقلت: يا رسول الله ألا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو محمرٌ وجهه، فقال: «إن كان مَن كان قبلكم ليمشَّط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشقّ باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتّمن الله هذا الاَمر حتّى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلاّ الله عزّ وجلّ والذئب على غنمه» رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي ؛وأخرجناه من وجه آخر عن إسماعيل.

قال: وحدّثنا الحافظ بإسناده، عن هشام، عن أبي الزّبير، عن جابر: أنّ رسول الله مرّ بعمّار وأهله وهم يعذّبون في الله فقال: «أبشروا آل عمّار فإنّ موعدكم الجنّة».

وأخبرنا ابن بشران العدل بإسناده، عن مجاهد قال: أوّل شهيد كان استشهد في الاِسلام اُمّ عمار سمية، طعنها أبو جهل بطعنة في قلبها.

وروى عليّ بن إبراهيم بن هاشم بإسناده قال: كان أبو جهل تعرّض لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) وآذاه بالكلام، واجتمعت بنو هاشم فأقبل حمزة وكان في الصيد فنظر إلى اجتماع الناس فقال: ما هذا؟

فقالت له امرأة من بعض السطوح: يا أبا يعلى إنّ عمرو بن هشام تعرّض لمحمّد وآذاه.

فغضب حمزة ومرّ نحو أبي جهل وأخذ قوسه فضرب بها رأسه، ثمّ احتمله فجلد به الأرض، واجتمع الناس وكاد يقع فيهم شرّ، فقالوا له: يا أبا يعلى صبوت إلى دين ابن أخيك؟ قال: نعم، أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، على جهة الغضب والحميّة.

 فلمّا رجع إلى منزله ندم فغدا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا ابن أخ أحقاً ما تقول؟ فقرأ عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سورة من القرآن، فاستبصر حمزة، وثبت على دين الاِسلام، وفرح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسرّ بإسلامه أبو طالب، فقال في ذلك:

صـبـراً أبـا يــعـلـى على دين أحمـد * وكـن مـظهـراً للـدين وفّقت صـابـرا

وحط من أتى بالدين من عـنـد ربـّه * بصدق وحقّ لا تـكن حـمـزة كـافـرا

فـقـد سـرّنـي إذ قـلـتَ أنـّك مـؤمــن * فـكـن لـرسـول الله فـي الله ناصــرا

ونـاد قـريـشـاً بـالـذي قـد أتـيــتـه * جهاراً وقل ما كان أحمد ساحرا




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.