أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2017
4744
التاريخ: 21-6-2017
2894
التاريخ: 11-5-2017
3376
التاريخ: 28-5-2017
2833
|
حلّ جيش التوحيد في مطلع شهر شعبان سنة تسع من الهجرة في أرض تبوك، ولكن دون أن يرى أثرا عن جيش الروم، وكأنّ جنود الروم لمّا علموا بكثرة جنود الاسلام، وبشهامتهم وتضحيتهم النادرة التي شهدوا نموذجا منها عن كثب في معركة مؤتة رأوا من الصالح ان ينسحبوا إلى داخل بلادهم ولا يواجهوا المسلمين، ويثبتوا بذلك عمليّا نبأ اجتماعهم ضدّ المسلمين، ويتظاهروا بأنه لم تراودهم فكرة الهجوم على المسلمين قط، وأن هذا النبأ لم يكن إلاّ شائعة لا أكثر، فيثبتوا من هذا الطريق حيادهم بالنسبة للحوادث والوقائع التي تحدث في الجزيرة العربية.
في هذه اللحظة جمع رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) قادة جيشه الكبار، وتبعا للاصل الاسلامي وشاورهم في الأمر تحادث معهم حول التقدّم في أرض العدوّ أو الرجوع إلى المدينة وشاورهم في ذلك.
فكانت نتيجة التشاور هي أنّ على الجيش الاسلامي الذي تحمّل مشاق كثيرة في هذه السفرة، أن يعود إلى المدينة، ليستعيد نشاطه، وقواه، هذا مضافا إلى أن المسلمين حققوا هدفهم السامي من هذه السفرة وهو تفريق جيش الروم وتبديد اجتماعهم بعد القاء الرعب الشديد في قلوبهم، وقد يبقى هذا الرعب في قلوب الروميين إلى مدة مديدة بحيث يصرفهم عن فكرة تسيير جيش للهجوم على المسلمين، وهذا القدر من النتيجة التي من شأنها أن تضمن أمن الحجاز من ناحية الشمال ردحا من الزمن تكفي للمسلمين فعلا حتى يقضي الله ما يقضي في المستقبل.
ولقد اضاف كبار المشيرين ـ حفاظا على مكانة الرسول القائد، وإشعارا بان رأيهم هذا قابل للأخذ والرد ـ قائلين : إن كنت امرت بالسير فسر.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لو امرت به ما استشرتكم فيه.
وهكذا احترم رسول الله (صلى الله عليه واله) آراء مشاوريه ورضى بالعودة إلى المدينة.
وحيث كان هناك حكام وولاة يعيشون في المناطق الحدودية السورية والحجازية لهم نفوذ كبير في قبائلهم ومناطقهم، وكانوا جميعا نصارى، ولهذا كان من المحتمل بقوة أن يستغل الروم قواهم ضد الاسلام، ويحملوا بمساعدتهم على الحجاز.
ولهذا كان يتعين أن يعقد معهم رسول الله (صلى الله عليه واله) معاهدة عدم اعتداء، ليأمن جانبهم ويحصل على أمن أوسع، فأجرى (صلى الله عليه واله) اتصالات مباشرة مع اولئك الحكّام والولاة الذين كانوا يعيشون على الشريط الحدودي على مقربة من تبوك وعقد معهم معاهدات عدم تعرض واعتداء بشروط خاصة كما أرسل مجموعات إلى النقاط النائية عن تبوك ليحقق بذلك مزيدا من الأمن للمسلمين.
لقد اتصل رسول الله (صلى الله عليه واله) شخصيا بزعماء أيلة و أذرح و الجرباء ، وتمّ عقد معاهدة عدم تعرّض واعتداء بين الجانبين، و أيلة مدينة ساحلية تقع على ساحل البحر الأحمر، ولا تبعد عن الشام كثيرا، وكان زعيم تلك المنطقة هو يوحنا بن رؤبة ، فهو يوم اتي به إلى النبي (صلى الله عليه واله) وعليه صليب من ذهب على عادة النصارى، قدّم لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) فرسا أبيضا، وأعلن عن طاعته لرسول الله (صلى الله عليه واله)، فاحترمه النبي واكرمه، وصالحه، وكساه بردا يمينا.
وقد قبل يوحنا هذا أن يبقى على نصرانيته شريطة أن يدفع للنبي جزية قدرها ثلاثمائة دينار سنويا وعلى أن يحسن إلى من يمرّ على أيلة من المسلمين وكتب له رسول الله (صلى الله عليه واله) كتاب أمان وقّعه الطرفان، وإليك نص الكتاب المذكور : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا أمنة من الله ومحمّد النبيّ رسول الله ليوحنا بن رؤبة وأهل أيلة لسفنهم وسياراتهم في البرّ والبحر، لهم ذمة الله وذمة محمّد رسول الله ولمن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر، ومن أحدث حدثا، فانه لا يحول ماله دون نفسه، وأنه طيّبة لمن أخذه من الناس وانه لا يحلّ أن يمنعوا ماء يردونه ولا طريقا يريدونه من برّ وبحر.
هذا الكتاب يكشف عن قاعدة مهمّة في السياسة الاسلامية وهي أن أيّ شعب أراد أن يسالم المسلمين وفرّ الاسلام له كل أمن وسلام.
ثم إن رسول الله (صلى الله عليه واله) صالح بقية الحكام الحدوديين مثل سادة أقوام أذرح و جرباء التي كانت تتمتع باهمية استراتيجية، وبذلك ضمن أمن المنطقة الاسلامية من ناحية الشمال.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|