المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

Vowels PALM
2024-05-07
أصبع الزنك Zinc Finger
6-10-2020
كيف يتم تحديد جنس فرد الحشرات الاجتماعية؟
25-2-2021
نموذج رقم ( 15 ) – شهادة الصيانة والاستلام النهائي للمشروع
2023-03-19
من مظاهر شخصية النبي الخاتم: الاميّ العالِم
23-3-2022
الاقليم الزراعي
15-12-2020


قريش تتوجس خيفة من ردّ النبيّ  
  
2840   07:36 صباحاً   التاريخ: 21-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص466-469.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2017 3440
التاريخ: 2023-09-14 1305
التاريخ: 2024-09-06 314
التاريخ: 22-4-2017 2674

ندمت قريش بشدّة على ما صنعت من تأليب بني بكر على خزاعة ومساعدتهم العملية في العدوان على الأخيرة، وأدركت للتوّ، بأنّ هذا الذي صنعته هو نقض للمدّة والعهد الذي بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه واله)، وأنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) لن يدع هذه الجريمة النكراء تمرّ دون ردّ قاطع وحاسم، ولهذا بادرت إلى إيفاد زعيمها أبي سفيان بن حرب بن أميّة  إلى المدينة المنورة لتطييب خاطر النبي (صلى الله عليه واله)، وتسكين غضبه وتأكيد احترام قريش لمعاهدة الصلح.

فتوجّه أبو سفيان إلى المدينة، والتقى في عسفان بديل بن ورقاء الخزاعيّ وهو عائد من المدينة، فسأله : هل كان في المدينة؟ وهل أخبر محمّدا بما أصاب خزاعة؟

فقال بديل : لا، ولكني سرت في بلاد كعب وخزاعة في قتيل كان بينهم، فأصلحت بينهم، قال هذا، وواصل سيره باتجاه مكة.

ولكن أبا سفيان عمد ـ لمعرفة ما إذا كان بديل عائدا من المدينة أولا ـ إلى أبعاد لإبل بديل  وجماعته، ففتّها فوجد فيها نوى من تمر المدينة فايقن بأن القوم كانوا في المدينة وأنهم جاءوا محمّدا، وأخبروه بما جرى.

قدم أبو سفيان المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة  زوجة رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما أراد أن يجلس على فراش رسول الله (صلى الله عليه واله) طوته أم حبيبة عنه، فقال : يا بنيّة ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش، أم رغبت به عنّي؟!

قالت : بل هو فراش رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنت رجل مشرك نجس، ولم أحبّ أن تجلس على فراش رسول الله (صلى الله عليه واله).

وفي امتاع الاسماع أن ابا سفيان لما دخل على ابنته أم حبيبة ذهب ليجلس على فراش رسول الله (صلى الله عليه واله) فطوته دونه وقالت : أنت امرؤ نجس مشرك!

فقال : يا بنيّة! لقد أصابك بعدي شرّ.

قالت : هداني الله للاسلام، وأنت يا أبتي سيد قريش وكبيرها، كيف يسقط عنك دخولك في الاسلام وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر!!

قال : يا عجباه! وهذا منك أيضا! أأترك ما كان يعبد آبائي، واتّبع دين محمّد!؟

أجل هذا هو منطق ابنة رجل حاك مؤامرات عديدة وقاد جيوشا ضد الاسلام طيلة عشرين عاما تقريبا، وكانت تربطه بام حبيبة رابطة الابوة والبنوة الوثيقة، ولكن حيث إن تلك المرأة ترعرعت في مهد الاسلام، ونشأت في مدرسة التوحيد حصل لها مشاعر دينية قوية جدا حتى أنها رجحت المشاعر الدينية على المشاعر العاطفية الشخصية مقاومة في هذا السبيل رغباتها الذاتية، وميولها الشخصية.

لقد أنزعج أبو سفيان من سلوك ابنته التي كان يتصور أنها ملجئوها وملاذها الوحيد في المدينة، فخرج من منزلها فورا، حتى أتى رسول الله (صلى الله عليه واله) فكلّمه حول تجديد العهد، واستمراره، فلم يرد عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) كناية عن عدم اعتنائه به.

فذهب إلى بعض أصحابه (صلى الله عليه واله) يطلب منهم ان يشفعوا له عند رسول الله (صلى الله عليه واله) وأن يقنعوه بتجديد ميثاق الصلح، ولكن دون جدوى.

وأخيرا دخل على علي بن أبي طالب  وعنده فاطمة الزهراء (عليها السلام) والحسن والحسين وهما آنذاك غلامان يدبّان بين أيديهما فقال : يا علي، أنك أمسّ القوم فيّ رحما، وإني جئت في حاجة فلا أرجعنّ كما جئت خائبا فاشفع لي إلى رسول الله.

فقال عليّ (عليه السلام) : ويحك يا أبا سفيان، والله لقد عزم رسول الله (صلى الله عليه واله) على أمر ما نستطيع أن نكلّمه فيه، فالتفت إلى فاطمة ـ وهو يحاول إثارتها عاطفيّا ـ فقال : يا ابنة محمّد هل لك أن تأمري بنيّك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟

ولما كانت فاطمة (عليها السلام) تعرف بنوايا أبي سفيان الشريرة لذلك قالت : ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) إنّهما صبيان وليس مثلهما يجير.

فقال أبو سفيان : يا أبا الحسن إني أرى الامور قد اشتدت عليّ، فانصحني.

فقال علي (عليه السلام) : ما أجد لك شيئا أمثل من أن تقوم فتجير بين الناس ( أي تعطي الأمان للمسلمين ) ثم الحق بأرضك.

فقال أبو سفيان : أو ترى ذلك مغنيا عنّي شيئا؟ قال : لا والله، ما أظنّه، ولكني لا أجد لك غير هذا.

فقام أبو سفيان في المسجد، وكان يثق بصدق عليّ في نصيحته، فقال : أيها الناس ؛ إني قد أجرت بين الناس.

ثم ركب بعيره، وأنطلق راجعا إلى مكّة، وأخبر سادة قريش بما صنع، وذكر نصيحة عليّ  إياه، فقال : إنّ عليّا نصحني أن اجير الناس، فناديت بالجوار.

فقالوا : فهل أجاز ذلك محمّد؟

قال : لا.

قالوا : ويلك والله ما زاد الرجل ( ويقصدون عليّا ) على أن لعب بك، فما يغني عنك ما قلت، لأن النبي لم يجز أمانه، وما لا يجيزه الطرفان لا قيمة له في ميزان العهود.

ثم إنّ سادة قريش عقدوا مجلسا من فورهم للتشاور في ما يطفئ غضب المسلمين، ويثني رسول الله (صلى الله عليه واله) عن عزمه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.