أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-07
895
التاريخ: 2023-06-24
1028
التاريخ: 11-9-2016
2476
التاريخ: 20/10/2022
2120
|
وضع الإسلام في دائرة اهتماماته حقوق الضعفاء من الناس الذين لا يمتلكون حولاً ولا قوة :
كاليتيم الذي لم يبلغ الحلم ، وفقد والديه ، أو أحدهما.
والأسير الذي وقع في الاَسر وليس له من الأمر شيء ، فيكون تحت رحمة آسريه.
والفقير الذي لا يملك قوت سنته.
والمسكين الذي أسكنه الفقر والفاقة. كلّ هؤلاء وضعهم الإسلام في دائرة اهتمامه وأوجب رعاية حقوقهم.
لقد وجه القرآن الكريم سهام نقده للمجتمع الجاهلي ؛ لاستضعافه اليتيم وعدم إكرامه ، والاعتداء على أمواله ، قال تعالى:{كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}[الفجر: 17] ، وفي آية أُخرى نجد الوعيد الشديد للذين يعتدون على أموال اليتامى ظلماً وعدواناً، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[النساء: 10] , ومما لا شك فيه ان عدم العناية بالأيتام سوف يولّد في نفوسهم عُقداً قد تترك آثاراً تدميرية على المجتمع، ولأجل ذلك نجد اهتمام الإمام علي (عليه السلام) قد انصبَّ على الأيتام، بحيث ضمّن وصيته قبل الموت فقرةً يقول فيها: (الله الله في الأيتام فلا تغبّو أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول: من عال يتيماً حتّى يستغني أوجب الله عزّ وجل له بذلك الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار)(1). فعن عبيد بن زرارة ، قال : سألتُ أبا عبد الله (عليه السلام)عن الكبائر ، فقال : (منها أكل مال اليتيم ظلماً )(2).
ومن جانب آخر أوجب الإسلام للأسير حقوقاً كالإطعام والإحسان اليه ، وان كان يراد من الغد قتله. وأنَّ علياً كان يطعم من خُلِّد في السّجن من بيت مال المسلمين (3). ولما ضربه اللَّعين ابن ملجم المرادي ، أوصى الحسن والحسين: ان يطعموه ويسقوه ويُحسنوا إساره (4).
وتجدر الاشارة إلى أنَّ الآية الكريمة:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8]. قد نزلت في حقّ أهل البيت (عليهم السلام): كان عند فاطمة شعير فجعلوه عصيدة ، فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم ، جاء مسكين ، فقال المسكين: رحمكم الله ، فقام علي فأعطاه ثلثاً ، فلم يلبث أن جاء يتيم ، فقال اليتيم: رحمكم الله ، فقام علي فأعطاه الثلث ، ثم جاء أسير، فقال الاسير: رحمكم الله ، فأعطاه علي الثلث وما ذاقوها، فأنزل الله تعالى الآية (5).
وتذهب مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بعيداً في رعاية حقوق الضعفاء، فزيادة على توصياتها بضرورة إعطائهم الحقوق المالية التي منحها الله تعالى لهم ، تدعو إلى الأخذ بنظر الاعتبار حقوقهم المعنوية ، كحقّهم في الاحترام والتوقير، ولا يخفى ان تحقير الفقير والأسير وكذلك اليتيم سوف يشعرهم بالدّونية ، يولّد في أعماق نفوسهم مشاعر الحزن والأسى ، ويدفعهم ذلك إلى الانتقام آجلاً أو عاجلاً.
وإدراكاً من الأئمة (عليهم السلام): للعواقب المترتبة على الإساءة إلى كرامة الضعفاء ، جهدوا على استئصال كل ما من شأنه المس بكرامتهم ، واستعملوا الوازع الديني كوسيلة أساسية ، من خلال التذكير بسخط الله تعالى وغضبه على كل من انتقص من الضعيف وطعن في كرامته ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام)موصياً : (لا تحقّروا ضعفاء إخوانكم ، فإنه من احتقر مؤمناً لم يجمع الله عزّ وجل بينهما في الجنّة إلاّ أن يتوب)(6) ، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (من حقّر مؤمناً مسكيناً، لم يزل الله حاقراً ماقتاً عليه حتى يرجع عن محقرته إيّاه)(7) ، وقال (عليه السلام): (من لقي فقيراً مُسلماً فسلَّم عليه خلاف سلامه على الغنيّ ، لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة وهو عليه غضبان)(8).
______________
1ـ فروع الكافي 7 : 51 ـ دار التعارف للمطبوعات ط 3.
2ـ بحار الانوار 75 : 10.
3ـ وسائل الشيعة 11 : 69 / 2 باب 32 من أبواب جهاد العدو.
4ـ مستدرك الوسائل 2 : 257.
5ـ تفسير نور الثقلين 5 : 470 ، أُنظر مجمع البيان 10 : 514 دار احياء التراث العربي ـ بيروت.
6ـ بحار الانوار 72 : 42.
7ـ نفس المصدر ص 52.
8ـ نفس المصدر ص 38.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|