أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2017
3181
التاريخ: 28-5-2017
3506
التاريخ: 30-3-2017
2900
التاريخ: 23-3-2022
1644
|
الغساسنة فرع من قبيلة الأزد الذين سكنوا اليمن مدة طويلة، وكانت أراضيهم تسقى من سدّ مأرب، فلما انهدم ذلك السدّ اضطروا إلى الرحيل عن اليمن ونزلوا بالشام فسيطروا على جزء من أراضيها وحكموا فيها، وانتهى بهم الامر الى تشكيل دولة الغساسنة التي كانت تحكم تلك الديار تحت نفوذ قياصرة الروم وسيادتهم، فلما جاء الإسلام أزال نظامهم، وانتهت حكومتهم، بعد أن حكم منهم، اثنان وثلاثون ملكا في مناطق الجولان ، و اليرموك ، و دمشق .
وقد بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) شجاع بن وهب وهو أحد السفراء الستة الذين بعثهم (صلى الله عليه واله) لابلاغ الرسالة الاسلامية إلى العالم ـ إلى أرض الغساسنة، وقد حمّله كتابا إلى ملكها يومذاك الحارث بن أبي شمر الغساني ، فخرج شجاع بكتاب النبي إلى الشام لتسليمه الى ملك الغساسنة فانتهى إليه وهو بغوطة دمشق وهو مشغول باعداد المقدمات لاستقبال قيصر الذي كان في طريقه إلى زيارة بيت المقدس وفاء للنذر الذي نذره للانتصار على ايران كما مر.
ولهذا لم يستطع شجاع من الوصول إلى الأمير الغساني إلاّ بعد انتظار دام ثلاثة أيام، فاستغلّ شجاع هذه الفرصة وصادق فيها حاجب الأمير الغساني فكان يحدّثه عن صفة رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخلاقه وما يدعو إليه من العقيدة الطاهرة، فأثّرت كلمات شجاع تأثيرا عجيبا في نفس ذلك الحاجب الذي كان روميّا حتى أنه رقّ وغلبه البكاء وقال : إنّي قرأت الإنجيل وأجد صفة هذا النبي بعينه، وأنا أومن به واصدّقه، وأخاف من الحارث أن يقتلني اذا عرف باسلامي وكان يكرم سفير النبي (صلى الله عليه واله) ويحسن ضيافته طوال تلك المدة، ويقول إن الحارث يخاف قيصر أيضا.
ثم لما خرج الحارث ذات يوم وجلس على عرشه أذن لسفير النبي (صلى الله عليه واله) بالدخول عليه، فلما مثل بين يديه دفع إليه كتاب رسول الله (صلى الله عليه واله) فقرأه وكان نصّه كالتالي :
بسم الله الرّحمن الرّحيم من محمّد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن به وصدّق، وإني أدعوك أن تؤمن بالله وحده لا شريك له يبقى ملكك.
فانزعج الحارث ممّا قرأ في آخر الكتاب ورمى به جانبا، وقال : من ينتزع مني ملكي؟ أنا سائر إليه، ولو كان باليمن جئته، عليّ بالناس.
وبهذا أمر بإعداد العسكر حالا ليستعرض قوته العسكرية أمام سفير النبي إرعابا وتخويفا له ولأجل أن يظهر نفسه بمظهر المدافع عن ملك قيصر بادر إلى كتابة رسالة الى قيصر يخبره فيها بما عزم عليه من غزو رسول الله (صلى الله عليه واله)!!
واتفق أن وصلت رسالة الامير الغساني إلى قيصر في الوقت الذي كان فيه دحية الكلبي سفير النبي إلى الروم في مجلس قيصر، وكان قيصر يحاوره، ويسأله عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وعن صفته ودينه، فانزعج قيصر من مبادرة الحاكم الغساني العجولة وكتب إليه يمنعه عن السير إلى رسول الاسلام طالبا منه أن يلتقي به في مدينة ايليا.
فغيّر موقف قيصر الايجابي هذا موقف عميله : الحاكم الغساني السلبي تبعا للمثل القائل الناس على دين ملوكهم فبادر من فوره إلى إكرام سفير النبيّ (صلى الله عليه واله) ومنحه هدايا ثمينة، ووجّهه نحو المدينة معززا مكرّما وقال له : اقرأ على رسول الله (صلى الله عليه واله) منّي السلام.
ولكن النبي (صلى الله عليه واله) لم يرض بهذا الموقف الدبلوماسي الذي لم يكن ينمّ عن واقع صادق فقال : باد ملكه. أي سيزول ملكه عما قريب.
فمات الحارث في السنة الهجرية الثامنة أي بعد عام واحد من هذه القضية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|