المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

Back vowels
2024-04-04
Butterfly Function
18-7-2019
جهاد الكفار والمنافقين
8-10-2014
قائمـة المركـز المـالـي ومـكونات مصادر (الخصوم) واستخدام (أصول) الأموال في الميزانية العمومية للمصارف التجاريـة
6/9/2022
Euler,s Addition Theorem
20-8-2018
حاكمية القانون في المال
27-3-2019


كتاب رسول الله الى أمير الغساسنة ( بالشام )  
  
8002   12:53 مساءً   التاريخ: 15-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص381-383.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

الغساسنة فرع من قبيلة الأزد الذين سكنوا اليمن  مدة طويلة، وكانت أراضيهم تسقى من سدّ مأرب، فلما انهدم ذلك السدّ اضطروا إلى الرحيل عن اليمن  ونزلوا بالشام فسيطروا على جزء من أراضيها وحكموا فيها، وانتهى بهم الامر الى تشكيل دولة الغساسنة التي كانت تحكم تلك الديار تحت نفوذ قياصرة الروم وسيادتهم، فلما جاء الإسلام أزال نظامهم، وانتهت حكومتهم، بعد أن حكم منهم، اثنان وثلاثون ملكا في مناطق الجولان ، و اليرموك ، و دمشق .

وقد بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) شجاع بن وهب  وهو أحد السفراء الستة الذين بعثهم (صلى الله عليه واله) لابلاغ الرسالة الاسلامية إلى العالم ـ إلى أرض الغساسنة، وقد حمّله كتابا إلى ملكها يومذاك الحارث بن أبي شمر الغساني ، فخرج شجاع بكتاب النبي إلى الشام لتسليمه الى ملك الغساسنة فانتهى إليه وهو بغوطة دمشق وهو مشغول باعداد المقدمات لاستقبال قيصر  الذي كان في طريقه إلى زيارة بيت المقدس وفاء للنذر الذي نذره للانتصار على ايران كما مر.

ولهذا لم يستطع شجاع  من الوصول إلى الأمير الغساني إلاّ بعد انتظار دام ثلاثة أيام، فاستغلّ شجاع  هذه الفرصة وصادق فيها حاجب الأمير الغساني فكان يحدّثه عن صفة رسول الله (صلى الله عليه واله) وأخلاقه وما يدعو إليه من العقيدة الطاهرة، فأثّرت كلمات شجاع  تأثيرا عجيبا في نفس ذلك الحاجب الذي كان روميّا حتى أنه رقّ وغلبه البكاء وقال : إنّي قرأت الإنجيل وأجد صفة هذا النبي بعينه، وأنا أومن به واصدّقه، وأخاف من الحارث  أن يقتلني اذا عرف باسلامي وكان يكرم سفير النبي (صلى الله عليه واله) ويحسن ضيافته طوال تلك المدة، ويقول إن الحارث يخاف قيصر أيضا.

ثم لما خرج الحارث  ذات يوم وجلس على عرشه أذن لسفير النبي (صلى الله عليه واله) بالدخول عليه، فلما مثل بين يديه دفع إليه كتاب رسول الله (صلى الله عليه واله) فقرأه وكان نصّه كالتالي :

بسم الله الرّحمن الرّحيم من محمّد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن به وصدّق، وإني أدعوك أن تؤمن بالله وحده لا شريك له يبقى ملكك.

فانزعج الحارث ممّا قرأ في آخر الكتاب ورمى به جانبا، وقال : من ينتزع مني ملكي؟ أنا سائر إليه، ولو كان باليمن جئته، عليّ بالناس.

وبهذا أمر بإعداد العسكر حالا ليستعرض قوته العسكرية أمام سفير النبي إرعابا وتخويفا له ولأجل أن يظهر نفسه بمظهر المدافع عن ملك قيصر بادر إلى كتابة رسالة الى قيصر  يخبره فيها بما عزم عليه من غزو رسول الله (صلى الله عليه واله)!!

واتفق أن وصلت رسالة الامير الغساني إلى قيصر  في الوقت الذي كان فيه دحية الكلبي  سفير النبي إلى الروم في مجلس قيصر، وكان قيصر  يحاوره، ويسأله عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وعن صفته ودينه، فانزعج قيصر من مبادرة الحاكم الغساني العجولة وكتب إليه يمنعه عن السير إلى رسول الاسلام طالبا منه أن يلتقي به في مدينة ايليا.

فغيّر موقف قيصر الايجابي هذا موقف عميله : الحاكم الغساني السلبي تبعا للمثل القائل الناس على دين ملوكهم فبادر من فوره إلى إكرام سفير النبيّ (صلى الله عليه واله) ومنحه هدايا ثمينة، ووجّهه نحو المدينة معززا مكرّما وقال له : اقرأ على رسول الله (صلى الله عليه واله) منّي السلام.

ولكن النبي (صلى الله عليه واله) لم يرض بهذا الموقف الدبلوماسي الذي لم يكن ينمّ عن واقع صادق فقال : باد ملكه. أي سيزول ملكه عما قريب.

فمات الحارث  في السنة الهجرية الثامنة أي بعد عام واحد من هذه القضية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.