في المجتمعات المدنية نجد أن أكثر الآباء والاُمهات يعملون خارج المنزل وأحياناً يضطرون لأداء عمل اضافي بسبب صعوبة الحياة ولسد نفقات الاسرة المتزايدة بسبب تردّي الأوضاع الاقتصادية في مختلف بلدان العالم وخصوصاً دول العالم الثالث .

أمثال هؤلاء الآباء والاُمهات يرجعون إلى منازلهم وهم في حالة مرهقة , حيث يتفرغوا إلى اداء الواجبات المنزلية , وبالتالي سيكون هذا العمل على حساب التربية والتوجيه التي يحتاجها أبنائهم.

والأبناء كذلك يعودوا إلى المنزل وهم في حالة أكثر ارهاقاً من الآباء ويقضون وقتهم بكتابة واجباتهم أو مشاهدة التلفزيون واللعب في الطرقات .

وعلى هذا الاساس فان أعضاء الاسرة سوف يقضون معظم وقتهم بعيدين عن بعض عندما يكونوا خارج المنزل , وبعيدين عن بعضهم البعض كذلك عندما يكونوا داخل المنزل حيث كلّ منهم مشغول بأعماله الخاصة .

وبالتالي سوف تكون الروابط الاسرية روابط مفككة وغير سليمة وتؤثر مستقبلاً على النمو العلمي والتربوي للأبناء , وقد تؤدي إلى انحرافهم عن الطريق السوي , وتجعلهم يعيشوا باستمرار في حالة من القلق والخوف المستمر .