اختلف علماؤنا في وجوب غسل قاضي الكسوف‌ مع استيعاب الاحتراق ، والترك عمدا ، والأقوى الاستحباب ، لأصالة البراءة.

وقال سلار بوجوبه (1) لقول أحدهما عليهما السلام : « وغسل الكسوف إذا احترق القرص كلّه» (2).

وقول  الصادق عليه السلام : « إذا انكسف القمر فاستيقظ الرجل ولم يصل فليغتسل من الغد وليقض ، وإن لم يعلم فليس عليه إلا القضاء بغير غسل » (3) وهما قاصران عن إفادة الوجوب.

واختلفوا في غسل المولود‌ ، فالأشهر استحبابه ، تمسكا بالأصل ، وقال بعض علمائنا بوجوبه (4) لقول  الصادق عليه السلام : « غسل‌ النفساء واجب ، وغسل المولود واجب » (5) والرواية ضعيفة السند ، ويحمل الثاني على شدة الاستحباب.

واختلفوا أيضا في غسل من قصد إلى رؤية مصلوب بعد ثلاثة أيام فالأقوى الاستحباب للأصل، وقال بعض علمائنا بالوجوب (6). قال ابن بابويه : روي ذلك (7).

__________________

(1) المراسم : 52.

(2) التهذيب 1 : 114 ـ 115 ـ 302.

(3) التهذيب 1 : 117 ـ 309.

(4) حكاه المحقق في المعتبر : 98 ، وقال ابن حمزة في الوسيلة : 54 : ( فصل في بيان الطهارة الكبرى ، وهي ضربان : إمّا يجب إيقاعها على المكلّف في نفسه أو في غيره ، وذلك شيئان ، أحدهما : غسل المولود بعد الولادة .. ).

(5) الكافي 3 : 40 ـ 2 ، الفقيه 1 : 45 ـ 176 ، التهذيب 1 : 104 ـ 270.

(6) قال به أبو الصلاح في الكافي : 135.

(7) الفقيه 1 : 45 ـ 175 ، الهداية : 19.