أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2017
1570
التاريخ: 2024-11-02
525
التاريخ: 2023-08-09
1151
التاريخ: 9-2-2017
1997
|
[لو] استعرضنا الحوادث التي وقعت في زمن عثمان بن عفان وما بعدها بقليل، ومن خلال تحليل الروايات التي تفرّد بها سيف بن عمر، أن محاولة نفي تهمة الزندقة عن سيف بن عمر لا تجدي نفعاً، لأن الاحتجاج بمنافحته عن الصحابة مردود بتحامله الشديد على عدد غير قليل من خيار الصحابة والتابعين. إلاّ أن الملفت للانتباه هو دفاعه المستميت عن معاوية وبني اُمية عامة وإظهارهم بمظهر الأتقياء البررة المدافعين عن الإسلام. وليس ثمة شك بأن الزنادقة لا يمكن أن يكونوا حريصين على تاريخ الإسلام، فلابد إذاً من وجود علاقة متينة بين أهداف هؤلاء الزنادقة، مضافاً إليهم المستشرقون الحاقدون على الإسلام، وأهداف الاُمويين في تخريب الإسلام. "فالزندقة لم تكن إلاّ نشاطاً مركزاً للمانوية، أرادت تحت ستار إسلامي شفّاف، وبطريق التأويل. وبالتشكيك بالقيم والعقيدة، أرادت تهديم الكيان القائم والسلطان العربي بنسف الاسلام" (1).
والأساليب التي أتبعها الزنادقة لتحقيق أهدافهم كانت على درجة كبيرة من الدهاء والخبث، فبعضهم يظهر بمظهر الزاهد العابد الواعظ المعرض عن الدنيا وزخرفها، بل وإن بعضهم استطاع افساد عقائد الناس عن طريق الخطب والمواعظ التي كانوا يلقونها من على المنابر، ويبثون فيها سمومهم بين المسلمين، ومن العجب أن الناس كانوا كثيراً ما تستهويهم أساليب هؤلاء الزنادقة!
قال ابن أبي الحديد:
كان أبو الفتوح أحمد بن محمد الغزالي الواعظ -أخو أبي حامد محمد بن محمد الغزالي الفقيه الشافعي- قاصاً لطيفاً وواعظاً مفوّهاً، وهو من خراسان من مدينة طوس، وقدم الى بغداد ووعظ بها، وسلك في وعظه مسلكاً منكراً، لأنه كا يتعصّب لإبليس ويقول: إنه سيّد الموحّدين!
وقال يوماً على المنبر: من لم يتعلم التوحيد من إبليس فهو زنديق! اُمر أن يسجد لغير سيّده فأبى:
وأمّا غيركم حاشا وكلاّ... ولستُ بضارع إلاّ إليكم
وقال مرة اُخرى: لما قال موسى (أرني) فقال (لن)، قال: هذا شغلك، تصطفي آدم ثم تسوّد وجهه، وتخرجه من الجنة! وتدعوني الى الطور ثم تُشمت بي الأعداء! هذا عملك بالاحباب، فكيف تصنع بالأعداء....!
وقال مرة اُخرى: إلتقى موسى وإبليس عند عقبة الطور، فقال موسى: يا إبليس لِمَ تسجد لآدم؟ فقال: كلا، ما كنت لأسجد لبشر، كيف اُوحّده ثم التفت إلى غيره! ولكنك أنت يا موسى سألت رؤيته ثم نظرت الى الجبل، فأنا أصدق منك في التوحيد!
وكان هذا النمط من كلامه ينفق على أهل بغداد، وصار له بينهم حديث مشهور وإسم كبير!(2).
ولجأ بعض الزنادقة الى تحريف وتزييف السنّة النبوية الشريفة، بوضع الأحاديث المكذوبة والافتراء على النبي (صلى الله عليه وآله) بنسبتها إليه، ومن أشهر هؤلاء الزنادقة الوضاعين، عبدالكريم بن أبي العوجاء الذي اعترف عندما عُرض على السيف بأنه وضع أربعة آلاف حديث يُحلّ فيها الحرام ويحرّم فيها الحلال!(3).
أما الزنديق الأكثر خطراً والأعظم مكراً فهو دون شك سيف بن عمر الذي لم يكتف بوضع الأحاديث المكذوبة، بل إنه قام بتزييف التاريخ الاسلامي أيضاً، ووضع للمسلمين تاريخاً مقلوباً رأساً على عقب، نصرة لبني اُمية دون سواهم، والذي يهمنا في المباحث القادمة أن نبيّن العلاقة الحميمة بين أعمال الزنادقة وبين سياسات الاُمويين والتي لا شك وأنها كانت تخدم أغراض الزنادقة تماماً، فانبروا للدفاع عنها بشكل مستميت. ولنبدأ باستكمال بحثنا حول هذه الفترة الخطيرة من تاريخ الاسلام، والتي تعرضت لأبشع صور التشويه والتزييف على أيدي الزنادقة، باستعراض الحوادث التي وقعت بعد معركة الجمل.
____________
(1) عبدالعزيز الدوري. مقدمة في تاريخ الاسلام: 93.
(2) شرح نهج البلاغة 1: 107.
(3) لسان الميزان 4: 61.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|