أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2023
1546
التاريخ: 2024-09-07
279
التاريخ: 21-9-2020
2535
التاريخ: 16-12-2018
2086
|
أولاً : جانب التربية :
لقد أولى الإسلام عنايته الفائقة لجانب التربية في الاُسرة ، ويتضح لنا ذلك من خلال جملة من التعاليم التربوية العالية التي طلب من الزوجين مراعاتها والعمل بها ، وسوف نشير هنا إلى أبرزها :
أ ـ الحب المتبادل :
الحبُّ المتبادل يشكّل سوراً عاطفياً يحيط بأفراد الاُسرة ، ويشيع أجواء الاُلفة والودّ فيما بينهم ، وقد أبرزت الدراسات الاجتماعية الحديثة أهمية الحب المتبادل بين الزوجين، وأطلقت عليه مصطلح (الوظيفة العاطفية).
ولقد سبق الإسلام الدراسات الاجتماعية الحديثة، فأكد على أهمية الحب المتبادل بين أفراد العائلة، وحدّد العوامل التي تورث المحبّة وتساعد على استمرارها كالإحسان والخلق الحسن والبشر وطلاقة الوجه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (جُبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها)(1)، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (حسن الخُلق مجلبة للمودّة)(2) ، وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (البشر الحسن وطلاقةُ الوجه مكسبةٌ للمحبّة وقربة إلى الله، وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبُعد من الله )(3).
وثمة عوامل رئيسة دينية وخلقية وحتى اقتصادية ، تورث المحبة ، حصرها الإمام الصادق (عليه السلام) بثلاثة خصال ، فقال: (ثلاثةٌ تورثُ المحبَّة: الدِّينُ ، والتواضع ، والبذل)(4).
ب ـ المعاشرة بالمعروف :
لقد حثّت تعاليم الإسلام الزوجين على حسن المعاشرة فيما بينهما ؛ وذلك لأنها ركيزة أساسية لدوام المحبّة والاُلفة ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (بحسن العشرة تدوم المودّة)(5)، وقال أيضاً : (بحسن العشرة تدوم الوصلة)(6).
وفي هذا السياق نجد توصيات خاصة للزوج بصفته قيماً على الزوجة قد ملّكه الله تعالى عصمتها وجعلها تحت قيمومته تحثه على العشرة الحسنة معها ، قال تعالى:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء: 19] ، وقد ورد في توصيات الإمام علي عليه السلام التربوية لابنه الإمام الحسن عليه السلام : (.. ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك ..)(7) ، الإمام الصادق (عليه السلام) أبعد من ذلك في تأكيده على الزوج بضرورة العشرة الحسنة مع زوجته، والتطبع بها وإن لم تكن له طبعاً ، الأمر الذي يكشف لنا عن أهميتها التربوية العالية، قال (عليه السلام): (إنَّ المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكفلها وإن لم تكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة ، وسعة بتقدير ، وغيرة بتحصّن)(8).
ونجد بالمقابل أنّ السُنّة المطهّرة تحثُّ النساء على حسن العشرة مع الرجال ، وتعتبر ذلك بمثابة الجهاد لهنَّ، قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها)(9).
ثم إن من دواعي العشرة الحسنة التسامح والتساهل بين الزوجين، وخاصة في الاُمور العادية
التي قد تصدر بصورة عفوية قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (من لم يتغافل ولا يغضّ عن كثير من الاُمور تنغّصت عيشته )(10).
جـ ـ الشعور بالمسؤولية :
لقد أكد القرآن على مسؤولية الإنسان بصورة عامة ، فقال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات:24] (11). كما أكدت السيرة النبوية على شمول هذه المسؤولية للرجل والمرأة معاً في محيطهما العائلي ، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على النّاس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم ، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم )(12). من كلِّ ذلك يظهر لنا بأنّ الإسلام يحثُّ الزوجين على الشعور بالمسؤولية الإنسانية بصفة عامّة وعلى المسؤولية الاُسرية بصفة خاصة.
د ـ الانصاف والعدل :
الانصاف من العوامل التربوية التي تديم المحبة وتوجب الأُلفة بين الزوجين، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (الانصاف يستديم المحبّة)(13)، ويقول أيضاً: (الانصاف يرفع الخلاف ويوجب الائتلاف)(14)، ومن يطالع كتابه (عليه السلام) الذي أرسله إلى الأشتر لما بعثه إلى مصر، يجد أنه يشير فيه صراحة إلى أن عدم الانصاف يؤدي إلى الظلم: (... أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ، ومنخاصة أهلك ، ومن لك فيه هوى من رعيتك ، فإنّك إلاّ تفعل تظلم ..)(15).
وهناك دعوة ملحة للعدل بين النساء لمن يتزوج بأكثر من امرأة وتحذير من مغبة الظلم لهما أو لإحداهما، ورد ذلك في آخر خطبة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تضمنت تعاليم تربوية عديدة منها ـ في ما يتصل بهذه الفقرة ـ قوله: (.. ومن كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله ، جاء يوم القيامة مغلولاً مائلاً شقه حتى يدخل النار)(16).
هـ ـ تقسيم العمل وبيان الأدوار :
وهما من الأساليب الناجحة في إدارة أمور الاُسرة ، فالرجل عليه العمل والكسب خارج البيت لتوفير سبل العيش الكريم للعائلة ، والمرأة تضطلع بمهمة إدارة المنزل ورعاية الأطفال.
وتروي لنا مصادرنا التراثية حالة التعاون وتقسيم العمل الرائعة بين فاطمة الزهراء والإمام علي (عليهما السلام) ، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (كان أمير المؤمنين يحطب ويستقي ويكنس ، وكانت فاطمة تطحن وتعجن وتخبز)(17).
لقد قامت فاطمة عليها السلام بأداء واجباتها المنزلية خير قيام ، وخير شاهد على ذلك ما أفاده زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) بحقها عندما قال لرجل من بني سعد : (ألا أحدّثك عني وعن فاطمة ، إنّها كانت عندي ، وكانت من أحب أهله إليه ـ أي للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وإنّها استقت بالقربة حتى أثّرت في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضمار شديد)(18).
ثم إنَّ الإسلام لا يحرّم العمل على المرأة ، كما يزعم بعض الناس ، بل يفضل ان تعمل المرأة في بيتها صيانةً لها ، والإسلام يُشجع المرأة أن تزاول الاعمال المنزلية لكي تساهم في دعم اقتصاد العائلة وتخفف العبء عن كاهل الزوج عند الضرورة ، يقول الإمام الصادق (عليه
السلام) : (مروا نساءكم بالغزل ، فإنّه خير لهنَّ وأزين) ، ويقول أيضاً : (المغزل في يد المرأة
الصالحة كالرمح في يد الغازي المريد وجه الله )(19).
و ـ عدم إلحاق الضرر :
فقد ورد في الحديث تحذير شديد للزوجين من العواقب المترتبة على إلحاق الضرر من قبل أحدهما بالآخر ، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر.. وعلى الرجل مثل ذلك الوزر إذا كان لها مؤذياً ظالماً )(20).
ومن الخطابات الموجهة للزوجة خاصة ، قول الإمام الصادق (عليه السلام): (ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمّه ، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه ، وتطيعه في جميع أحواله)(21).
ومن الخطابات الموجّهة للزوج في هذا الصدد قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (ومن أضرَّ بامرأة حتى تفتدي منه نفسها، لم يرضَ الله تعالى له بعقوبة دون النار ؛ لأنَّ الله تعالى يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم)(22).
والملاحظ أن السيرة النبوية في الوقت الذي توصي فيه الرجال بالرِّفق وعدم إلحاق الضرر بالنساء ، كما قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (أوصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم)(23)، كذلك توصي النساء بالرفق بالأزواج وعدم تكليفهم فوق طاقتهم وبما يشق عليهم، بدليل قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (.. ألا وأيّما امرأة لم ترفق بزوجها، وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق، لم يقبل منها حسنة، وتلقى الله وهو عليها غضبان)(24).
ز ـ الخدمة المتبادلة :
فمن المؤكد أن الإسلام يدعو المسلمين إلى إسداء الخدمة ومدّ يد العون لبعضهم البعض ، فعن أبي المعتمر قال : سمعتُ أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أيّما مسلم خدم قوماً من المسلمين إلاّ أعطاه الله مثل عددهم خدَّاماً في الجنّة)(25).
وإلى جانب هذا التوجه العام، فإنه يدعو الزوجين إلى خدمة بعضهما البعض بما يعود بالنفع عليهما وعلى عموم أفراد العائلة ويرتب على هذه الخدمة مهما كانت بسيطة الثواب العظيم، فعن ورّام بن أبي فراس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أيّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيّام ، أغلق الله عنها سبعة أبواب النّار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلاّ كان خيراً لها من عبادة سنة ..)(26).
وتعتبر فاطمة الزهراء (عليها السلام) القدوة الحسنة في التوفر على خدمة الزوج وأداء حقوقه، فعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرَّ بها الإمام علي (عليه السلام) فان فاطمة (عليها السلام) وقفت إلى جانبه، ولم تكلفه فوق طاقته، وكانت تخدمه بإخلاص، وقد شهد بحقها واعترف بخدمتها فقال (عليه السلام): (لقد تزوجت فاطمة ومالي ولها فراش غير جلد كبش، كنّا ننام عليه باللّيل ، ونعلف عليه النّاقة بالنهار ، ومالي خادم غيرها)(27).
هذا فضلاً عن أن تعاليم الإسلام تحثُّ الرجل على خدمة امرأته وعياله ، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا سقى الرجل امرأته أُجر)(28) ، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنَّ الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته)(29) ، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (.. لا يخدم العيال إلاّ صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة)(30).
ح ـ الرّضا والموافقة :
فقد وردت روايات عديدة تحثُّ الزوجين على كسب رضا أحدهما للآخر والحصول على موافقته، وفي هذا الصدد يقدّم الإمام الصادق (عليه السلام) توصياته التربوية القيمة لكلٍّ من الزوجين والتي تتضمن الإشارة إلى الأساليب التي يجب أن يتبعها كل واحد منهما لكسب رضا وموافقة شريكه ، قال (عليه السلام): (لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته، وهي : الموافقة ليجلب بها موافقتها ومحبّتها وهواها ، وحسن خلقه معها ، واستعماله استمالة قلبها بالهيأة الحسنة في عينها وتوسعته عليها. ولا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال، وهنَّ : صيانة نفسها عن كُلِّ دنسٍ حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه ، وحياطته ليكون ذلك عاطفاً عليها عن زلَّة تكون منها ، وإظهار العشق له بالخلابة والهيأة الحسنة لها في عينه)(31).
والملاحظ أن الروايات تؤكد على ضرورة ارضاء المرأة لزوجها وعدم إثارة سخطه، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (ويل لامرأة أغضبت زوجها ، وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها)(32).
ط ـ الاهتمام بالهيأة :
وهما من العوامل التي تساهم في توثيق الروابط الزوجية وتساعد على استمرارها.
فقد ورد في توصيات أمير المؤمنين (عليه السلام): (لتتطيب المرأة لزوجها)(33) ، وروى محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام): (لا ينبغي للمرأة أن تعطّر نفسها، ولو أن تعلّق في عنقها قلادة)(34).
وهنا لابدّ من التنويه على أن زينة المرأة المتزوجة لابدّ أن تقتصر على زوجها ، فعن الإمام أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أيّ امرأة تتطيّب ثمَّ خرجت من بيتها ، فهي تُلعن حتى ترجع إلى بيتها متى رجعت)(35).
من جانب آخر يتوجب على الزوج أن يهتم بنظافته ومظهره حتى يحوز على رضا الزوجة ويدخل البهجة إلى نفسها، خصوصا وأنّ انحراف الزوجة قد تقع تبعاته على الزوج ، نتيجة لعدم اهتمامه بنظافته ومظهره، وقد أورد لنا الإمام الرضا (عليه السلام) سابقة تاريخية في هذا الخصوص، عندما قال: (أخبرني أبي، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) أن نساء بني إسرائيل خرجن من العفاف إلى الفجور، ما أخرجهن إلاّ قلّة تهيئة أزواجهن ، وقل: إنّها تشتهي منك مثل الذي تشتهي منها)(36).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتهيأ لنسائه ويهتم بمظهره ويتطيّب: (وكان يُعرف بالرّيح الطيب إذا أقبل)(37) ، وسلك أهل البيت (عليهم السلام) ذات المسلك النبوي ، فكانوا يهتمون بمظهرهم ويتهيّؤن لنسائهم ، عن الحسن بن الجهم ، قال : رأيت أبا الحسن (عليه السلام) اختضب، فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال: (نعم، إنَّ التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهنَّ التهيئة).
ثم قال: (أيسرّك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلتُ: لا ، قال: فهو ذاك..)(38).
ثانياً : جانب الأخلاق :
تشكّل الأخلاق حجر الزاوية في إدامة التماسك والألفة بين أفراد الاُسرة كمجتمع صغير وبينها وبين المجتمع الكبير، ومن هنا جاء في موعظة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام علي (عليه السلام): (... يا عليّ ، أحسن خُلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحبُ من الناس، تُكتب عند الله في الدّرجات العُلى)(39).
وفي جهة اُخرى فان سوء الخلق يغرس في محيط العائلة بذور الخلاف، وينتج النفرة من البيت، ويولّد الملل للأهل، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (سوء الخلق يوحش القريب ويُنفر البعيد)(40) ويقول أيضاً في خطبته المعروفة بـ (الوسيلة): (ومن ضاق خُلقه ملّه أهله)(41). والملاحظ في ضوء النصوص الدينية أنها تركز على أربع خصال أخلاقية لها مدخلية كبرى في توثيق وإدامة الحياة الزوجية وهي :
أ ـ الصبر الجميل :
وهو تحمل الزوجين لتصرفات أحدهما الآخر بدون بثّ الشكوى للآخرين الذي يؤدي إلى تدخلات تعيق مسير الحياة الزوجية، علما بأن هذا الصبر سوف يكسب الزوجين الثواب الجزيل، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته الجامعة في المدينة قبيل رحيله: (.. ومن صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه ، أعطاه الله تعالى بكلِّ يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيّوب (عليه السلام) على بلائه ، وكان عليها من الوزر في كلِّ يوم وليلة مثل رمل عالج.. ومن كانت له امرأة لم توافقه ولم تصبر على ما رزقه الله تعالى وشقّت عليه وحملته ما لم يقدر عليه ، لم يقبل الله منها حسنة تتقي بها حرَّ النار ، وغضب الله عليها ما دامت كذلك)(42).
وقد ضرب أهل البيت (عليهم السلام) أروع الأمثلة على الصبر الجميل مع أهلهم وما ملكت أيمانهم ، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) ، قال: (سمعتُ أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إنّي لأصبر من غلامي هذا ومن أهلي على ما هو أمرّ من الحنظل ..)(43).
ب ـ العفّة وعدم الخيانة :
لاشكّ أن خلع حزام العفة من قبل الزوجين أو أحدهما موجب للخيانة التي سرعان ما تقوّض أركان الأسرة وتسيء إلى سمعتها وتكسب أفرادها الإثم والعار.
والملاحظ أن الإسلام يذهب إلى أن سقوط الزّوج في هاوية الرذيلة يؤدي إلى سقوط الزوجة أيضاً في تلك الهاوية ، حسب قاعدة (كما تدين تدان) ، روى الإمام علي (عليه السلام): أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : (لا تزنوا فيذهب الله لذة نسائكم من أجوافكم، وعفّوا تعفّ نساؤكم ، إنّ بني فلان زنوا فزنت نساؤهم)(44).
ويروي الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قد أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام): (.. لاتزنوا فتزني نساؤكم ، ومن وطئ فرش أمرئ مسلم وُطئ فراشه ، كما تدين تُدان)(45).
ضمن هذا السياق نجد في النصوص الدينية استنكاراً شديداً للخيانة الزوجية وتهديداً مغلَّظاً للأزواج الذين يخلعون ثوب الفضيلة ويوبقون أنفسهم بارتكاب الرذيلة، ولهذا قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) متوعّداً: (... ومن فجر بامرأة ولها بعل تفجّر من فرجهما صديد واد مسيرة خمسمائة عام ، يتأذى به أهل النّار من نتن ريحهما، وكان من أشدّ الناس عذاباً ..)(46).
جـ ـ تجنب القذف :
إنَّ الطعن في شرف أحد الزوجين، ومهما كانت أسبابه، هو أسلوب خسيس وذنب كبير، أوجب الله تعالى على فاعله الحدّ في الدّنيا، والعذاب الشديد في الآخرة ، فقد ورد عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (.. ومن رمى محصناً أو محصنة أحبط الله عمله، وجلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه ومن خلفه، وتنهش لحمه حيّات وعقارب، ثمَّ يؤمر به إلى النّار)(47).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّ : (قذف المحصنات من الكبائر ؛ لأنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول : {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[النور: 23] )(48).
والملاحظ أن الإسلام تشدد في مسألة الأعراض كما تشدد في مسألة الدماء ، ومن مصاديق ذلك أن القاذف الذي لم يأتِ بأربعة شهود، أو لم يصرّح بصيغة اللعان إذا كان من الزوجين، فسوف يتعرض للجلد الشديد، ولا يتمكن من إسقاطه عن نفسه، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) يقذف امرأته قال: (يجلد). قلت: أرأيت إن عفّت عنه؟ قال: (لا ، ولا كرامة)(49).
د ـ تجنب الغيرة :
الغيرة من الأسباب التي تدعو إلى تنغيص الحياة الزوجية، وتعكير صفوها، لذلك لم يغفل الدين الإسلامي في توجهاته الأخلاقية عن هذه القضية، فهو يدعو المرأة إلى تجنب الغيرة وخاصة تلك التي تستند الى الأوهام والظنون السيئة أو التي تنطلق من بواعث نفسية ذاتية قد تكون من باب سوء الظن أو الحسد وتؤدي بالنتيجة إلى إلحاق الضرر بعلاقتها مع زوجها، وفي هذا الصدد يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : (غيرة المرأة كفر)(50).
ويرى الإمام الباقر (عليه السلام) وفق نظرة معرفية ثاقبة أنّ: (غيرة النساء الحسد، والحسد هو أصل الكفر، إنَّ النساء إذا غرن غضبن ، وإذا غضبن كفرن ، إلاّ المسلمات منهن)(51).
وقد دلّنا الإمام الصادق (عليه السلام) على معيار معنوي نميّز من خلاله المرأة المتكاملة عن سواها، وذلك من خلال إثارة غيرتها ، فعن خالد القلانسي قال: ذكر رجل لأبي عبدالله (عليه السلام) امرأته فأحسن عليها الثناء، فقال له أبو عبدالله (عليه السلام): (أغرتها؟ قال : لا ، قال: فأغرها. فأغارها فثبتت، فقال لأبي عبدالله (عليه السلام): إنّي أغرتها فثبتت، فقال: هي كما تقول)(52).
وبالمقابل فإنّ الإسلام ينمي في الرجل خصلة الغيرة إذا كانت على عرضه وسمعة عائلته وكرامتها، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (غيرة الرجل إيمان)(53) ومع ذلك فانه يحثه على تجنب الغيرة في غير موضعها ؛ لأنها قد تؤدي بالمرأة إلى الاعجاب والكبر وغيرهما من الخصال الذميمة، وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الامام الحسن (عليه السلام): (.. وإياك والتغاير في غير موضع غيرة ، فإنَّ ذلك يدعو الصحيحة منهنَّ إلى السقم ..)(54).
ثالثاً : جانب الآداب :
ويتضمن آداب الدخول إلى الاُسرة وآداب الجماع :
أ ـ آداب الدخول إلى الاُسرة :
للإسلام في هذا الباب آداب حضارية ، يمكن اختصارها بالنقاط التالية :
1ـ الدخول من الأبواب: قال تعالى:{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}[البقرة:189]. فالقرآن يُعلِّم المسلمين أدباً رفيعاً من أجل صيانة حرمة الاُسرة وعدم هتك ستر أفرادها، إذ إن دخول البيوت من أبوابها يُبعد الشبهات والظنون السيئة التي يمكن أن تثيرها النفوس المريضة بما يسيء إلى سمعة العائلة.
2ـ الاستئناس والسلام: قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}
[النور:27- 28].
قال الطبرسي رحمه الله: روي عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قلنا يا رسول الله، ما الاستئناس؟ قال : (يتكلم الرجل بالتسبيحة والتحميدة والتكبيرة ويتنحنح على أهل البيت).
وروي أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم استأذن على أمي ، فقال: (نعم ، قال: إنها ليس لها خادم غيري، أفتستأذن عليها كلمّا دخلت، قال: اتحب أن تراها عريانة؟ قال الرجل: لا ، قال: فاستأذن عليها).
لا يجوز دخول دار الغير بغير إذنه، وإن لم يكن صاحبها فيها، ولا يجوز أن يتطلع إلى المنزل ليرى من فيه فيستأذنه ، إذا كان الباب مغلقاً ، لقوله (عليه السلام): (إنّما جعل الاستئناس لأجل النظر) إلاّ أن يكون الباب مفتوحاً ؛ حبه بالفتح أباح النظر.. (وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا) أي فانصرفوا ولا تلجوا عليهم، وذلك بأن يأمروكم بالانصراف صريحاً أو يوجد منهم ما يدل عليه (هو أزكى) معناه: أن الانصراف أنفع لكم في دينكم ودنياكم ، وأطهر لقلوبكم ، وأقرب إلى أن تصيروا أزكياء(55).
وضمن هذا السياق، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: (إذا دخل أحدكم منزله فليسلِّم على أهله ، يقول: السلام عليكم ، فإن لم يكن له أهل فليقل: السلام علينا من ربّنا ..)(56).
وينبغي الإشارة إلى أن الإسلام يحرص أشد الحرص على رعاية حرمة الاُسرة ، ومن مصاديق ذلك أنّه كره التطلّع في الدور، جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنَّ الله تبارك وتعالى كره التطلع في الدور)(57). كما أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته القيّمة للحسين (عليه السلام) إلى هذا الأمر بقوله: (من هتك حجاب غيره ، انكشفت عورات بيته)(58).
ضمن هذا النطاق حث الإسلام المرأة على مراعاة الآداب عند غياب زوجها ، بأن لا تدخل بيته أحداً يكرهه ، وقد اعتبر ذلك حقاً للزوج على زوجته ، جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع أنه قال: (.. أيُّها الناس، إنّ لنسائكم عليكم حقاً ، ولكم عليهنَّ حقاً ، حقكم عليهن أن لا يوطئن أحداً فرُشكم ، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم ..)(59).
ب ـ آداب الجماع :
ولقد وضع الإسلام للجماع آداباً خاصة ، تبدأ منذ دخول الرّجل على زوجته، فقد جاء في وصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي (عليه السلام) : (يا علي ، إذا أُدخلت العروس بيتك ، فاخلع خفّها حين تجلس، واغسل رجليها، وصُبّ الماء من باب دارك إلى أقصى دارك، فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر، وأدخل فيها سبعين ألف من الغنى، وسبعين لوناً من البركة ، وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس عروسك..)(60).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) لأحد أصحابه: (إذا أُدخلت عليك أهلك فخذ بناصيتها، واستقبل بها القبلة، وقُلْ: اللّهمَّ بأمانتك أخذتها ، وبكلماتك استحللت فرجها ، فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً سوياً، ولا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً).
ومن كتاب النجاة المروي عن الأئمة (عليهم السلام): (إذا قرب الزفاف يُستحب أن تأمرها أن تصلي ركعتين، وتكون على وضوء إذا أُدخلت عليك، وتصلي أنت أيضاً مثل ذلك، وتحمد الله، وتصلي على النبي وآله.. وتقول إذا أردت المباشرة: اللّهمَّ ارزقني ولداً واجعله تقياً ذكياً ليس في خلقه زيادة ولا نقصان، واجعل عاقبته إلى خير. وتسمي عند الجماع)(61).
فالملاحظ أن السيرة العطرة تُسدي نصائحها القيّمة للزوجين عند المباشرة ، وتكشف في الوقت عينه عن العلل والآثار المترتبة عليها ، والتي يمكن تصنيفها والاشارة إليها في الفقرات التالية :
1ـ تجنب الجماع في أوقات معينة : جاء في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام : لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره ، فإن الجنون والجذام والخبل يُسرع إليها وإلى ولدها.
ثم قال: يا علي، لا تجامع امرأتك بعد الظهر، فإنّه إن قضى بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول.. (62) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي، وعليك بالجماع ليلة الاثنين ، فإنّه إن قضى بينكما ولد يكون حافظاً لكتاب الله ، راضياً بما قسم الله عزَّوجلَّ لـه.
ياعلي : (إن جامعت أهلك في ليلة الثلاثاء ، فقضى بينكما ولد ، فإنّه يُرزق الشهادة ..)(63).
2ـ تجنب الجماع في أماكن معينة : قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (يا علي، لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة ، فإنه إن قضى بينكما ولد يكون جلاّداً ، أو قتّالاً ، أو عريفاً )(64).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : (يا علي ، لا تجامع أهلك على سقوف البنيان ، فإنّه إن قضى بينكما ولد يكون منافقاً، مرائياً ، مبتدعاً )(65).
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (لا تجامع في السفينة، ولا مستقبل القبلة ولا مستدبرها(66).
3ـ تجنب الجماع في أوضاع معينة : قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (يا علي، لا تجامع امرأتك من قيام، فإن ذلك من فعل الحمير، وإن قضى بينكما ولد كان بوّالاً في الفراش، كالحمير تبول في كل مكان)(67).
4ـ تجنب الجماع في حالات معينة : قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (من جامع امرأته وهي حائض فخرج الولد مجذوماً أو أبرص فلا يلومنَّ إلاّ نفسه)(68).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : (يا علي، لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن ، فإنّه إن قضى بينكما ولد يكون عوناً لكلِّ ظالم)(69).
5ـ تجنب الكلام عند الجماع والنظر : فمن وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام): (إذا أراد أحدكم غشيان زوجته فليقلَّ الكلام، فإنَّ الكلام عند ذلك يورث الخرس، ولا ينظرنَّ أحدكم إلى باطن فرج المرأة فإنّه يورث البرص ..)(70).
وهكذا نجد أن السيرة المطهّرة لم تغفل عن بيان آداب الجماع والعواقب المترتبة على أوضاعه وحالاته وأوقاته، التي تنعكس ـ سلباً أو إيجاباً ـ على الأولاد سواءً في صحتهم وسلامتهم أو مستقبلهم ومصيرهم.
____________
1ـ تحف العقول : 37 من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
2ـ تحف العقول : 356.
3ـ تحف العقول : 296.
4ـ تحف العقول : 316.
5ـ غرر الحكم ح 4200 و 4270.
6ـ غرر الحكم ح 4200 و 4270.
8ـ نهج البلاغة ، ضبط صبحي الصالح : 403 كتاب 31.
9ـ تحف العقول : 322 من حديث الإمام الصادق عليه السلام المعروف بـ « نثر الدرر ».
10ـ تحف العقول : 322.
11ـ تحف العقول : 60 من مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
12ـ تنبيه الخواطر 1 : 6.
13ـ غرر الحكم ح 1076.
14ـ غرر الحكم ح 1702.
15ـ تحف العقول : 127.
16ـ عقاب الأعمال ، للصدوق : 333 / 1 باب يجمع عقوبات الأعمال.
17ـ تنبيه الخواطر 2 : 79.
18ـ علل الشرائع ، للصدوق : 366 باب 88 علة تسبيح فاطمة عليها السلام.
19ـ مكارم الأخلاق : 238.
20ـ وسائل الشيعة 14 : 116 / 1 باب 82.
21ـ بحار الأنوار 103 : 253 عن كنز الفوائد للكراجكي : 63.
22ـ عقاب الأعمال ، للصدوق : 334 باب يجمع عقوبات الأعمال.
23ـ تحف العقول : 120 من وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
24ـ تنبيه الخواطر 2 : 262.
25ـ اُصول الكافي 2 ، 207 / 1 باب في خدمة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
26ـ وسائل الشيعة 14 : 123 / 2 باب استحباب خدمة الزوجة لزوجها من كتاب النكاح.
27ـ تنبيه الخواطر 2 : 12.
28ـ كنز العمال 16 : 275 / 44435.
29ـ المحجّة البيضاء 3 : 70 كتاب آداب النكاح ، الفائدة الخامسة.
30ـ بحار الأنوار 104 : 132 باب فضل خدمة العيال ، عن جامع الأخبار : 102.
31ـ تحف العقول : 323 حديث الإمام الصادق عليه السلام المعروف بـ « نثر الدرر ». والخلابة : الملاطفة باللسان.
32ـ بحار الأنوار 103 : 246 عن جامع الاخبار : 158.
33ـ تحف العقول : 111 من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام.
34ـ مكارم الأخلاق : 98.
35ـ ثواب الأعمال وعقاب الاعمال ، للصدوق : 308 باب عقاب المرأة تتطيب لغير زوجها.
36ـ مكارم الأخلاق : 81.
37ـ مكارم الأخلاق : 23.
38ـ وسائل الشيعة 14 : 183 / 1 باب 141 استحباب التنظيف والزينة.
39ـ تحف العقول : 14 مواعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحكمه.
40ـ غرر الحكم ح 5593.
41ـ تحف العقول : 97.
42ـ عقاب الأعمال ، للصدوق : 339 باب يجمع عقوبات الأعمال.
43ـ وسائل الشيعة 11 : 209 / 5 من أبواب جهاد النفس.
44ـ مكارم الأخلاق : 238 من نوادر النكاح ، الفصل العاشر.
45ـ عقاب الأعمال : 338.
46ـ عقاب الأعمال : 338.
47ـ عقاب الاعمال ، الصدوق : 335.
48ـ علل الشرائع : 480 / 2 باب 231 العلة التي من أجلها حرم قذف المحصنات.
49ـ من لا يحضره الفقيه 4 : 34 / 1 باب 10 دار صعب ط 1401 هـ.
50ـ نهج البلاغة ، ضبط صبحي الصالح : 491 حكمة 124.
51ـ فروع الكافي 5 : 505 باب غيرة النساء من كتاب النكاح.
52ـ فروع الكافي 5 : 504.
53ـ نهج البلاغة ، ضبط صبحي الصالح : 491 حكم 124.
54ـ تحف العقول : 87.
55ـ مجمع البيان 5 : 32 / 19 منشورات دار مكتبة الحياة ـ بيروت.
56ـ الخصال ، للصدوق 2 : 626 / 400.
57ـ مكارم الأخلاق : 234.
58ـ تحف العقول : 88.
59ـ تحف العقول : 33.
60ـ أمالي الصدوق : 455 مؤسسة الأعلمي ط 5.
61ـ من وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام / مكارم الأخلاق: 208 ـ 212 الفصل العاشر: في آداب الزفاف والمباشرة.
62ـ مكارم الأخلاق : 209.
63ـ المصدر السابق : 211.
64ـ المصدر السابق : 210.
65ـ مكارم الأخلاق : 209 ـ 211.
66ـ المصدر السابق : 212.
67ـ المصدر السابق : 210.
68ـ مكارم الأخلاق : 212.
69ـ مكارم الأخلاق : 211 ـ 212.
70ـ تحف العقول : 125 وصايا أمير المؤمنين عليه السلام.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|