المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الوالدان ومراقبة الغذاء الفكري للأبناء  
  
1856   01:14 مساءً   التاريخ: 14-5-2017
المؤلف : سيد احمد زرهاني
الكتاب أو المصدر : الدور التربوي للبيت والمدرسة
الجزء والصفحة : ص19-20
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 2099
التاريخ: 8-7-2018 1905
التاريخ: 28-4-2017 2092
التاريخ: 25-6-2021 2253

ينشأ ابناؤنا اليوم لكي يعيشوا في القرن الحادي والعشرين, وفي ذلك القرن ستكون التكنولوجيا قد تقدمت عمّا هي اليوم بكثير, فالأقمار الصناعية السابحة في الفضاء سترسل صوراً أكثر ليشاهدها الناس, وستتداول الاسر المدنية والقروية اجهزة الفيديو والحاسوب بعددٍ أكبر  وسيضاف كلّ يوم إلى عدد المستَعملين لهذه الاجهزة, ومقابل ذلك نجد أصحاب المنتوجات المساعدة للانحطاط الفكري يعملون بخبث ومن أجل زيادة الثروة بتصدير الاشرطة وبرامج الحاسوب المبتذلة الهدامة إلى أسواق العالم الثالث ومنهما أسواق وطننا ايضاً .

فعلى الآباء والامهات المنع من هذه الموبقات وتحذير ابنائهم منها عن طريق شرح العواقب الوخيمة الناتجة من مشاهدة الافلام والصور الخلاعية المثيرة, فإذا كان أحد الوالدين يدُخّن, ويقرأ قصص الحبّ الخيالية , ويشاهد الأفلام الداعرة والمفسدة, فلن يستطيع اذن أن ينهي ابناءه عمّا يشابه هذه الأعمال, لأنّ الولد يستلهم من تصرفات الوالدين أكثر من أقوالهما , أمّا أجهزة الحاسب الآلي (الكمبيوتر) والفيديو وأمثالها فهي أدوات تعليمية تستطيع الاسرة تحت رعاية الوالدين الاستفادة منها بصورة جيدة , فيجب اذن أن تكون لدى الوالدين مجموعةً من البرنامج والاشرطة المفيدة والمسلّية في البيت لكي تُغني عن النماذج المفسدة منها .

إنّ اتّساع نطاق اجهزة الاعلام في العالم يؤدي إلى تعدد وتعقيد العلاقات بين الناس , فمن أقوى الاحتمالات ان وسائل الاعلام باختلاف انواعها وتعقيداتها ستخلق لأبنائنا في المستقبل علاقات بعيدة المدى وشديدة التعقيد بينهم وبين سائر افراد المجتمع , فمن الواجب اليوم على الاسرة والمدرسة الرقابة المستمرة والتوجيه السليم للأطفال والناشئين بالنسبة لهذه العلاقات التي ستغذيهم فكرياً ونفسياً , فيجب أن يكون ابناؤنا في أمانٍ من الآثار الهدّامة والعلاقات السيئة والتصرفات الضارة .

هذا من جهة ومن جهة اُخرى يجب أن يكتسب الابناء ـ بمساعدة الاسرة والمدرسة ـ القدرة على خلق علاقات اجتماعية مفيدة تجني لهم السعادة والرقي .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.