المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

أهمية المرأة في الإسلام
25-11-2014
التفويض
20-11-2014
السياسات الإعلامية المرتبطة بالاستراتيجية
17-6-2019
مفهوم حق الدفاع
16-3-2016
مولد النبضات impulse generator
21-4-2020
Magnus Gösta Mittag-Leffler
2-2-2017


كلام من ابن تيمية  
  
3107   10:38 صباحاً   التاريخ: 4-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص597-601.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

احمد بن عبد الحليم الحرّاني الحنبليّ الّذي مات في سجن بدمشق عام 728 من علماء السنّة تعود إليه اكثر معتقدات الوهابيين وأفكارهم.

ولابن تيمية هذا آراء ومواقف خاصة من النبيّ الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) وأمير المؤمنين وعامة أهل بيت النبوة وقد صرح باكثر آرائه ومعتقداته هذه في كتابه منهاج السنة .

وقد دفعت عقائدُه المنحرفة وآراؤه الضالّة الكثر من علماء عصره إلى تكفيره والتبرّي منه.

ولابن تيمية رأي عجيب حول هذه الفضيلة نذكره للقارئ الكريم مع تصرف بسيط في الألفاظ .

ومن المؤسف ان يكون قد تأثر بآرائه بعض السذّج والجاهلين فنجدهم يشيعون آراءه في المجتمع من دون تحقيق فيما قال ومن دون مراجعة ذوي الاختصاص لمعرفة رأيهم في أفكاره ومعتقداته وهم غافلون عن أنّ مثل هذه الآراء قد صدرت من منحرف وكذّبه بل وكفّره بسببها أهل مذهبه.

هذا واليك خلاصة رأيه في فضيلة المبيت .

يقول : ان مبيت عليّ في فراش رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) لا تعدّ فضيلة لأن عليّاً عرف من طريقين بانه لن يصيبَه شيء في تلك الليلة :

الأوّل : إخبار رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) الصادق المصدِّق نفسه ايّاه بذلك إذ قال له في نفس تلك الليلة : نَمْ في فِراشي فإنه لا يَخْلُصُ إليكَ شيء تكرَهُهُ !!.

الثاني : أنّ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) كلّفه بردّ الودائع واداء الامانات الّتي أودعها أهل مكة عند رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إلى أصحابها.

فعلم ـ من ذلك ـ أنهُ لن يُقتل والا لكلّفَ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) الآخرين بها.

فعرف عليٌ من هذا التكليف أنه لن يلحقه أذىً في هذه العمليّة وانه سيوفَّق لأداء ما كلّفَهُ به رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله).

الجواب :

وقبل أن نجيب عن هذا الكلام على نحو التفصيل نقول إجمالا : إن ابن تيميّة بإنكاره هذه الفضيلة أثبت فضيلة أعلى لعليّ (عليه‌ السلام) لأنه إمّا كان ايمان عليّ بصدق مقالة الرسول كان ايماناً عادياً وإما أن كان إيماناً قوياً جدّاً وكانت جميع اقوال النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وإخباراته لديه ـ في ضوء ايمانه ـ كالنهار في وضوحه.

وعلى الفرض الأوّل لم يكن لعليّ يقينٌ بنجاته من تلك الواقعة لأنه لا يحصل لمثل هذه الطبقة من الناس ( ولا شك أن عليّاً ليس منهم حتماً ) يقينٌ من كلام النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) وحتّى لوقبلوا به في الظاهر فانهم سيساورهم القلق ولا يفارقهم الاضطراب وإذا هم باتوا في فراشه في لحظات الخطر فانه سيبقون فريسة الخوف والوجل وستمرّ في نفوسهم إحتمالاتٌ كثيرةٌ حول مآل الأمر ومصيره وسيتمثل أمامهم شبح الموت المرعب في كل لحظة وآن.

وعلى هذا الفرض لابد أن يقال : بأنَّ عليّاً (عليه‌ السلام) لم يقدم على هذا الأمر الخطير إلاّ وهو يحتمل الهلاك على أيدي المشركين لا أنه بات وهو يتيقن النجاة والسلامة.

وأما بناءً على الفرض الثاني فانه تثبت لعليّ (عليه‌ السلام) فضيلة أعلى واعظم لأن ايمانَ الرجل يجب ان يبلغ من القوة والكمال بحيث لا يفرّق بين صدق كلام النبيّ وبين وضوح النهار أي أنهما يكونان عنده بمنزلة سواء.

ولا شك ان أهمية مثل هذا الايمان لا يمكن أن يعادِلها شيء.

ونتيجة هذا الايمان هي أن النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) عند ما قال له : نَم في فراشي فلن يصيبك من هجوم الاعداء الحاقدين مكروهٌ أن ينام في فراش النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) بقلب واثِق بالسلامة ونفس مطمئنّة إلى النجاة ومن دون أن يخالج نفسَهُ أقل إحتمال للخطر.

ولو كان مراد ابن تيمية من قوله : ان عليّاً كانَ واثقاً من سلامته لأن الصادق المصدَّق أخبره بذلك هو : إثبات أعلى درجات الإيمان لعليّ (عليه‌ السلام) فقد اثبت له (عليه‌ السلام) من حيث لا يشعر اكبر فضيلة وأعلى منقبة وهي كمال الايمان والثقة برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وأخباره.

هذا هو الجواب الاجمالي واليك الجواب التفصيلي :

الجواب التفصيلي :

فنقول عن الدليل الأول : إن عبارة لا يخلص اليك شيء تكرهه لم ينقلها بعض أرباب السيرة ورجال علم التاريخ الذين لهم سابقة لا تنكر في هذا الصعيد .

نعم روى ابن الاثير المتوفى عام 630 والطبري المتوفى عام 310 هذه العبارة وكأنّما قد أخذاها عن ابن هشام في سيرته الّتي نقل فيها تلك العبارة بالصورة المتقدمة الذكر خاصة أنّ عبارة ذينك المؤلّفين ( الطبري وابن الأثير ) تطابق عبارة ابن هشام في هذا المجال تماماً.

هذا مضافاً إلى أنّ القضية لا توجد بهذه الصورة في مؤلفات علماء الشيعة على ما نعلم.

ولقد نقل شيخُ الطائفة الامامية محمّد بن الحسن الطوسيّ المتوفى عام 460 في أماليه قصة الهجرة بشكل اكثر تفصيلا ودقة وذكر العبارة المذكورة مع تغيير بسيط الاّ أنه تختلف صورة القضيّة مع ذلك عما هي عليه في كتب أهل السنة فانه رحمه‌ الله يصرّح بان عليّاً (عليه‌ السلام) انطلق هو و هند بن أبي هالة ابن خديجة وربيب رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في منتصف الليل بعد ليلتين من الهجرة حتّى دخلا على النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) فقال (صـلى الله علـيه وآله) لعليّ :

 إنّهم لن يَصِلُوا مِنَ الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتّى تقدم عليّ .

وهذه الجملة تشبه الجملة الّتي ذكرها ابن هشام والطبري وابن الأثير ولكن النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) قالها لعليّ (عليه‌ السلام) مطمئِناً إِياه بعد ليلتين من المبيت في الفراش وليس ليلة المبيت كما يروي الثلاثة المذكورون.

هذا علاوة على أنّ كلام علي نفسه خير شاهد على ما نقول : فلقد عدّ عليّ (عليه‌ السلام) عمله هذا ( أي المبيت في فراش رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في تلك الليلة الرهيبة ) نموذجاً من بذله وتفانيه في سبيل الحق كما يتضح ذلك بجلاء من اشعاره حيث يقول :

وَقَيتُ بنفسي خيرَ مَن وَطأ الحصا

                   ومَن طاف بالبيتِ العتيقِ وبالحجر

محمّد لما خافَ أن يمكُروا بهِ

                   فَوقّاهُ ربّي ذُوالجلالِ مِن المَكرِ

وَبِتُ اُراعي منهم ما يسوءني

                   وَقَد وطّنَت نفسي على القتل والأسر

وباتَ رَسُولُ اللّهِ في الغار آمِناً

                   هناكَ وَفي حفظِ الاله وفي سَترِ

ومع هذه العبارات الصَريحة لا مجال للاعتماد على قول ابن هشام الّذي تدل قرائنُ كثيرةٌ على خطأه ويُحتمل احتمالا قوياً بأن اشتباهه وخطأه قد نشأ من تلخيصه لسيرة ابن اسحاق وحيث أنه ( ونعني ابن هشام ) قد بنى في سيرته على الاختصار لذلك اكتفى بنقل أصل العبارة مهملاً ظرف النطق بها لعدم أهمية زمن النطق بها وأنها قيلت في الليلة الثانية أوالثالثة في نظره وروى الموضوع بنحو يوهم بان جميع هذه الامور وقعت في ليلة واحدة!!

ويؤيد رأينا هذا أيضاً الحديث المعروف الّذي رواه كثيرٌ من علماء السنة والشيعة وهو : أن اللّه أوحى إلى جبرئيل وميكائيل (عليهما‌ السلام) أنّي قد آخيت بينكما وجعلت عمر احدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه.

وكلاهما كره الموت فاوحى اللّه إليهما : عبداي ألا كنتما مثل وليي عليّ آخيت بينه وبين محمّد نبيي فآثره بالحياة على نفسه؟ أو قال : قد نام على فراشه يقيه بمهجته.

ثم أمرهما بالهبوط إلى الأرض وحراسة عليّ وحفظه من عدوه .

واما الدليل الثاني الّذي يستفيد منه ابن تيمية أن عليّاً كان يعلم بمصيره هو توصية النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) له بأداء الامانات والودائع إلى أهلها الّتي كانت تَكشف عن ان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) كان يعلم بأنه لن يصلَ إليه مكروهٌ ولهذا امره بردّ الودائع والامانات إلى أصحابها.

ولكنّنا نعتقد ان في مقدورنا الحصول على حلٍّ لهذه المشلكة إذا استعرضنا بقية قصة الهجرة بشكل صريح وكامل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.