أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017
4597
التاريخ: 4-5-2017
3146
التاريخ: 17-2-2019
6084
التاريخ: 17-2-2019
2729
|
إن أبسط وسيلة وأسهلها لضرب الأقليات في أي مجتمع والقضاء عليها هو ما يسمى بالمكافحة السلبية الّتي تقوم أساساً على اتحاد الأكثرية واتفاقها على مقاطعة الأقليّة المتمرّدة.
إن عكس هذا يحتاج إلى أدوات متعددة مختلفة لأنه يتطلب مثلا ان يحمل جماعة من المقاتلين السلاح وتتوجه نحو الاهداف المطلوبة عبر التضحية بقدر كبير من الأنفس والأموال وازالة العشرات من الموانع والسواتر وهو أمر لا يُقدم عليه القادة المحنّكون إلاّ بعد توفّر كل مستلزمات المواجهة واتخاذ جميع التدابير اللازمة والاستعداد الكامل وبالتالي لا يقدمون على هذه الخطوة ما لم تدعو الضرورة اليها وتنحصرُ الحيلة في القتال.
ولكنّ المكافحة السلبية لا تتوقف على مثل هذه الاُمور بل تحتاج إلى أمر واحد وهو اتفاق الاكثرية.
يعني أن يتفق من يعنيهم الأمرُ ولهم عقيدة واحدة ويتحالفوا في ما بينهم بصدق على أن يقطعوا كلَ صلاتهم وعلاقاتهم بالأقليّة المعارضة فيحرّموا التعامل التجاريّ معهم ويوقفوا الاتصال العائليّ بهم ولا يشركونهم في اعمالهم الاجتماعية ولا يتعاونوا معهم في اُمورهم الشخصيّة أيضاً.
في مثل هذه الحالة تضيق الأَرض على الأقلية بما رحبت وتغدو الدنيا لهم على سعتها كسجن ضيق وصغير ويصيرون عُرضة للانهيار والسقوط بأقلّ قدر ممكن من الضغط عليها.
إن الاقليّة المخالفة المتمرّدة ربما تستسلم ـ في هذه الحالة ـ وتؤوب من منتصف الطريق وتطيع إرادة الأكثرية.
ولكن أقلية كهذه لابد أن تكون ممَّن لا تعود مخالفتها للأكثرية إلى أمر عقائديّ ولا يكون لانفصالها عن الاكثرية طابعٌ اُصوليٌ مبدأيّ كما لو كان خلافها مع الاكثرية مثلا على تحصيل ثروة أو منصب مهمّ أو ما شاكل ذلك.
فان مثل هذه الاقلية إذا أحسّت بخطر جدّي أو واجهت العذاب والسجن والحصار ستتراجع عن مخالفتها وتعود إلى طاعة الاكثرية مؤثرة اللّذة العابرة المؤقَّتة على اللذة الإحتمالية لأنها لم تنطلق من دوافع ايمانية اصيلة ولم يكن المحرك لها محركاً روحياً معنوياً.
ولكن الجماعة الّتي يقوم خلافُها للاكثرية على أساس الإيمان بهدف مقدس لن تنصاع أبداً لمثل هذه الضغوط ولن تنثني أمام هذه الرياح والعواصف ولا يزيدها ضغطُ الحصار الاّ صلابة وقوة وإصراراً وعناداً وتردُّ جميع ضربات العدوّ بالصبر والإستقامة.
إن صفحات التاريخ البشريِّ تشهد بأن أقوى العوامل لثبات كل أقليّة وصمودها في وجه الأكثرية هو : قوةُ الايمان وعاملُ الإعتقاد الّذي ربما يؤدّي رسالة الثبات والمقاومة ببذل آخر قطرة دم في ساحة المواجهة.
ولنا على هذا عشرات بل ومئات الأمثلة من التاريخ الغابر والحاضر.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|