المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) : تفسير بالمأثور
15-10-2014
تسيير يزيد لأهل البيت الى المدينة
7-04-2015
Plaindrome
30-11-2019
خطاب النبي التاريخي في المسجد الحرام
28-6-2017
أبو جعفر هارون الرشيد والجواري
25-1-2019
صـفات ومـزايا الإنـتاج الرشيـق
21-3-2021


عمر بن الخطاب يعتنق الإسلام  
  
3128   03:33 مساءً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص423-426.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

لقد كان إسلام كل واحد من الذين أجابوا دعوة الرسول (صـلى الله علـيه وآله) نابعاً من سبب معيَّن.

فربَّما أدَّت حادثةٌ صغيرةٌ إلى أن يعتنق فردٌ أو فريقٌ الإسلام وينضمُّوا إلى صفوف المسلمين.

وقد اتّسمَ السَبَبُ الّذي آل إلى إسلام عمر ـ من بين جميع تلكم الاسباب والعلل ـ بطرافة تقتضي التوقف عنده في هذه الدراسة التاريخية التحليلية.

على أن التسلسل التاريخي والتنظيم الوقائعي لأحداث الإسلام وان كان يقتضي منا ان نأتي على ذكر هذه الحادثة بعد هجرة صحابة النبي (صـلى الله علـيه وآله) إلى الحبشة إلاّ أن الحديث حيث دار هنا حول صحابة النبي وكيفية اسلامهم ومواقفهم ناسب أن نشير هنا إلى كيفية إسلام الخليفة الثاني.

يقول ابن هشام : كان اسلام عمر ـ في ما بلغني ـ أن اُخته بنت الخطاب وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وكانت قد أسلمت وأسلمَ بعلُها سعيدُ بن زيد وهما مستخفيان بإسلامهما من عمَر ( وهؤلاء هم كلُ من أسلم من آل الخطاب ) وكان خبّاب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يُقرئها القرأن.

وكان عمر الّذي كانت بينه وبين المسلمين علاقات جداً سيئة قد أزعجه ما أصابَ المجتمع المكي من تشتُّت وفرقة وما لحق بقريش من المتاعب أثر ظهور الإسلام من هنا عزم على أن يقضي على علة هذا الأمر باغتيال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) والفتك به.

فخرج يوماً متوشحاً سيفَه يريد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ورهطاً من أصحابه وقد ذكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا وهم قريب من أربعين ما بين رجال ونساء ومع رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عمّه حمزة بن عبد المطلب و ابو بكر و علي بن ابي طالب في رجال من المسلمين يحفظونه ويحرسونه.

يقول نعيم بن عبد اللّه وقد كان صديقاً حميماً لعمر : لقيت عمراً وهو متوشح سيفاً ويريد مكاناً فقلتُ له : أينَ تريد يا عمر؟

فقال : اُريد محمَّداً هذا الصابئ الّذي فرّق في أمر قريش وسفّه أحلامها وعابَ دينها وسبَّ آلِهتها فأقتُله.

فقال له نعيم : واللّه لقد غرّتك نفسُك من نفسِك يا عمر أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلتَ محمَّداً أفلا ترجع إلى اهل بيتك فتقيم أمرَهم؟

قال : وأيُ أهل بيتي؟

قال : ختنُك وابنُ عمك سعيد بن زيد واختك فاطمة بنت الخطاب فقد واللّه أسلما وتابعا محمَّداً على دينه فعليك بهما.

فأغضب هذا النبأُ عمر بشدة فانصرف عن الهدف الّذي كان يرمي إليه وعاد من توّه إلى بيت اُخته فدخل على اُخته وختنه وعندهما خبّاب بن الأرت معه صحيفة فيها سورة طه يقرئُهما إياها فلما سمعوا حسّ عمر تغيّب خبّاب في مخدع لهم أوفي بعض البيت واخفت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة وكان عمر قد سمع حين دنا إلى البيت قراءة خبّاب عليهما فلما دخل قال : ما هذه الهينمة الّتي سمعت؟

قالا له : ما سمعتَ شيئاً.

قال : بلى واللّه لقد اُخبرِتُ أنكما تابعتما محمَّداً على دينه.

وبطش بختنه سعيد بن زيد فقامت إليه اختُه فاطمة بنت الخطاب لتكفَّه عن زوجها فضربها فشجَّها.

فلما فعل ذلك قالت له اخته وختنُه : نعم قد اسلمنا وآمنّا باللّه ورسوله فاصنعْ ما بدا لك.

فلما رأى عمر ما باُخته من الدَّم نَدمَ على ما صنع فارعوى ورجع وقال لاُخته : اعطيني هذه الصحيفة الّتي سمعتكم تقرأون آنفاً أنظرُ ما هذا الّذي جاء به محمَّد؟

فلما قال ذلك قالت له اُخته : إنّا نخشاك عليها.

قال : لا تخافي وحلف لها بآلهته ليَرُدّنها إذا قرأها اليها.

فلما قال ذلك طمعتِ في اسلامه فقالت : يا اُخيّ إنك نجسٌ على شِركك وانّه لا يمسُّها إلاّ الطاهر فقامَ عمر فاغتسل فأعطته الصحيفة وفيها آياتٌ من سورة طه هي : {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 1 - 7] .

ولقد تركت هذه الآياتُ المحكمة الفصيحة البليغة تأثيراً شديداً في نفس عمر فقال : ما احسن هذا الكلام؟

وقرر الرجلُ الّذي كان قبل ثوان عدوَّ الإسلام الأول أن يغيّر موقفه فتوجه من توّه إلى البيت الّذي ذكر له أنَّ فيه رسول (صـلى الله علـيه وآله) وجماعة من أصحابه وهو متوشح سيفَه فضربَ عليهم الباب فلمّا سَمِعُوا صوته قام رجلٌ مِن أصحاب رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فنظر من خلل الباب فرآه متوشحاً السيفَ فرجَع إلى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وهو فزع وأخبرَ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) بما رأى فقال حمزة : فائذن له فان جاء يريد خيراً بذلناه له وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه.

فقال رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : إئذن له فأذِنَ له الرجل ونهض إليه رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) حتّى لقيه في الحجرة فأخذ حجزته ( وهو موضع شد الإزار ) أو بمجمع ردائه ثم جَبذَهُ جبذَةً شديدةَ وقال : ما جاء بك يابن الخطاب فواللّه ما أرى تنتهي حتّى ينزل اللّه بك قارعة؟!

فقال عمر : يا رسول اللّه جئتك لأؤمن باللّه وبرسوله وبما جاء من عند اللّه.

وهكذا اسلم عمر عند رسول اللّه وأصحابه وانضوى إلى صفوف المسلمين.

ثم ان ابن هشام روى رواية اُخرى في كيفية اسلام عمر من أراد الوقوف عليها راجعها في السيرة النبوية .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.