المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Samuel Stanley Wilks
9-11-2017
التأثير الإعلامي ودعائمه
18-7-2017
معنى كلمة ركن
8-06-2015
Other forms of energy
2024-01-25
ما هي الشفاعة؟
25-09-2014
Critically Damped Simple Harmonic Motion
11-6-2018


العللُ الظاهرية والحقيقية وراء زواج خديجة بالنبيّ (صـلى الله علـيه وآله)  
  
3725   11:21 صباحاً   التاريخ: 18-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص271-273.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / زوجاته واولاده /

إن الإنسان الماديّ الّذي ينظر إلى كل ما يحيط به من خلال المنظار المادي ويفسره تفسيراً مادياً قد يتصور (وبالأحرى يظن) أن خديجة كانت امرأة تاجرة تهمُّها تجارتها وتنمية ثروتها ولأنها كانت بحاجة ماسة إلى رجل أمين قبل اي شيء لذلك وجدت ضالتها في محمَّد الصادق الامين (صـلى الله علـيه وآله) فتزوجت منه بعد أن عرضت نفسها عليه ومحمَّد (صـلى الله علـيه وآله) هو الآخر حيث انه كان يعلم بغناها وثروتها قبِل بهذا العرض رغم ما كان بينه وبينها من فارق في السن كبير.

ولكن التاريخ يثبت أن ثمة أسباباً وعللا معنويّة لا مادية هي الّتي دفعت بخديجة للزواج بأمين قريش وفتاها الصادق الطاهر.

واليك في ما يأتي شواهدنا على هذا الامر :

1 ـ عند ما سالت خديجة ميسرة عما رآه في رحلته من فتى قريش محمَّد فخبّرها ميسرة بما شاهد ورأى من محمَّد في تلك السفرة وبما سمعه من راهب الشام حوله أحسَّت خديجة في نفسها بشوق عظيم ورغبة شديدة نحوه كانت نابعة من اعجابها بمعنوية محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) وكريم خصاله وعظيم أخلاقه فقالت من دون إرادتها : حسبُك يا ميسرة ؛ لقد زدتني شوقا إلى محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) إذهبْ فانت حرٌ لوجه اللّه وزوجتك وأولادك ولَك عندي مائتا درهم وراحلتان ثم خلعَت عليه خلعة سنية .

ثم إنها ذكرت ما سمعته من ميسرة لورقة بن نوفل وكان من حكماء العرب : فقال ورقة : لئنْ كانَ هذا حَقاً يا خديجة إنّ محمَّداً لنبيُّ هذهِ الامُّة .

2 ـ مرَّ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) يوماً بمنزل خديجة بنت خويلد وهي جالسة في ملأمن نسائها وجواريها وخدمها وكان عندها حبرٌ من أحبار اليهود فلما مرّ النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) نظر إليه ذلك الحبر وقال : يا خديجة مري مَنْ يأتي بهذا الشاب فأرسلت إليه من أتى به ودخل منزلَ خديجة فقال له الحبر : إكشفْ عَنْ ظهرك فلما كشف له قال الحبر : هذا واللّه خاتم النبوة فقالت له خديجة : لو رآك عمه وأنت تفتّشه لحلّت عليك منه نازلة البلاء وان أعمامه ليحذرون عليه من أحبار اليهود.

فقال الحبر : ومن يقدر على محمَّد هذا بسوء هذا وحق الكليم رسولُ الملك العظيم في آخر الزمان فطوبى لمن يكون له بعلا وتكون له زوجة وأهلا فقد حازت شرف الدنيا والآخرة.

فتعجَّبت خديجة وانصرف محمَّد وقد اشتغل قلبُ خديجة بنت خويلد بحبه فقالت : أيها الحبر بمَ عرفت محمَّداً انه نبي؟

قال : وجدتُ صفاته في التوراة انه المبعوثُ آخر الزمان يموت أبوه وامُّه ويكفله جدّه وعمه وسوف يتزوج بامرأة من قريش سيدة قومها وأميرة عشيرتها وأشار بيده إلى خديجة فلما سمعت خديجة ما نطق به الحبر تعلق قلبُها بالنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) فلما خرج من عندها قال : إجتهدي ان لا يفوتك محمَّدٌ فهو الشرف في الدنيا والآخرة .

3 ـ لقد كان ورقة بن نوفل ( وهو عم خديجة وكان من كُهّان قريش وقد قرأ صحف شيث (عليه‌ السلام) وصحف إبراهيم (عليه‌ السلام) وقرأ التوراة والانجيل وزبور داود (عليه‌ السلام) ) يقول دائماً : سيُبعَثُ رجلٌ من قريش في آخر الزمان يتزوج بامرأة من قريش تسود قومها ( أو تكون سيدة قومها وأميرة عشيرتها ) ولهذا كان يقول لها : يا خديجة سوف تتصلين برجل يكون أشرف أهل الأرض والسماء .

هذه قضايا ذكرها بعض المؤرخين وهي منقولةٌ ومثبتة في طائفة كبيرة من الكتب التاريخية وهي بمجموعها تدل على العلل الحقيقية والباطنية لرغبة خديجة في الزواج برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وإن هذه الرغبة كانت ناشئة من اعجاب خديجة بأخلاق فتى قريش الأمين ونبله وطهارته وعظيم سجاياه وخصاله وحبها لهذه الاُمور وليس هناك أي اثر في علل هذا الزواج لأمانة محمَّد وكونه أصلَح من غيره لهذا السبب للقيام بتجارة خديجة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.