المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الحالة الصلبة
2024-10-01
Relative Pronoun
25-5-2021
Enthalpies of Formation
2-7-2017
مقتل وصيف ثم بغا
9-10-2017
عوامل نشوء الاختلاف في المصاحف
10-10-2014
تأويل أحاديث نقصان القرآن
27-11-2014


الصبيان والانفعالات  
  
1975   01:38 مساءً   التاريخ: 15-4-2017
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص139–141
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 2077
التاريخ: 15-4-2017 4045
التاريخ: 12-10-2017 2064
التاريخ: 13-7-2021 4439

ثمة نقاط  تباين عديدة بين الصبيان والفتيات لا سيما في سنوات الحياة الاولى . على الرغم من ان الصبيان غالبا ما يكونون اكثر حساسية على الصعيد العاطفي في سنوات الحياة الاولى ويكتسبون المهارات الاجتماعية والعاطفية ببطء اكثر من الفتيات الا ان التركيبة والتوصيلات العاطفية في دماغ الانثى والذكر هي نفسها بشكل عام. لكن الاهل في العديد من الحضارات (والعديد من العائلات) ما زالوا يظنون ان الفتيات يمكنهن ان يبكين وان يخفن في حين لا ينبغي للصبيان ان يفعلوا هذا .

ـ اسطورة الذكر المتحرر من الانفعالات :

تخيلوا رجلا يدعى غاري وهو لا يزال يتذكر شعوره حين كان في التاسعة من عمره على الرغم من انه بلغ سن الثامنة والثلاثين . يتذكر قائلا : (كان والداي رياضيين من الطراز الاول, يشاركان في الماراثون ويلعبان كرة المضرب. اعتادا ان يتغلبا على الألم واعتبرا ان عليّ ان احذوا حذوهما. لذا, عندما كنت اتعرض لأي اذى او اشعر بالحزن يأتي جوابهما دوما (امتص ألمك وتجاوزه) .

يهز غاري راسه مضيفاً : (ما زلت احاول تقبّل فكرة ان لابني مشاعره الخاصة وان لا باس بذلك). في كتابه, يصف الدكتور ويليام بولاك ما يسميه (قانون الصبي) وهو قانون السلوك المقبول الذي زرعته ثقافتنا في رؤوسنا والذي ينص على ما يمكن للصبيان او ما لا يمكن ان يشعروا به. وهذا القانون يدفع الصبيان لان يقولوا انهم بخير في حين انهم ليسوا كذلك ولان يتجنبوا طلب المساعدة وان يتهربوا من اظهار نعومة او اي ضعف. يكتب الدكتور بولاك:( ان قانون الصبي قوي جدا لكنه في الوقت عينه خفي في تأثيره بحيث ان الصبيان قد لا يدركون حتى انهم يعيشون حياتهم وفقا له. في الواقع, قد لا يدركون وجود مثل هذا الشيء حتى ينتهكوه بطريقة ما او يحاولون تجاهله. وعندما يفعلون, يميل المجتمع الى اعلامهم بسرعة وقوة على شكل سخرية مؤلمة من شقيق او توبيخ من الاب او نبذ من رفاق الصف).

فكروا في اخر مرة رأيتم فيها صبيا يصاب في لعبة كرة القدم او كرة السلة. لا تسارع الامهات الى الملعب ويستند الاباء الى الخلف تاركين المدرب يتولى المسالة. عندما يقف الصبي ويتقدم بصعوبة على ارض المعركة, يصفق الجمهور ويحتفل. ان الرسالة واضحة: يجب الا يظهر الصبيان ألمهم او خوفهم. يجب ان يتابع الصبيان المسيرة حتى لو كانوا مصابين.

• وقائع :

لا يتعامل العالم بلطف مع الرجال الذين يظهرون مشاعرهم . فكروا في الحياة السياسية لادموند موسكي. خلال الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية في العام 1972, بكى موسكي وهو يجيب على الانتقادات الموجهة الى زوجته وقد انهت دموعه حياته السياسية. في عام 2004 , تداعت حملة هوارد دين الانتخابية عندما بلغ به الحماس والاصارة حد الصراخ فرحا .

يبدو ان السلسلة نفسها من العواطف والانفعالات موصولة في دماغي الذكر والانثى . فما الذي يفسر المعتقدات المختلفة التي لدينا بشأن الصبيان والفتيات والمشاعر والانفعالات ؟




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.