المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العقاب المكرر
19-6-2016
امراض الاسماك انواعها واسبابها
22-5-2017
معجزات الحسين (عليه السلام) و احتجاجه على معاوية
18-4-2019
تأثير " بارنيت " Barnett effect
21-12-2017
Reaction Rates
19-7-2017
بيكيزي ، جورج فون
2-11-2015


هذه حجتنا وتلك حجتهم  
  
1099   11:58 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : مهدي الرجائي (محقق كتاب سفينة النجاة)
الكتاب أو المصدر : سفينة النجاة
الجزء والصفحة : ص5 - 12
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / امامة الامام علي عليه السلام /

هذه حجتنا :

نعتقد - نحن الشيعة - أن الله تعالى حكيم ، منزه عن فعل اللغو والعبث ، ومن المعاني التي فسرت بها الحكمة أنها وضع الأشياء في مواضعها ، وقد قال تعالى وهو أصدق القائلين : * {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الحجر: 85] وقال عز وجل : {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الأنبياء: 16] وقال تعالى : {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا} [ص: 27] وقال عز وجل : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115] وقال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] .

وقد اقتضت حكمته تعالى أن يبعث إلى الناس رسلا { مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [البقرة : 213 والنساء: 165 والأنعام : 48] يخرجونهم من الظلمات إلى النور ، ويقربونهم إلى الطاعات ، ويبعدونهم عن المعاصي ، ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة .

وكان خاتمة هؤلاء الرسل هو أشرفهم النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) " ابتعثه الله تعالى إتماما لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وإنفاذا لمقادير حتمه ، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها ، وجلى عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية، وأنقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى الطريق المستقيم " (1) .

وكان ذلك منه ( صلى الله عليه وآله ) في ثلاث وعشرين عاما من عمره الشريف يدأب ليل ونهارا في هداية الناس والدعوة إلى الله تعالى ، وألف بين قلوبهم ، مكابدا كيد الأمة التي جهلت قدره ومكانته ، فحاربته وسعت إلى قتله ، وحاولت القضاء على دعوته .

وكان من عناية الله تعالى برسوله أن هيأ له من يحميه من كيد المتربصين .

ولولا أبو طالب وابنــه * لما مثل الدين شخصا فقامـــا

فهذا بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب قد لاقى الحماما .

وكان من ورائهما السيدة الجليلة خديجة ( عليها السلام ) التي بذلت جميع ما تملك – وكانت ذات ثراء - في سبيل دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتسيير حركة الإسلام .

وأما أبو طالب (2) فقد كان السند لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو القائل يخاطب ابن أخيه :

والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا .

حتى إذا رحل أبو طالب وخديجة (عليهما السلام ) عن الدنيا ، انبرى علي ( عليه السلام ) لحماية الرسول ( صلى الله عليه وآله) والدفاع عنه .

وقد شاء الله تعالى لحبيبه المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) أن ينتقل عن مكة ويستقر في المدينة ، وإذا به ( صلى الله عليه وآله ) يواجه الدنيا بأسرها ، فالمشركون جادون في نقض ما جاء به النبي ( صلى الله عليه وآله ) واليهود يتربصون به الدوائر ، والمنافقون يسعون في الخراب ، ولا يكاد يفرغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) من حرب حتى يتهيأ لأخرى .

وإلى جانب ذلك كله كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقوم بأداء مهمته في تعليم الناس وهدايتهم ، ويتلقى الوحي ويبلغ رسالة ربه .

وإنك لتدهش أمام هذه العظمة المحمدية من القلب الكبير ، والصدر الرحيب ، والخلق الكريم في تلك الظروف العصبية حيث يقوم بذلك كله ، حتى أكمل الله دينه لعباده ، وأتم نعمته عليهم على يدي الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) وتم نزول الدستور الإلهي العظيم الذي تضمن تبيان كل شئ مما يحتاجه الناس في أمور معاشهم ومعادهم .

وقد أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) من حوله أنه يوشك أن يدعى فيجيب ، وأخذ يتأهب للرحيل إلى الرفيق الأعلى ، والإسلام بعد غض العود ، والناس حديثو عهد به ، ولما يستقر الإيمان في قلوبهم .

فيا ترى هل يترك النبي ( صلى الله عليه وآله ) هذا التراث الضخم بما تضمن من تعاليم إلى الناس ؟ أم تراه يعين لهم خلفا من بعده يحمي الرسالة كما حماها هو ( صلى الله عليه وآله ) ؟ أتراه وهو الذي لم يترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلا وقد بينه يترك أخطر أمر يتوقف عليه مصير الرسالة التي جاء بها والجهود المضنية التي بذلها ؟ هل بلغ الناس في عهده ( صلى الله عليه وآله ) من الفهم حدا أدركوا فيه جميع أبعاد الرسالة وما تضمنت من تعاليم ؟ هل بلغت عقولهم حدا فهموا فيه ظاهر القرآن فضلا عن باطنه ؟ مع علمه ( صلى الله عليه وآله ) أن فيهم من أسلم كرها ، وفيهم من استسلم خوفا ، وفيهم من أعلن إسلامه طمعا ، وفيهم من لم يلامس الايمان قلبه ، بل فيهم المنافق والمتربص ، أتراه يدع هذا الأمر الخطير للأمة لتختار لها من توليه عليها من دون أن يكون له ( صلى الله عليه وآله ) في الأمر شأن ؟

لذلك ولغيره قالت الشيعة الإمامية بضرورة نصب الإمام وتعيينه من قبل الله تعالى على يد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويكون امتدادا لبقاء الرسالة وصيانتها ، لا أن الإمام نبي آخر ، فإن نبوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) هي خاتمة الرسالات ، وقد قال ( صلى الله عليه وآله ) : لا نبي بعدي .

بل لأن هذه الرسالة التي جاء بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) تحتاج في بقائها واستمرارها إلى راع يحيطها بعنايته .

فإن أي قانون أو شريعة ، سماوية كانت أو أرضية ، إذا أريد لها البقاء والخلود ، فلا بد من إقامة راع يحفظها عن التبديل والتغيير ، ويتولى مهمة بيانها وايصالها إلى الناس مصونة عن الانحراف ، ولولا ذلك لتبدلت هذه الشريعة وتغيرت ، ووقع الاختلاف في تفسيرها وبيانها .

ولما كان دين الإسلام هو خاتم الأديان ، فلا نبي بعد النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ولا شريعة بعد شريعته ، اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون لهذا الدين بما يتضمن من تعاليم وأحكام وأسرار ، رعاة وحماة يردون عنه الشبه ، ويصونونه عن التحريف ، وهذا ما ابتنت عليه عقيدة الشيعة الإمامية من ضرورة الإمامة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأنها من قبل الله تعالى ، وبتعيين من النبي ، ولا مجال للناس في الاختيار ، وإلا لزم من ذلك كثير من المفاسد ، إذ ليس من المعقول أن يجازف النبي ( صلى الله عليه وآله ) بدعوته - وهو سيد عقلاء بني البشر وأكمل الناس عقلا وبعد نظر - ويوكل مهامها إلى الناس ، وهل هذا إلا تناقض ونقض للغرض ؟ ولا يليق بإنسان عادي فكيف بسيد العقلاء ؟!.

وإذا تبين هذا الأمر ، فهنا نتسائل من هو ذلك الشخص اللائق لتولي هذا المقام ؟ ومع غض النظر عن كل النصوص القرآنية، أو الواردة على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) في هذا المجال ، فلو وقفنا على سيرة جميع من عاش مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصاحبه ودرسنا مؤهلاتهم وما تمتعوا به من ملكات شخصية ، فهل نجد من هو أليق بهذا المقام غير علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟

أليس هو الشخص الوحيد الذي عاصر الرسالة منذ بزوغ فجرها ، وإلى اللحظة التي رحل فيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الرفيق الأعلى وقد علم من أسرارها وأحكامها ما يؤهله لذلك؟

أليس هو ربيب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو القائل يخاطب المسلمين : " وقد علمتم موضعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ، ويكنفني إلى فراشه، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل ، ولقد قرن الله به ( صلى الله عليه وآله ) من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره ، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة " (3) ؟

أليس هو العالم بأسرار القرآن وما تضمن من أحكام ؟ وقد قال ( عليه السلام ) يخاطب المسلمين أيضا : " سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل أنزلت أو في نهار أنزلت ، مكيها ومدنيها ، سفريها وحضريها ، ناسخها ومنسوخها ، محكمها ومتشابهها ، وتأويلها وتنزيلها لأخبرتكم " (4) .

ونقل ابن أبي الحديد ما يقرب من ذلك ، حيث قال : وروى المدائني أيضا قال : خطب علي (عليه السلام) فقال : لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، وما من آية في كتاب الله أنزلت في سهل أو جبل ، إلا وأنا عالم متى أنزلت وفي من أنزلت (5) .

أليس هو الدرع الواقي للإسلام في أيامه الأولى وإلى آخر يوم من حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ حيث وقف يدافع عن الإسلام ورسوله في جميع المشاهد ، فبات على فراش رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة تربص به المشركون يريدون قتله ، وفي يوم بدر كان فارس الميدان ، ويوم أحد حيث فر الأصحاب عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتركوه وحيدا ، ويوم الأحزاب حيث أحجم الأصحاب عن مبارزة فارس الجزيرة ابن عبد ود العامري ، ويوم خيبر حيث رجع الأصحاب كل منهم يجبن الآخر .

إن كنت لجهلك بالآيات * جحدت مقام أبي شبر

فاسأل بدرا واسأل أحدا * وسل الأحزاب وسل خيبر

من دبر فيها الأمر ومن * أردى الأبطال ومن دمر

من هد حصون الشرك ومن * شاد الإسلام ومن عمر

من قدمه طـــــه وعلى * أهل الإيمـــــــــــان له أمر

قاسوك أبا حسن بسواك * وهل بالطود يقاس الذر

أنى ساووك بمن ناووك * وهل ساووا نعلي قنبر

من غيرك من يدعى للحرب * وللمحراب وللمنبر

أفعال الخير إذا انتشرت * في الناس فأنت لها مصدر

وإذا ذكر المعروف فما * لسواك به شئ يذكر (6) .

وناهيك بما كان يتمتع به من كمالات ومآثر خاصة ، من عبادة وزهد وتقوى وكرم ، ولم يكن لغيره من ذلك شئ يذكر ، فهل بعد هذا يعدل بعلي ( عليه السلام ) غيره فضلا عن أن يتقدم عليه ؟

وأما إذا أمعنا النظر في النصوص الواردة في القرآن الكريم ، أو على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) ابتداء من حديث الانذار يوم الدار ، وإلى حديث الدواة والكتف ، فالأمر أوضح من أن يحتاج إلى بيان .

وتلك حجتهم :

وأما غير الشيعة ، فقد ذكروا أدلة على مدعاهم ولم يأتوا بشئ ... وغاية ما أرادوه هو تصحيح ما وقع ، والتسليم بالواقع كما وقع من دون محاولة للخروج عما قيدوا به أنفسهم ، أو السعي في البحث العلمي الحر المجرد عن العصبية ، ولو حاولوا أو سعوا لوصلوا ، ولكنهم . . .

______________

(1) من خطبة سيدة النساء الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) راجع بحار الأنوار 29 : 222.

(2) يذهب بعض من لا يبصر أبعد من أنفه إلى أن أبا طالب ( عليه السلام ) مات كافرا ، ويتمسك  بروايات اختلقها الأمويون ونسبوها لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كيدا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

وحاشا  رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يكون في حماية المشركين ، إن أبا طالب ( عليه السلام ) هو ناصر الإسلام  والداعي إليه والمحامي عنه ، وله الفضل على كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة إلى أن تقوم  الساعة ، والحديث عن أبي طالب ( عليه السلام ) له مجاله الرحب الوسيع .

(3) نهج البلاغة ص 300 ، رقم الخطبة : 192 .

(4) راجع مصادر الحديث في إحقاق الحق للقاضي المرعشي 7 : 579 - 591 . ولاحظ

التوحيد للشيخ الصدوق ص 304 - 308 ح 1 .

(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 136 .

(6) القصيدة الكوثرية للسيد رضا الهندي ص 108 المطبوع في آخر ديوان الإمام علي (عليه السلام) .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.