المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أهل البيت واية التطهير
9-11-2014
التربية في المجتمعات البدائية
20-4-2017
بو جعفر المنصور وملاحقته لأولاد الامام علي عليه السلام
4-7-2017
REPRESENTATIONAL MEDIATION THEORY
2024-08-24
اللحلاح أو خمل (Meadow saffon (Colchicum autumnale
27/9/2022
عبد المطلب وإيمانه
28-09-2015


الأهل يريدون الأولاد على صورتهم  
  
2041   09:43 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص156-157
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

من الأخطاء الشائعة أيضا هي سعي الآباء كي يكون أبناؤهم على صورتهم, أو صورة صنعوها في ذهنهم لهم , فإذا كانوا أطباء أحبوا أن يكون أبناؤهم كذلك, وإذا لم يكونوا متعلمين فإنه منذ ولادة أبنائهم يضعون في انفسهم صورة يتخيلونها يحلمون بها, فتراهم ينادون ابنهم منذ نعومة أظفارهم بالمهندس مثلا, فإذا شب وأراد دخول جامعة أخرى وقفوا في وجهه فهو لا يريد تحقيق الحلم الذي حلموا به, أو أن يحافظ على تراث الأهل فيما لو كانت عائلة أطباء وأرادوا أن يكون طبيبا مثلهم, أو إذا كانت عائلة تجار تراهم يصرون على ذهاب ابنهم الى كلية التجارة, أو حتى ترك الدارسة والانصراف الى إدارة شركة أو متجر أبيه .

إن هذا الأسلوب يعتبر خاطئا وذا آثار مدمرة على الولد الذي إما سيذهب في اتجاه آخر الذي أراده الأهل مع ما في ذلك من مشاكل, أو أن يسير بما يريده أهله فيعيش حياة كلها مصاعب نفسية وشخصية وقد يفشل في هذه الدراسة أيضا .

وفي هذا المجال أيضا يكون سعي الأهل ليكون أبنهم على شاكلتهم بأن يفرضوا أن يلبس نفس اللباس الذي يلبسه الأب, أو أن يسرح شعره بنفس التسريحة التي يسرح الأب شعره بها ، وهذا الخطأ خطير وغير صحيح وليس من التربية الصحيحة بل هو تربية خاطئة , وقد ورد في ذلك عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال: (لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)(1) .

وهذا الحديث الشريف عميق المعنى فهو يؤكد على أن الأبناء هم جيل جديد يجب أن لا يتعامل معه على أساس قواعد التعامل مع الجيل التقديم , طبعا مع المحافظة على الأمور الأخلاقية الثابتة والتي لا تتغير بتغير الزمن , بل الذي نتحدث عنه هنا هو طريقة وأساليب التفكير التي تتغير مع تغير الزمن , وكذا الحاجات الشخصية والاجتماعية التي لا تبقى على وتيرة واحدة،  فعلى سبيل المثال قد يكون في جيل الأب دراسة المحاماة شيء مهم وضروري وتعطي وضعا اجتماعيا مرغوبا للأب ولكن بعد عقدين, أو ثلاثة قد يطرأ تغير في توجهات الناس فيصبح مثلا دراسة برمجة الحاسوب, أو هندسته, هو الاختصاص المطلوب وهذا الأمر لا يقف عند هذا الحد , بل يشمل حتى التوجهات الفكرية والاجتماعية والسياسية فالزمن قد تغير وما هو جيد في زمان الأب قد لا يكون كذلك في زمان الابن .

وهنا يأتي التأكيد على الزواج المبكر الذي لا يترك فاصلا زمنيا طويلا بين الأبوين وأبنائهم مما يؤهلهم ليكونوا أقرب الى جيله ويجعلهم أقدر على تفهمه وتفهم توجهاته.

_____________

1ـ شرح نهج البلاغة ج20 ص 267 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.