الدورة الزراعية المناسبة لزراعة الرقي (البطيخ الاحمر)

البطيخ محصول صيفي يشغل الأرض طول مدة الصيف وإذن هو يأتي بعد أحد الحبوب الشتوية كالقمح والشعير أو بعد أحد القطاني كالحمص والجلبانة، والحالة الثانية أنسب، لأنه يجود حينئذ أكثر من جودته بعد الحالة الأولى، والماهرون في الزراعة يجعلونه في سنة الاستراحة من الدورة الثنائية أو الثلاثية على النحو الآتي:

حبوب شتوية - بطيخ، أو حبوب شتوية - قطاني - بطيخ، والدورة الثلاثية أصلح للبطيخ والقمح الذي سوف يعقبه وأدعى لوفرة غلتها من أن تكون ثنائية ذرة - قمح، أو قمح - ذرة مما يجعل الأرض منهكة القوى قليلة الإنتاج شأن أكثر قرانا يا للأسف، أما في الأراضي التي تغمر بمياه الفيضان فلا مانع من زراعته سنوياً، ويفضل كثير من الزراع الأراضي الرملية التي لم تزرع قبل بمحصول ما لأجل زراعة البطيخ المستمرة.

وفضل الفضل الدورة التي يدخل البطيخ فيها يعود إلى أن البطيخ نبات مصلح ومنظف يصلح الأرض:

أولاً: بكثرة الحراثات التي تعمل له أكثر مما يعمل في سنة (السبات المحروث).

ثانياً: بتنظيفه الأرض من كثرة العزق والتحضين وإبادة الأعشاب التي تجري له طوال حياته، وهو لا يتعب التربة بقدر المحاصيل الصيفية الأخرى كالذرة والقنب حتى ولا السمسم المعدود أخف ضرراً منها، والمشهور لدى زراعنا أن عقير البطيخ نافع جداً للقمح الذي يعقبه، ولذلك هم يزرعون البطيخ إكراماً للقمح ولو لم يأتهم ربح منه أحياناً، شأن زراع أوروبا في زراعة الشوندر السكري.