المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التواتر لا يقوم مقام الإمام في بيان مراد الرسول
9-08-2015
Orthogonal Sum
9-8-2021
Compound words, blends and phrasal words Conclusion
2024-02-03
الاستغفار لسلسة الآباء
25-8-2018
الصفات الوراثية القابلة للتغير
14-11-2016
معنى بكاء السماء والأرض
3-06-2015


الثقة بالنفس  
  
2675   12:38 مساءً   التاريخ: 12-2-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص172-176
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-2-2017 4021
التاريخ: 17-11-2020 3117
التاريخ: 25-8-2022 1613
التاريخ: 19-4-2017 2088

ان الانسان لا يستطيع ان يحقق التطور والرقي والكمال مالم يثق بنفسه، ان الشعور بالثقة بالنفس، يقوي الإرادة ويطرد التزلزل وعدم الثبات، ويمكّن الانسان من ان يخطو إلى الأمام من دون توقف وتلكؤ، ولولا الثقة بالنفس لما استطاع الانبياء والمصلحون والمخترعون والفاتحون من تحقيق اهدافهم وطموحاتهم في الحياة خلافاً للعاجزين والمنهزمين والمنكسرين، الذين فقدوا الثقة بأنفسهم.

ومما لاشك فيه، ان ما حظي به الانسان من تقدم ، ورقي وتطور هائل يثير الاعجاب والدهشة انما حصل في ظل الثقة بالنفس والنشاطات الفاعلة والمستمرة ان الارتقاء إلى الاعلى في كل مناحي الحياة لا يتحقق ما لم تكن هناك ثقة عالية بالنفس وعليه فلا يجوز البتة ان نحدد افكارنا في امور صغيرة او كبيرة وانما يجب ان نتابع كل عمل نقوم به بكل ثقة بالنفس وفي غاية العناية والاخلاص والمتابعة حتى النهاية لقطف الثمرة من ذلك العمل.

ان خيبة الامل وضعف النفس يسببان الفشل والانحدار نحو الهاوية والسقوط كما ان الذين يعتمدون على غيرهم في تحقيق اهدافهم، ويعلقون الآمال عليهم فان ابواب النجاح والظفر ستوصد في وجودهم، وتجرفهم امواج الحياة إلى التقهقر والانزواء والعيش بين الحفر.

ما اكثر الآمال التي خابت والاهداف التي قبرت في مهدها والاستعدادات التي انطفأت في بواكيرها، والاماني الوضاءة التي بقيت عقيمة وتراوح اماكنها بلا نتيجة الا لقلة الثقة بالنفس او انعدامها.

نعم، ان كل انسان لم يستطع ان يقف على رجليه ولم يبذل سعيا وطاقة لمقاومة العراقيل والمعوقات هو انسان متزلزل لا ثقة له بنفسه ومائل إلى الفشل الذريع والخسران المبين.

ولا ريب ان النفس المصممة تحدث في فكر وعقل صاحبها قوة فاعلة ايجابية في ابعادها وتأثيراتها وكثيراً ما نلاحظ ان اشخاصا كانوا من حيث الاستعداد في المستوى المتوسط وربما دونه بقليل ولكنهم نجحوا وتقدموا نحو الامام، نتيجة لما يتمتعون به من روح الثقة بالنفس في الحياة، واكتسبوا منافع مهمة وحققوا انتصارات لامعة.

ان الإنسان الذي يملك الارادة الصارمة، والثقة العالية بنفسه والايمان الحقيقي، والعقل الايجابي، سيطرد الافكار السلبية والرؤى المنحرفة بكل قوة، ولا يتقبل الانكسار والعجز الكاذب، ولا ينثني عن عزيمته وتصميمه باي شكل من الاشكال ولا يمكن صرفه عن هدفه الذي يؤمن به ويسعى بقوة من اجل تحقيقه وتجسيده على ارض الواقع بل يبقى يتابعه بإيمان وانتظام، لعلمه وايمانه بان الله سبحانه لم يحرم احداً من منابع الخير والتوفيق.

لقد جاء في كتاب : (رسالة الاخلاق ص336، يقول العالم الغربي (الدكتور ماردن) ما نصه:

(ان الايمان والثقة بالنفس قوة مبدعة، وعدم الايمان قوة سلبية موهنه ومخربة بل محطمة وقاتله ان الشعور بالثقة بالنفس ينفي ويطرد التزلزل وعدم الثبات، ويمكن الانسان من ان يتقدم إلى الأمام من دون توقف وتلكؤ. وبدون صرف قوى زائدة وبكل متانة وثبات ان جميع المخترعين والمصلحين والسياحين والكاشفين والفاتحين كانوا ذوي ثقة وايمان باستعداداتهم وطاقاتهم وامكاناتهم وفي ازاء هؤلاء لو استعرضنا شخصية العاجزين والمنكسرين والمنهزمين لتوصلنا

إلى ان اكثرهم كانوا لا يتمتعون بالثبات لعدم الثقة بأنفسهم.

نحن لا ندري ما الذي اودعه الله في اولئك الاشخاص الذين لهم الاستعداد التام للقيام بمهام الاعمال الكبرى وانما نعلم ان الثقة المطلقة للإنسان بتوفيقه في عمله دليل بارز على استعداده التام، وان من جهزه الله بسلاح الإيمان والثقة بنفسه سيساعده ليتوفق في اعماله ايضاً فلا تحرموا انفسكم من الثقة بها ولا تسمحوا للآخرين بان يشككوكم فيها ، فإنها اساس جميع التوفيقات الكبرى، فان تضرر هذا الاساس تحطم ما عليه من البيان ايضاً وان بقي هذا الاساس سليماً بقيت ابواب الآمال مفتوحة بوجوهنا).انتهى.

اجل، ان من جهزه الله تبارك وتعالى بسلاح الإيمان والثقة بالنفس سيتوفق في حياته، وستفتح امامه ابواب الخير والامل على مصاريعها، وسيقطف الثمار حلوة شهية، ويكسب ثقة الاخرين به، واعتمادهم عليه.

واما ضعاف النفوس ،فلا همّ لهم سوى تضعيف معنويات الآخرين وهم لا يملكون القدرة اللازمة على ان يتخذوا القرار الثابت فحالتهم متزلزلة، ويعيشون حالة من القلق والحرمان وعدم ثقة الناس بهم او الاعتماد عليهم فالتوفيق بعيد عنهم، والخيبة والذلة قريبة منهم.

يقول امير المؤمنين علي (عليه السلام): (ذل الرجال في خيبة الآمال)(1).

إذن، إن الثقة بالنفس من اكبر الفضائل الاخلاقية وأنفعها وهي الاساس لكل فلاح وتوفيق وتقدم، ولو التزم بها الاكثرية وتزينوا بها لأصبحت امتهم امة كبيرة مقتدرة تفرض نفسها في الحياة، وتجبر الآخرين على احترامها والتعامل معها وتعيش عزيزة كريمة سعيدة.

بناءً على ما تقدم، ينبغي على الآباء والامهات والمربين إذا ارادوا ان يحققوا تربية سليمة للطفل او غيره ان يأخذوا بنظر الاعتبار والجدية والفعلية، تزكية النفس والثقة بها، وتنمية العقول والمواهب والعواطف، وتكاملها واذكاء القلب واحياء الضمير والوجدان وكل الفضائل في نفس المتربي، ليصبح انسانا متكاملا وعنصرا ايجابياً متفاعلاً مع الحياة، ونافعاً لأبناء امته وجنسه، يسعى من اجل الخير والاحسان ويدعو إلى ان يسود الحب والاطمئنان، والصلاح والسلام والازدهار، في ارض الله الواسعة.

______________

1- غرر الحكم : 405




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.