المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التفسير على ضوء السُنن الاجتماعية
15-11-2014
لا يمكن الهروب مِن حكومة الله
25-10-2014
السعادة والشقاء
28-3-2020
Empire Problem
27-3-2022
SYNTHETIC FIBERS
29-9-2017
تعريف التفسير العلمي‏
6-05-2015


تأثير الحزن على الطفل المفجوع بوالديه  
  
2440   12:14 مساءً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص46ـ47
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2017 2268
التاريخ: 30-4-2017 2963
التاريخ: 30-4-2017 2580
التاريخ: 18-4-2016 2260

...في الحقيقة ان موت الاب سيهيء الارضية المناسبة لحزن الطفل وألمه الى درجة يمكن فيها ان يسيطر طوفان الحزن على الطفل ويقضي عليه ويميته.

بعض الاطفال الذين لا يستطيعون فهم حقيقة موت الاب ويتصورون بانه نهاية حياته في هذا العالم يشرعون بالبكاء، ويطالبونه بالرجوع فيصرون على ذلك ويقدمون اعذاراً متنوعة لذلك، وهذا الامر سيصنع من واحدهم انساناً لجوجاً وغريب الاطوار، واحياناً ربما سبب موت الاب احياء الغضب والكراهية والخوف في نفس الطفل، واحياناً قد يسبب له فقدان ذاكرته. يضطرب تفكير الطفل عند موت والده، فيحلق بقلق وخوف في الخيال ويصعب عليه ان يجاري احاسيسه ومشاعره، والتي بدورها تكون سبباً للكثير من الآثار والعوارض الجانبية، مثل اختلال الحواس والتعلق بالخرافات والاوهام واحلام اليقظة و... والخ ومن آثار موت الاب على الاطفال من الناحية الجسدية والنفسية:ـ

سوء هضم الغداء، ونقص الوزن، والامراض الهضمية والمعوية، وتوقف النمو والابتعاد عن اللهو والنشاط؛ وفي بعض الاحيان يتخيلون في اذهانهم اشياء متعددة فيتخيلون مثلاً اباً او اماً عجيبين وغريبين لإرضاء انفسهم واسعادها، وفي غالب الاحيان يعيش الاطفال بعد موت الاب في عمق الخيال، ويعجزون عن رؤية النتائج والآثار كما هي ليتابعوا حياتهم بشكل طبيعي، فيفقدون إحساسهم بالأمن، ويواجه كل منهم مشكلاته اللاحقة اعزلاً ووحيداً، وحتى لو بادلهم احد المحبة فانهم سيعجزون عن مبادلته نفس الشعور وبالطريقة المثلى، او ان يردوا له جميله.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.