المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

معنى كلمة قصد
11-4-2022
محمّد بن الحسن الجوّاني
28-8-2016
مفهوم الانتظار
6-12-2015
أداء المـصـرف (مـكونـات أداء الـمصرف وأهـداف المـصرف)
2024-04-01
داخل النواة
16-1-2023
الصفات العامة للنباتات الزهرية المتطفلة
6-12-2015


السعادة والحظ السعيد  
  
2429   08:29 صباحاً   التاريخ: 12-6-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص11ــ15
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016 1996
التاريخ: 1-1-2017 1952
التاريخ: 30-4-2017 10328
التاريخ: 30-4-2017 1952

اعتبر علماء الأخلاق أن الغاية القصوى من علم الأخلاق هي تحصيل السعادة التي هي هدف جميع البشر من مساعيهم ومحاولاتهم المستمرة التي يعيشونها والتي غالبا ما يستاؤون من الإخفاق في الوصول إليها.

ما هي السعادة؟ يمكن تفسير كلمة السعادة بعبارة قصيرة وهي «وصول الإنسان بحركته الإرادية النفسية إلى كماله الكامن في جبلته».

وبعبارة أخرى هي استعمال القوى المادية والمعنوية المختلفة الموجودة عند الإنسان بصورة صحيحة.

ومن جهة فإن كلمتي «الكمال» و«الاستعمال» واضحتان من حيث المفهوم العام، لكنهما معقدتان من حيث المصاديق الجزئية، إذ غالباً ما يشتبه الكثيرون في فهم معنى السعادة، فيمكن لأحد الأغنياء مثلاً وقد أفنى روحه وجسمه طيلة عمره من أجل جمع الثروة، أن يشعر بأنه قد حقق السعادة، في حال اعتقاد ابنه العابث - الذي يبذر ثروة والده بعد موته ويصرفها في سبيل إرضاء شهواته وغرائزه - بأن هذه هي السعادة، مع أن كليهما على خطأ.

وعلى أية حال ينبغي الاستعانة في هذه المجالات بالتحليلات العقلية الصحيحة لمعرفة السبل الواقعية لتكامل الإنسان من جهة، والطريق الصحيح لاستعمال الطاقات المادية والمعنوية الموجودة لديه من جهة أخرى، وإن كانت هذه التشخيصات تحتاج إلى مطالعات وجهود مكثفة.

* هل للسعادة جانب روحي أم جسمي؟

اعتقد جماعة من فلاسفة اليونان القدماء (كالكلبيين) بأن للسعادة جانباً روحياً فقط وليس للبدن حظ فيها، لذا حصروها في الكمالات والأخلاق الفاضلة، بل اعتقدوا بأن لا سبيل لتحقيق السعادة الكاملة في هذا العالم، وصرحوا بأن السعادة العظمى لا تحصل للنفس ما دامت متعلقة بالبدن وملؤثة بالكدورات الطبيعية والشواغل المادية، وأن السعادة المطلقة لا تتحقق لها ما لم تنفصل الروح عن البدن.

ولذا فقد أهملوا جميع العوامل المادية في تحصيل السعادة.

وحالات ديوجانوس حكيم الكلبيين، ومعيشه في غار! عوضاً عن الغرف والبيوت، واكتفاؤه بإناء واحد لشرب الماء من بين جميع مستلزمات الحياة، معروفة ومشهورة، وقد قيل: إنه رأى ذات يوم رجلا يشرب الماء من النهر بيده فرمى إناءه!

وبإزاء هؤلاء تأتي عقيدة الماديين الذين يعتقدون بأن السعادة تنحصر في مزاولة اللذائذ المادية بلا قيد أو شرط وينكرون كل الموانع التي تعترض ذلك.

واعتقد الماديون بأن السعادة المطلقة تنحصر في اللذات المادية وأوغلوا في هذا الطريق إلى حد الجنون، وتمردوا على جميع القيود والآداب الأخلاقية والاجتماعية من أجل الوصول إلى السعادة.

وبديهي أن هذا الاعتقاد، الذي أخذ للأسف الشديد يشيع عند الغربيين والمتأثرين بالغرب، لا يمكن تسميته بالمذهب، بل هو نوع من الهذيان والمرض النفسي، ولكنه على ما هو عليه يمكن اعتباره رد فعل تجاه المذاهب الإفراطية كمذهب «الكلبيين»، الذي أهمل الجوانب الجسمية في موضوع السعادة بصورة كلية.

أما الطائفة الوسط فقد صرّحوا بأن الإنسان مركب من الروح والجسم معاً ، وحقيقة خلقته قائمة بهذين القسمين، لذا ينبغي عليه أن يحقق السعادة في كليهما. وطبيعي أن أي برنامج يعتني بأحدهما فقط لا يمكنه أن يسعده؛ لأنه لا يتطابق مع الواقع الخارجي.

ومن بين فلاسفة اليونان نجد أن المعلم الأول أرسطو وأتباعه، كانوا يميلون إلى هذا الرأي، والقوانين الإسلامية السامية قد دعمته بصورة واضحة ووضعت له أسساً جديدة.

وهذه الحقيقة يمكن لمسها في آيات عديدة من القرآن الكريم وأحاديث أئمتنا الأبرار. ويتلخص شعار الإسلام في هذه المسألة بالآية التالية: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [البقرة: 200 - 202].

ومما يجدر الانتباه إليه بصورة تامة في مثل هذه البحوث أن الآصرة والعلاقة بين الروح والجسد قوية لدرجة أن الانحراف في أحدهما يترك أثره في الآخر.

ولقد أثبت علم النفس اليوم أن قسماً من الانحرافات الاخلاقية والفكرية ناشئ من عدم إشباع الغرائز الجسمية والمادية بصورة صحيحة.

إن الميول والغرائز المكبوتة تتحول في الغالب إلى عقد نفسية تخلق مشاكل كبيرة لعلماء الأخلاق يتعسر عليهم حلها بالطرق التي يسلكونها في تربية النفوس، إذ يتعين التماس حلها من نفس الطريق الذي نشأت منه، أي إشباع الغرائز الجسمية بالطرق المشروعة.

فما أكثر المصابين بسوء الظن والخوف والحسد والتكبر والحقد وما شاكل هذه الرذائل وسببها هو حرمانهم وإخفاقهم في إشباع إحدى غرائزهم الجسمية بصورة صحيحة. لذا ينبغي اليوم على كافة علماء الأخلاق وعلماء الدين، لأجل معالجة الأمراض الأخلاقية، أن يأخذوا الحالتين الجسمية والروحية معاً بنظر الاعتبار، لكي يصلوا إلى مرادهم.

ولقد شمل الإسلام هذه المسألة الحساسة بنظرته الدقيقة وقال في صريح الآية ٣٢ من سورة الأعراف: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

فانظر بدقة إلى كلمة «عباد» و«الذين آمنوا» وإضافة كلمة زينة إلى لفظ الجلالة.

وقد ورد في الحكم القصار لأمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: «للمؤمن ثلاث ساعات فساعة يناجي فيها ربه، وساعة يرم معاشه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل», وقد وردت تكملة للحديث في بعض النسخ «وذلك عون على سائر الساعات». 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.