المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



العصر الاشوري الحديث  
  
1415   06:58 مساءً   التاريخ: 12-1-2017
المؤلف : حسين محمد محيي الدين السعدي
الكتاب أو المصدر : تاريخ الشرق الادنى القديم العراق – إيران – آسيا الصغرى
الجزء والصفحة : ج2, ص173-180
القسم : التاريخ / الامبراطوريات والدول القديمة في العراق / الاشوريون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2016 1902
التاريخ: 25-10-2016 1376
التاريخ: 24-10-2016 1992
التاريخ: 24-10-2016 1269

 (العصر الإمبراطوري):

يتفق المؤرخون على اعتبار عهد اداد نيراري الثاني (911 – 891 ق.م.) فاتحة عصر جديد للدولة الاشورية، تعاظمت فيها قوتها السياسية واتسعت حدود دولتهم كما تنامت حضارتهم وتأثيراتها على المنطقة. ويمكن تقسيم هذا العصر إلى مرحلتين تبدأ اولاهما بعهد اداد نيراري تنتهي على عهد شمش الداد الخامس، ثم المرحلة التالية لها والتي تمتد بعد مرحلة النقلة والتدهور السياسي بين المرحلتين وتنتهي بالسيادة البابلية فيما يعزى بعض الاحياء البابلي.

وبادئ ذي بدء، فانه يمكن القول ان عهد اداد نيراري الثاني لم يكن ليعد علامة من علامات بداية ازدهار آشور لولا جهود والده آشور دان، بحيث تهيأ لعهده كل عوامل الانطلاق التي استغلها اداد يزاري خيرا استقلال فنراه يفك حدود دولته من اسرها متجها إلى الشمال الغربي صوب المرتفعات الشمالية حيث شعب القواماني الذي نجح في تأديبه والقضاء على تهديده.

اما موقفه من بابل على عهد شمش – ميدامق فعلى الرغم من تجريده لحملة تأديبية صوب الجنوب تستهدف على الاقل من الحد الجنوبي نحو نهر ديالى، الا ان الأمر انتهى بعقد معاهدة تثبيت حدود بين الطرفين، عززتها زيجة سياسية تقليدية بين الاسرتين الحاكمتين. وتجدر الاشارة إلى أهمية هذه المعاهدة تحديدا لما تضمنه من موجز لتاريخ الصراع العسكري بين بابل وآشور.

وفيما يتعلق بالآراميين فقد نجح في ضم مدنهم الواحدة تلو الأخرى بعد ست حملات قام فيها بدفعهم بعيدا عند وادي دجلة وجبال كاشياري التي كانوا يهددون منها نينوى وعن منطقة الجزيرة حيث تم تحصينها من جديد ومن كردستان تم دفعهم لما وراءها. ويذكر انه استخدام اسلوب التجويع او الحصار الاقتصادي اذا جاز التعبير في احدى حملاته ضدهم عن تضييق. وقد اثمرت سياسة حتى ان احدى الإمارات الأمورية البعيدة عند ثنية الفرات جنوب قرقميش قد أرسل حاكما من بين ايدي (تل احمد الحالية)، الهدايا خاطبا ود اداد نيراري.

وبعد وفاته اعتلى ابنه توكلوت نينورتا الثاني العرش حيث لم تمهله مدة حكمة القصيرة لست سنوات ان يوسع نطاق حكمه، وان نجح في السير على نهاج سابقه اذ سعى للتأكيد على سيطرة آشور على مناطق الجبال الشرقية والشمالية، كما حد حدوده الجنوبية على حساب بابل حتى أوصلها لبغداد الحالية. كما سمعت القبائل الارامية المستقرة على ضفاف انهار الفرات ودجلة والخابور في تقديم الهدايا والجنوبي تعبيرا عن خضوعها ل. ولعل طبيعة هذه الهداية والجزء تدلل على حجم ثروة هذه القبائل الآرامية ونجاحها في النشاط الممارس مع مناطقا خرى من جيرانها مثل بلاد العرب وفينيقيا وكليكيا. ومن ثم فقد صوت هذه العطايا الذهب والفضة والبرونز والقصدير والصمغ والأثاث العاجي المطعم بالأحجار الكريمة، والحديد والمنسوجات فضلا عن قطعان الابقار والاغنام والحمير وكميات الغلال. اما الخيول فلم يتأكد انها كانت ضمن عطاياهم على هذا العهد، وان كان توكلات نينورتا لم يعدم الحصول عليها على نطاق واسع بلغ الآلاف من المناطق الشمالية مما ساعد آشور على استخدام العجلات الحربية بشكل كبير.

وعلى اية حال، فقد ورث ابنه اشور ناصر بال الثاني (883-859 ق.م.) دولة ممتدة في شمال العراق لتشمل بدورها المنطقة من زاجروس إلى الخابور ومن نصيبين حتى تكريت او ربما سامراء. وكانا على الملك الجديد عبء مهمة توسع حدود الامبراطورية، وهي المهمة التي شغلت النصف الأول من عهده الممتد لحوالي ربع قرن.

ومن ثم فقد اتجه بقواته نحو منطقة المرتفعات الممتدة من شرق أربل إلى شمال غرب نينوى، اي شمال كردستان الحالية. أما حكام بيت اديني، فقد حاولو شق عصا الطاعة عليه، مما دفعه لدحر تمردهم وتعيين حاكم آشوري عليهم. ولم يفته ان يكسب ولاء المدن الممتدة جنوبا عبر نهار الخابور. ويبدو ان قد جنة الكثير من اخضاع بيت اديني حتى انه وصف غنائمها بأنها (كنجوم السماء، تستعصي على الحصر).

ولقد ساعده هذا المد العسكري عبد الخابور إلى الاستيلاء على منطقة كاشياري ومناطق شمال دجلة، لا سيما بعد هجوم احد المتمردين على احدى الحاميات الاشورية بالمنطقة. وقد اعمل فيهم القتل والنهب والتعذيب الجسدي، كما بنى حامية عسكرية لضمان السيطرة على المنطقة بعد تركها، ولقد كانت هذه الحافة بمثابة قاعدة عسكرية لانطلاقة مخزن لمن قواته بالمؤن والعتاد اللازمة لها.

كما مد سلطانه إلى المنطقة الشرقية عبر جنوب كردستان لتشمل المنطقة شرق شمال وشرق كركوك. وهو الأمر الذي مكن الآشوريين من توسيع المنطقة الدفاعية حولها عبر زاجروس من أعالي ديالى حيث الحدود مع بابل إلى اعالي الزاب الادنى.

اما توسعه غربا نحو ساحل البحر المتوسط، فكان بمثابة احياء لسياسة سلالة عبر هذه الدروب التي لم يطأها واحد منهم منذ عهد تجلات بلا سر الأول، اي لقرنين من الزمان. وقد نجح بجيشه اختراق المنطقة عابراً الفرات حيث اقليم قرقميش، حتى وصل إلى مدينة صور عبر سهل الاورنت وجبال لبنان.

وبالرغم من فرضه الجزية على المدن الآشورية عبر مسيرته الطويلة بالمنطقة وحتى جنوب صور، الا انه تحوطا للأمر كان ياسر بعض ابناء حكام تلك المنطقة كضمان لأمنه وسلامته عبر أراضيهم.

وهكذا نجح آشور ناصر بال في تأسيس إمبراطورية مترامية الاطراف، بعد نشاط عسكري متميز أعقبه بعده حملات تأديبية خلال النصف الثاني من عهده لتوكيد سطوته وتأمين حدود امبراطوريته. وتجدر الاشارة إلى ما ذهب إليه G.Roux من أن تأسيس الامبراطورية الاشورية لم يكن وفق خطة منظمة ولكنها نتيجة استتبعت السياسة الدفاعية التي بدأ بها حكام آشور عهودهم. كما انهم اهدروا القيم الانسانية بما انتهجوه من تعذيب وقتل وتشريد ضد المدن التي غزوها. وان كانت غزواتهم قد توافقت مع التوجه الديني الذي يرى ان مملكة اشور على الأرض توازيها مملكة المقدسة في السماء، وان التوسع كان يعني تحقيق هذه الغاية المقدسة على الأرض بما يتفق ومكانة الاله السامية في السماء .

بيد انه اذا ما كان لنا من تعليق حيال هذا الرأي، فيمكن القول ان السياسة الدفاعية الوقائية كانت مسألة أساسية قبل الشروع في اية توسع، لانها اساس الانطلاق فيه. فمن غير المتصور ان يبدأ اي حاكم مهما اوتي من براعة عسكرية هجومه قبل تأمين حدوده. كذلك فإن التوسع جاء متواكبا مع طبيعة الظروف السياسية بالمنطقة والتي شجعت آشور على تقوية وضعها طالما ان ما حولها من ممالك كان يتعرض لصعوبات تحول دون مناوئتها.

أما المعاملة اللاإنسانية حيال معارضيهم، فلم تشملها النصوص المعاصرة الا في حملة واحدة من حملاته رغم حرص المؤرخين المحدثين على صبغ كل حملاته بها محاولين توكيد ما جاء به العهد القديم حيال اشور وبابل لقيام كلتا الدولتين بالقضاء على مملكتي بني اسرائيل بالمنطقة وهي دولة اسرائيل ودولة يهوذا على التوالي اما من الناحية الدينية، فهو امر كان يمثل سمة كل اعمال ملوك التاريخ القديم، الذين كانوا دائما ما يخرجون على راس حملاتهم باسم الههم المعبود ويعزون النصر المحقق إلى مباركته اياهم ومن ثم، فلم يشذ حكام اشور في ذلك عن اقرانهم حيال معبودهم الاله اشور.

وعلى اية حال، فلقد كان لآشور ناصر بال اسهامات العمرانية الرائعة، والتي تمثل عاصمته الجديدة من أهم تلك الاسهامات. فقد اقتضت احتياجات الدولة الجديدة وجود عاصمة شمالية الأمر الذي حدا به لاختيار موقع كالخو (مزود الحالية، 22 ميلا جنوب الموصل) لبناء مدينة جديدة، على اطلال المدينة القديمة التي اقامها شلمنصر الأول في ذات المكان. وهذا الموقع يتمتع بميزات استراتيجية لا تقتصر على كونه من الشمال، بل أيضاً لوقوعه في الزاوية التي يتلاقى عندها الزاب الاعلى من الجنوب بنهر دجلة من الغرب ولقد أمدها بالمياه عبر قناة تصلها بالزاب الاعلى شقت خصيصا لهذا الغرض، فضلا عما اضافته من حماية للمدينة. ولقد أقام فيها العديد من الأبراج والقصور والمعابد إلى جانب الزقورة الرئيسية، كما كشفت الحفائر عن العديد من اللوحات الجدارية التي سجلت جلائل اعماله كجانب دعائي يتفق مع ولعه بالعمران والذي تبدى واضحا في آثار هذه المدينة.

والجدير بالذكر، انه قد توفر على بناء هذه العاصمة الاف من العمال والحرفيين والفنانين من كل ارجاء الامبراطورية لاسيما سوريا كما ان افتتاحها عام 879 ق.م. كان مظاهرة دعائية لآشور ناصر بال جمع قيامها ما يقرب من سبعين ألف شخص من مختلف الأقاليم حوله ولمدة عشرة ايام كاملة، او ربما اسبوع على رأي آخر.

ولقد أقام شلمنصر الثالث في ذات القصر الذي بناه والده بالعاصمة وذلك خلف له عام 859 ق.م. واقتضت سياسته العسكرية التركيز على الجبهتين الغربية والشمالية الغربية بشكل اساس. حقيقة انه تلقى بداية العديد من العطايا من صور حملتها إليه سفنها، الا انه عندما حاول من سطوته في الاقاليم السورية الجنوبية جابه تحالف شديد المراسي عند قرقر على نهر العاصي ملك اسرائيل آهاب وطدت السورية والفلسطينية بزعامة هداد – أزار حاكم دمشق ولم تكن هذه هي الجولة الأولى والاخيرة في هذا الاتجاه، بل ان الصدام تجدد مرة اخرى نتيجة لعدم احراز شلمنصر نصرا مبرحا من ناحية، وكذلك لسيطرته على مدن المنطقة الشمالية الغربية في قرقميش وبيت اديني وضمها لحظيرة النفوذ الاشوري بما كفل له السيطرة على طرق التجارة لآسيا الصغرى وهو الأمر الذي هدد مصالح المدن السورية من ناحية اخرى.

ولقد تخلل جولتيه الغربيتين حملتان تأديبيتان من نحو بابل وجنوبها حتى ساحل الخليج العربي. ثم اتجه بعد ذلك لدحر التحالف السوري ونجح في هزيمة دمشق، وهو الأمر الذي دفع ملوك بقية مدن المنطقة كصور وصيدا إلى دفع الجزية وسار على منوالهم في ارسال الهدايا ملكا اسرائيل ومصر.

كما جابه شلمنصر سلسلة من التهديدات عبر جبهته الشرقية والشمالية الشرقية ممثلة في الميديين والفرس وكذا مملكة اوراتو الواقعة وسط جبال ارمينيا عبر الامانوس وطوروس. ولقد بدأ بهذه الاخيرة التي تعرف عنها من المصادر الاشورية على عهد شلمنصر الثالث انه دحر مدنها على عهد ملكها أرامو، وإن خلفه ساردوري الأول قد خلف بعض النفوش من عهده في عاصمته الجديدة توشبا.

أما حملته ضد القبائل الإيرانية من الميديين والفرس الذين استوطنوا آنذاك المنطقة المحيطة ببحيرة أورميا، فقد نجك في تأديبها وترويضها لصالح الإمبراطورية الآشورية حيث لقبت دوراً رئيسيا في جلب اللازورد من افغانستان للعرق ولقد كان تركهم في الواقع مثلما الحال مع اورارتو فرصة لتقوية شوكتهم التي باتت تهدد آشور ذاتها بعد حين.

ولقد خيمت ظلال الحرب الأهلية والتمرد على آخر سني عهد شلمنصر الثالث الذي تمردت عليه عدة مدن رئيسية مثل آشور ونينوى وكركوك واربل من بين 27 مدينة، فضلا عن محاولة احد أبنيه اغتصاب العرش. بيد انه أوكل مهمة انهاء هذا التمرد وذلك الصراع لوريثه شمش آداد الخامس (823-811 ق.م.). وقد نجح بالفعل في ضرب مظاهر التمرد بل وتعداها إلى بعض النشاطات العسكرية على الحدود الشمالية الشرقية، ومع بابل التي حاولت استغلال الظروف في آشور والتدخل في شئونها متحالفة مع عيلام والقبائل الكلدانية والأرامية في المناطق الجنوبية فكانت حملة عليهم في اخر سني حكمه التي قضت على التحالف وان لم تقض على القوة الكلدانية والوليدة.

وبوفاته تبدأ مرحلة النقلة بين مرحلتي الازدهار في العصر الاشوري الحديث، وذلك بإعتلاء ابنه وخلفه اداد نيراري الثالث عرش البلاد لسبع وعشرين عاما (من 810 – 783 ق.م.). ولقد قضى منها خمس سنوات تحت وصاية امه الملكة شامورامات. تلك الشخصية الاسطورية التي نسجها هيرودوت باسم سميراميس، ثم سار على نهجه ديودور الصقلي في كتابه التاريخي في القرن الأول قبل الميلاد. اذ يعزون لها صفات خارقة على المستوى الشخصي والاداري (والعسكري). وهو الأمر الذي فسره الباحثون في ضوء المصدر الذي استقى منه هيرودوت معلوماته وهم كهنة بابل الذين كانوا متشيعين للملكة بابلية الاصل التي عملت على نشر كل ما هو بابلي في مملكتها. ومن ثم فلا عجب ان تنسب إليها الكثير من جلائل الاعمال التي قام بها ملوك آشور بشكل بولغ في تصويره حدا لا يمكن تصديقه.

ومما لا شك فيه ان مثل هذه الشخصية المتسلطة كانت احد اسباب ضعف الملكية في آشور خلال تصريفها للأمور، وفرصة للمدن التابعة لها ان تشق عصا الطاعة في تمرد استهدف في المقام الأول كسر حدة النظام الصارم الذي فرضته آشور على شعوب المناطق التابعة لها.

وعلى اية حال، فلقد خاض اداد نيراري الثالث عدة حملات ضد اولئك الأقوام المتمردين في مدنهم، لا سيما المدن السورية التي أعاد فرض سيطرته عليها وجمع جزيتها لاسيما دمشق والمدن الفلسطينية وكذلك الفينيقيين، وبني اسرائيل. اما خيتا وقرقميش فيبدو أنهما تمتعا بشيء من تصريف الأمور بحرية بعيدا منه وان دفعا له الجزية كما اتبع نفس السياسة مع الفرس والميديين وكذا الكلدانيين جنوبا. بيد انه من الانصاف ان نؤكد على ان هذه الحملات كانت بمثابة حملات تأديبية أكثر منها توسعية بهدف اعادة توكيد سيطرة آشور على المناطق التابعة لها.

ولقد أعقب حكم اداد نيراري فترة اربعون سنة تعاقب فيها على عرش آشور ثلاثة حكام لم تظهر خلالها اشور اية مبادأة حيال التوسع الامبراطور، وان كان هذا لا يعني بالطبع انها كانت لقمة سائغة لمن حولها. بمعنى انه سمة هذه المرحلة التي صيغت احداثها من خلال التعارض بين توجهات ملوك ضعاف امام حكام اقاليم أقوياء ومن ثم كانت كل محاولات هؤلاء الملوك في الجانب العسكري ذات صيغة دفاعية أكثر منها هجومية، وهي سياسة اتت تجارها في الحفاظ على حدود آشور داخل المنطقة ما بين الفرات وشمالي دجلة.

أما الملوك الذين أحرزت سياستهم هذا الوضع فهم على التوالي شلمنصر الرابع (782 – 773 ق.م.)، ومن عهده حملة قام بها احد قادته لتأديب الأورانيين ونسبها لنفسه دون ذكر لمليكه في أول سابق من نوعها.

اما الثاني فهو آشور دان الثالث (772-557 ق.م.) والذي فشلت محاولاته حيال سوريا التي سيطرت على المقدرات الاقتصادية لتجارة المنطقة، كما اندلعت في عهد الثورات في بعض مدن الدولة.

اما الثالث آشور نيرازي الخامس (735-745 ق.م) فقد تعرضت العاصمة كالخو لحرب أهلية وتمرد تزعمه حاكم المدينة ولاقى فيه الملك حتفه ليعتلي هو من بعده عرش آشور.

وجدير بالذكر ان هذا المغتصب كان يدعى بول حسبما أوردت اسمه النقوش المعاصرة وكتابات العهد القديم، الا انه انتحل اسما للعرش هو تجلات بلا سر إشارة إلى السياسة التوسعية الذي ينتوي انتهاجها. متمثلا في ذلك أول حاكم حمل هذا الاسم.

بيد ان هناك رأي اخر ينسب هذا الحاكم الجدي إلى تسلسل الاسرة المالكة على اساس كونه الاخ الاصغر لآشور نيرازي، وان هذا الاخير هو الذي اختاره لخلافته وهو مشرف على الهلاك. وعلى اية حال، فايا ما كان الأمر، فلقد اجمعت كل الآراء على كونه تجلات بلا سر من افراد الاسرة الحاكمة وانه باعتلائه العرش يدخل العصر الاشوري الامبراطورية مرحلة الثانية، والتي شهدت ازدهارا على كافة المستويات، وهي مرحلة يمكن ان نميزها بأطلاق مسمى (العصر الآشوري المتأخر) عليها كاصطلاح، وان لم يستقر بعد بين الباحثين الذي يميز بعضهم هذه الفترة باسم (الامبراطورية الاشورية الثانية).




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).