المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

superfoot (n.)
2023-11-24
A chronology of pi
أم الخير ، خطيبة صفين (1)
28-6-2021
Place of articulation
27-6-2022
معنى (بدلناهم جلوداً غيرها)
1/10/2022
معنى اسماء الله تعالى
3-07-2015


التبني في المجتمعات الغربية  
  
1884   01:18 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص251-253
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2017 2362
التاريخ: 12-8-2017 3132
التاريخ: 23-3-2021 2433
التاريخ: 23-9-2018 1809

البعض ونتيجة للانبهار بالحضارة الغربية اعتبر أن سبب تقدمهم العلمي وتفوقهم التقني هو كامل منظومتهم الفكرية والاجتماعية والسياسية, والحقيقة أن هذا أيضا ناتج عن انبهار مما يحصل في الغرب جعل البعض يضيع في تقييم الأسباب الحقيقية لهذا التقدم والتي ليست أحكام الأسرة عندهم هي سببها لأنهم هم أنفسهم يعانون من ذلك ويبحثون عن علاجات لها وسيصلون يوما الى أن المنظومة الفقهية فيما يتعلق بأحكام الأسرة في الإسلام هو الحل الأمثل .

فالذي يحصل في المجتمعات الغربية حول موضوع التبني ناتج عن تفكك الأسرة هناك وليس ناتجا عن تقدم في أحكامهم ومجتمعاتهم. والظاهر ان العلاقات الجنسية المتمادية خارج الإطار العائلي والتي تؤدي الى كثرة الأولاد غير الشرعيين الذين لا أب معروف لهم وكذلك الآباء الذين يتعاطون المخدرات ويدخلون السجون بسبب السرقات والجرائم بشكل يصبح أولادهم بلا راع ولا كفيل, وكثير من الحالات المشابهة لذلك أدت الى أن تفكر هذه المجتمعات بحلول لها من خلال التفتيش عن بدائل, والبديل ليس إلا معالجة آنية للوقائع الحاصلة بغض النظر عن معالجة الاسباب, فإنهم دائما يتعرضون للنتيجة من دون التعرض الى الأسباب فلا ينظرون الى أن مشكلة انتشار المخدرات هي التي تؤدي الى مشكلة تفكك العائلة ولا يتجهون نحو أن الأفكار التي يبثونها في المجتمع من جهة عدم فهم الحرية بشكل حقيقي وتفكيك الروابط الأسرية وعدم تشجيعهم لبناء الأسرة والى ما هنالك من أمور هي التي تسبب هذا الموضوع وتؤدي الى هذه المشكلة, وكذلك فإن انتشار الخلاعة والقضايا الإباحية والعلاقات المفتوحة كلها تؤدي الى جرائم الاغتصاب مما يؤدي الى حمل غير شرعي وعدد كبير من الأولاد الذين لا معيل لهم والدولة عندما تبحث عن حلول تجد أن الحل يكمن بالتشجيع على التبني بما أنهم غير مرتبطين بحكم إلهي يحرم موضوع التبني , وينظرون الى المسألة من ناحية العاطفة نحو الأولاد الذين لا أب لهم , من دون التفكير بالعوامل الأخرى...

وهم يقدمون لنا هذه الامور من خلال المسلسلات التلفزيونية والسينمائية كمسألة جيدة بحيث أصبح المناهض لها والداعي الى معالجة الأسباب قبل التعرض للنتائج, والداعي الى الحفاظ على الأنساب والعائلة في عرفهم إنسان لا يؤمن بحقوق الإنسان, أو متخلف الى ما هنالك من القاب وتسميات يطلقونها على كل من خالفهم الرأي .

ونحن من الناحية الإسلامية تعتبر ان الموجود بمجتمعاتنا لا يلزمنا؛ لأنه لدينا نظرة كلية للمجتمع وفي ديننا أحكام لكل جوانب الحياة تبدأ من آداب الدخول الى الحمام الى مسألة وفاة الإنسان وتجهزه وتكفينه, ولدينا أحكام لها علاقة بالمجتمع من كل نواحيه, وبالتالي فمسألة موقفنا من موضوع التبني مرتبط بسلسلة أحكام مترابطة بعضها مع بعض لا تجعل الموضوع يصل الى الذين وصلوا له هناك في مجتمعاتهم, فعندما نحث على الفضيلة ونمنع الرذيلة والزنى ومسبباته من خلال الحدود للعلاقة بين الرجل والمرأة, ومن خلال تحريم الخمر والمخدرات وكل ما يؤدي الى الخلاعة والحث على حماية الأسرة ورعايتها فمن المؤكد أنه لن يكون هناك ناتج كبير من الأولاد الذين لا معيل لهم. وإذا حصل فهناك آلية معينة موجودة بالمجتمع تحل هذا الموضوع .

ولو افترضنا أن هناك عائلة لا أولاد لهم , أو عندهم أولادا ولكنهم مع ذلك يريدون ولدا يرعونه  فلا مشكلة أبدا في الذي يريد احتضان ولد ليس ابنا له اذا ما راعى الأحكام الشرعية التي يجب عليه أن يراعيها .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.