أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-28
792
التاريخ: 7-12-2016
2188
التاريخ: 9-1-2016
17205
التاريخ: 2024-07-26
541
|
إن بعض الأمراض الوراثية لا تقبل التغيير كقصر النظر والجنون وضعف العقل فالطفل الذي يولد من ابوين مجنونين يظل مجنونا مدى الحياة، والطفل الذي يولد في رحم الام احمقاً بليداً، ويرث البله والبلادة من والديه يستمر أبلهاً بليداً طيلة حياته، ولن تؤثر فيه الأساليب التربوية. وفي هذا الصدد يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
(الحمق داء لا يداوى ومرض لا يبرأ)(1).
وقد جاء في كتاب (الإنسان ذلك المجهول ص197) ما نصه:
(إن احوال النمو لا تستطيع ان تحول الطفل الضعيف البليد الشعور المشتت العقل الجبان الخامل إلى رجل نشيط وزعيم قوي شجاع).
وهناك امراض تنتقل من الآباء إلى الابناء كاستعداد فقط . كالسل مثلا، فالطفل الذي يولد من امرأة مصابة بالسل، يمكن ان يستمر به المرض إذا تربى في حجر امه، واما اذا انفصل عنها بعد الولادة وخضع لمراقبة طبية دقيقة في بيئة صحية جيدة، فبإمكانه ان يعيش متمتعا بصحة وعافية مدى الحياة.
(إن الحالات النفسية والملكات الصالحة والطالحة للآباء والأمهات تؤثر في الاطفال وهكذا فالطهارة والرذالة والشجاعة والجبن والكرم والبخل، وغيرها من الصفات المختلفة، تكون تربة مساعدة للصلاح او الفساد في سلوك الطفل... ولكن هذه الصفات ليست قدراً حتمياً بل يمكن إصلاح الفساد بالطرق التربوية الصالحة. وعلى العكس تبديل التربة المساعدة للصلاح إلى الفساد بالطرق التربوية الفاسدة)(2).
أجل، ان هذه الصفات ليست قدرا حتميا كدقات القلب ودوران الدم في الجسم، والتنفس لان جانبا من القضاء والقدر تابع لإرادتنا واختيارنا فاذا استطعنا ان نستغله استغلالاً حسنا تكون النتيجة حسنة والعكس صحيح ايضاً.
ومما لا يقبل الشك، ان العالم كله يدار بواسطة القضاء والقدر، ويعني ذلك ان الأمور التي ترتبط بالإنسان خاضعة للقضاء والقدر ايضا باعتبار أن الإنسان جزء من هذا الكون الذي تحكمه السنن الالهية.
لكن الانسان له تمام الاختيار في سلوك طريق الخير او طريق الشر فاذا سلك احدهما وصل إلى نتيجته وهو المسؤول عنها لا غيره وليس القضاء والقدر.
جاء في بحار الأنوار : ج3 ص33 (عن ابن نباته ان امير المؤمنين عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر فقيل له : يا أمير المؤمنين تفر من قضاء الله؟ قال (عليه السلام) أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل)(3).
اجل ، ان الانسان حر وعاقل ومفكر يميز بين الخير والشر ويدرك اي طريق يسلكه، وله القدرة والارادة والحرية في تقرير مصيره، ودفع الشقاء عنه، اذا احسن التصرف بما منحه الله تبارك وتعالى من الحرية، الكاملة والا وقع في الشقاء اذا اساء التصرف فيها، فالتصرف حسب الارادة والحرية هو قدر والنتيجة حتمية منوطة بحسن التصرف وعدمه.
وعلى كل حال فان حسن الاختيار حين الزواج، والالتصاق بالأسر السوية الطاهرة، المهذبة،
والمراقبة المستمرة، والبيئة الجيدة واتباع الطرق التربوية الصالحة، وحسن التصرف بما منحه الله سبحانه من حرية وطاقات كامنة وعقل وذكاء ومجاراة السنن الالهية وعدم الاصطدام بها، والتوفيق بين الميول والرغبات وبين هذه السنن الكونية واتباع مفردات الشريعة الاسلامية المقدسة خطوة خطوة، وتنفيذ ما يريده الله و يقتضيه لا ما نريده ونرتضيه فان كل ذلك يؤدي حتما إلى تحقيق الخير والسعادة والرفاه والكمال، للإنسان في الحياة وبالتالي لعموم المجتمع الانساني.
______________
1- غرر الحكم ودرر الكلم :ص219.
2- انظر: الطفل بين الوراثة والتربية: 124-123
3- بحار الأنوار : ج3 ، ص33.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|