المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

طلاء السطوح الخشبية - التنفيذ
2023-08-22
كيفيّة نقل الرواية / الكتاب أو الأصل.
2023-12-19
سلمان في غزوة الخندق
25-9-2020
ماذا يحدث عند تنبيه الخلية العصبية ؟
25-5-2016
Some components defined
2024-08-14
مواسعة الجسم body capacitance
4-2-2018


الامراض الوراثية لا تقبل التغيير  
  
2285   12:51 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص128-130
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

إن بعض الأمراض الوراثية لا تقبل التغيير كقصر النظر والجنون وضعف العقل فالطفل الذي يولد من ابوين مجنونين يظل مجنونا مدى الحياة، والطفل الذي يولد في رحم الام احمقاً بليداً، ويرث البله والبلادة من والديه يستمر أبلهاً بليداً طيلة حياته، ولن تؤثر فيه الأساليب التربوية. وفي هذا الصدد يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام)

(الحمق داء لا يداوى ومرض لا يبرأ)(1).

وقد جاء في كتاب (الإنسان ذلك المجهول ص197) ما نصه:

(إن احوال النمو لا تستطيع ان تحول الطفل الضعيف البليد الشعور المشتت العقل الجبان الخامل إلى رجل نشيط وزعيم قوي شجاع).

وهناك امراض تنتقل من الآباء إلى الابناء كاستعداد فقط . كالسل مثلا، فالطفل الذي يولد من امرأة مصابة بالسل، يمكن ان يستمر به المرض إذا تربى في حجر امه، واما اذا انفصل عنها بعد الولادة وخضع لمراقبة طبية دقيقة في بيئة صحية جيدة، فبإمكانه ان يعيش متمتعا بصحة وعافية مدى الحياة.

(إن الحالات النفسية والملكات الصالحة والطالحة للآباء والأمهات تؤثر في الاطفال وهكذا فالطهارة والرذالة والشجاعة والجبن والكرم والبخل، وغيرها من الصفات المختلفة، تكون تربة مساعدة للصلاح او الفساد في سلوك الطفل... ولكن هذه الصفات ليست قدراً حتمياً بل يمكن إصلاح الفساد بالطرق التربوية الصالحة. وعلى العكس تبديل التربة المساعدة للصلاح إلى الفساد بالطرق التربوية الفاسدة)(2).

أجل، ان هذه الصفات ليست قدرا حتميا كدقات القلب ودوران الدم في الجسم، والتنفس لان جانبا من القضاء والقدر تابع لإرادتنا واختيارنا فاذا استطعنا ان نستغله استغلالاً حسنا تكون النتيجة حسنة والعكس صحيح ايضاً.

ومما لا يقبل الشك، ان العالم كله يدار بواسطة القضاء والقدر، ويعني ذلك ان الأمور التي ترتبط بالإنسان خاضعة للقضاء والقدر ايضا باعتبار أن الإنسان جزء من هذا الكون الذي تحكمه السنن الالهية.

لكن الانسان له تمام الاختيار في سلوك طريق الخير او طريق الشر فاذا سلك احدهما وصل إلى نتيجته وهو المسؤول عنها لا غيره وليس القضاء والقدر.

جاء في بحار الأنوار : ج3 ص33  (عن ابن نباته ان امير المؤمنين عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر فقيل له : يا أمير المؤمنين تفر من قضاء الله؟ قال (عليه السلام) أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل)(3).

اجل ، ان الانسان حر وعاقل ومفكر يميز بين الخير والشر ويدرك اي طريق يسلكه، وله القدرة والارادة والحرية في تقرير مصيره، ودفع الشقاء عنه، اذا احسن التصرف بما منحه الله تبارك وتعالى من الحرية، الكاملة والا وقع في الشقاء اذا اساء التصرف فيها، فالتصرف حسب الارادة والحرية هو قدر والنتيجة حتمية منوطة بحسن التصرف وعدمه.

وعلى كل حال فان حسن الاختيار حين الزواج، والالتصاق بالأسر السوية الطاهرة، المهذبة،

والمراقبة المستمرة، والبيئة الجيدة واتباع الطرق التربوية الصالحة، وحسن التصرف بما منحه الله سبحانه من حرية وطاقات كامنة وعقل وذكاء ومجاراة السنن الالهية وعدم الاصطدام بها، والتوفيق بين الميول والرغبات وبين هذه السنن الكونية واتباع مفردات الشريعة الاسلامية المقدسة خطوة خطوة، وتنفيذ ما يريده الله و يقتضيه لا ما نريده ونرتضيه فان كل ذلك يؤدي حتما إلى تحقيق الخير والسعادة والرفاه والكمال، للإنسان في الحياة وبالتالي لعموم المجتمع الانساني.

______________

1- غرر الحكم ودرر الكلم :ص219.

2- انظر: الطفل بين الوراثة والتربية: 124-123

3- بحار الأنوار : ج3 ، ص33.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.