المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28



ضرورة الإنضباط في تربية الاولاد  
  
1514   03:58 مساءً   التاريخ: 2023-04-24
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية أولاد الشهيد
الجزء والصفحة : ص83 ــ 88
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2018 2037
التاريخ: 2023-03-20 1118
التاريخ: 5/11/2022 1199
التاريخ: 11-1-2016 4730

أختي المحترمة، هدف التربية لأولادك هي خلق جيل صالح عن طريق توجيهه نحو الخير والسعادة. وقد تصادفك خلال المسير بعض الصعوبات التي تحتاج إلى مراقبتك. وبديهي أن عدم الإلتفات لمصير وحياة الطفل لا تنتج منه فردا متفلتاً فقط بل إن الكثير من هؤلاء الأطفال يصبحون في المستقبل أشخاصاً عدوانيين قساة لا يراعون حقوق الآخرين.

من المسائل المهمة في تربية الأولاد، خاصة هؤلاء الأعزاء (أبناء الشهداء) تعوديهم على النظم والانضباط في الحياة، السيطرة على النفس وإدارة شؤونهم. بنظرنا الحرية الحقيقية تكمن في حفظ ورعاية الانضباط ولا معنى لها دون ذلك ولا يستطيع الإنسان أن يبلغ أهدافه في الحياة ما لم يتقدم على هذا الأساس.

ـ كيفما كان نظام الحياة الاجتماعية فإنه يخضع لأسس وقوانين ثابتة وعلى الطفل منذ البداية أن يعرف هذه الأسس والقوانين وأن يتعهدها، والانضباط هو الوسيلة لرعاية وتعهد هذه المبادىء.

في التربية. الانضباط هو أحد قوانين الحياة والوسيلة لإدارة حياة الطفل وهدايته. وبعدم وجوده لا يستطيع أحد الحياة دون الاصطدام بالآخرين ولا يقدر على حفظ وإدارة قواه ومكتسباته.

ونحن نعلم أن من خصوصيات الغرائز الطلب. ولإرضاء الإنسان لطلباته في معرض حياته يتعرض للصراع مع الآخرين وقد يتجاوز حقوقهم بسببها، وفي الحد الأدنى فإنه لن يستطيع بسببها أن يستفيد من إمكاناته واستعداداته.

الهدف من ذكر هذه المسألة هو أن الإنسان بحاجة للضوابط لإدارة حياته الضبط الذي يجنبه الوقوع في المطبات والمنزلقات. وهذا الضبط يلزمه إلى آخر عمره. فليس من إنسان معصوم و لا توجد مرحلة عمرية لا تحتاج إلى الهداية والإرشاد.

أما المتعلق بكِ فالمطلوب معرفة إلى أين يذهب ابنك؟ ماذا يفعل؟ حر أم مقيد؟ يتبع النظام والقواعد أم لا؟...

ـ الحاجة إلى القائد

مع كل رغبات الإنسان للحرية غير المقيدة ومع كل الميول والرغبات غير المقيدة. نجد أيضاً أن لديه ميل للممانعة والتحرز أمام بعض الأعمال. والأطفال والمراهقون ليسوا بقادرين على استقبال أنواع الحرية المعطاة لهم كافة.

فكم من أولئك الذين يعيشون بلا قيد ولا شرط ولا مبالاة اتعبوا وانهكوا ولا يريدون البقاء على حالهم هذا.

الأطفال في الوقت نفسه الذي يريدون فيه الحرية والمدح، والإعتماد على النفس والحماية والترغيب و... فإنهم يتمنون قيادة أحد الأشخاص الأعلى. يريدون أن يكون عملهم تابعاً لأوامر ونواهي ضمن:

- التقييم لأعمالهم وتصرفاتهم.

- الفحص لقدراتهم وجرأتهم.

- للخلاص عند اللزوم من المخاطر.

- لمواكبة طريقة رشدهم وتقدمهم.

ـ أنواع القوانين والضوابط:

لذلك فمن الضروري أن يتبعوا الأنظمة والقوانين. يقبلوا الضوابط ولا يصبحوا متفلّتين. أما عن نوع القوانين والضوابط التي تنظم حياة الطفل فيجب أن تكون بناءة للطفل، لا تبدل أمله ورغباته باليأس، ولا تدفعه للفرار من منزله، وفي النهاية أن تكون قابلة لتحمل الطفل.

فالإفراط في كل الأمور غير مناسب سواء أكان في الترغيب أو في الضغط أو في بناء الذات أو في النصيحة والتذكير أو في التقدير أو في إيجاد الإنضباط.

لا شك بأهمية التربية للطفل وأن توصله للتأدب والأخلاق. ولكن لا ننسى أن بيئة المنزل تختلف عن بيئة الثكنة العسكرية. وأن الطفل ليس جنديا، وأنتِ لا تربينه للحرب، لكن تريدين منه الإستفادة من الأصول والضوابط في حياته عامة. ومن هذه الأصول الحرب والدفاع والقتال.

ـ حدود الحرية:

طفلكِ يحتاج للحرية ولكن الحرية المراقبة. وهذا الأمر ضروري ليكتشف الطفل عالمه، ويستفيد من مهارات الحياة والتقدم الضروري والمناسب. يجب أن يكون الطفل حراً ليستطيع في ظل حريته أن يجير قواه وإمكاناته، دون المنع والإشكالات، لطريق الصلاح. أما هذه الحرية فلها الخصوصيات التالية:

- أن تكون حريته متوافقة مع الشرع بحيث لا يقوم بعمل بخلاف الشرع.

- أن لا تضر حريته بالآخرين وأن لا تضره حرية الآخرين.

- أن لا تكون حريته سبباً لصدمته وأن لا تجعل روحه متألمة.

- في النهاية أن لا تكون حريته سبباً للتربية السيئة واكتساب العادات المحرمة.

وأنت أيتها الأم الكريمة إزاء هذه المسائل عليكِ بالمراقبة والتنبه اللازم واسعي لغرس أسس الحرية في داخله بقوة لكي لا يقع في المستقبل فريسة للاضطراب والفوضى. ومن الخطأ أن نتركه حر التصرف أمام الإنحرافات وأن لا ننبهه في المواقع التي تستلزم التنبيه.

ـ ضرورة التحمل:

تعلمين أن الطفل المغرم باللعب قد يتطرف في بعض تصرفاته ويقوم بأعمال غير منضبطة. فدوركِ هو الحؤول دون الإنحرافات والإنزلاقات والحد من إفراطه باللعب. ولكن عليك حيال بعض التصرفات أن لا تقسي عليه وأن تتغاضي عنها.

فالطفل ليس كالكبار فإن أخطأ عن غير قصد أو ارتكب هفوة لا يقام عليه الحد الإلهي. وحتى الإسلام قد نظر بيسر إلى معاصي الطفل، وحتى للكبائر الصادرة عنه، فعلى الأقل لا يقام عليه الحد لمثلها.

إن التسرع في الحكم على الطفل، عدم الصبر، وعدم تحمل عثراته وزلاته يسبب صدمة لجسم الطفل أو لنفسيته، ويجب أن لا تظني أن الطفل بارتكابه الخطأ كان عامداً ومصمماً لأنك بذلك تكوني قد أخطأت. كما لا تتوقعين أن تكون تصرفات الطفل دائماً معقولة ومحسوبة وعلى اساس حسن النية. فاحسبي بعضها على أساس التجاهل لها. فكلنا كنا صغاراً وابتلينا بالأخطاء. وكل طفل على عتبة المراهقة قد يصدر عنه التصرفات المضطربة والبلهاء، والحماقات وهو بحاجة إلى التسامح إزاءها.

ـ طرق الضبط:

لإيجاد طرق الضبط يجب اعتماد أساليب وأصول التربية وفي الوقت نفسه نلتفت للأمور التالية.

1ـ أن يصبح الإنضباط الملقن للطفل جزءا منا، بحيث لا يشعر الطفل أن القوانين لا تطالنا.

2ـ السعي لتعويد الطفل على الإنضباط منذ نعومة أظفاره حتى تصبح حياته فيما بعد سهلة وسعيدة.

3ـ الرقابة والضبط بشكل مستمر تكون سبباً لانضباط الطفل، وإن لا يتغاضى عن عدم انضباطه على أمل تركها للأيام.

4ـ التربية والإرشاد وتنمية فكره من المسائل المهمة والأساسية لقبوله طرق الانضباط فلا تغفلي عنها.

5ـ المدح والتوبيخ من طرق وأساليب إيجاد الضبط، ولكن لا تغفلي عن الجوانب الإيجابية بشكل أكثر.

6ـ إدراك الطفل للقيم وحيازته للمنطق والاستدلال هي الطريق الأفضل والمتزامن لانضباطه.

7ـ في كل المداخلات، وحتى في موارد التنبيه للطفل علينا إفهام الطفل أن قصدنا هو خيره.

8ـ أخيرا لا تنسي أن الانضباط جيد ما لم ينجر عملك إلى الظلم والإكراه والإجبار وأن لا يعتبر الطفل أوامرك ورغباتك تكليفاً له بما لا يطاق.

ـ الضبط بطريقة واحدة:

من الضروري في التربية وأعمال رغبة الإنضباط للطفل أن نتبع طريقة واحدة. وإحدى الصعوبات في تربية الطفل أن يتعرض لعدة طرق. فالأم تعطي أوامرها بشكل والمعلم والمدير بشكل آخر والعم والخال أو الجد بشكل مختلف.

هذا التعدد والتنوّع في الأوامر والنواهي يوجب ضياع الطفل وأحياناً يضرب بها عرض الحائط لما يسمع منها ولما يرى فيها من تضارب وتناقض. ويسلم نفسه لمجريات الأحداث دونما التفكر في عواقبها.

لهذا لا بد من وجود قوة منظمة للمربين كافة والأشخاص المحيطين بالطفل التي على أساسها يستطيع الجميع التنسيق لجعل الطفل يسير بالطريقة الموحدة ليقطع هذه المرحلة بمأمن من الفوضى والضياع.

ـ الضرب ومراحله:

قد يحتاج طفلك في المواقع التي يرتكب فيها الأخطاء إلى الضرب، وخلال ضربكِ له لا بد من الإلتفات إلى مراقبته على أساس:

1ـ قبل الضرب عليكِ وفي المواقع كافة، بالنسبة لأمر ما، أن تمري بالمراحل التالية:

توعيته، تذكيره، إحضاره، لومه، مقاطعته، تهديده ثم ضربه.

2ـ ان حدود الضرب يجب أن تتناسب مع جرم الطفل وانحرافه ولا تتجاوز في مطلق الأحوال حدود ضربه على قفاه وبشكل لا يحمر فيه القفا، اللهم إلا إذا ارتكب معصية كبيرة وفي هذه الصورة هناك شرائط وضوابط.

3ـ يجب ان لا يتهيأ للطفل ان ضربه، لو كان ابوه حياً لم يكن ليحصل ولم يكن ليضرب أو أن لا يظن الطفل بأنه يضرب بلا سبب وبلا حدود.

4ـ في الوقت الذي يحس فيه الطفل بأنه دون ملاذ يجب التوقف والإقلاع عن ضربه والاكتفاء بالتنبيه لإقناعه.

5ـ يجب أن تلتفتي إلى أن الضرب يؤثر لدى الطفل الذي يعرف الحسن من القبيح وإلا فإن ضربه بذنب أو بدونه مترافقاً مع السخرية والمزاح فلن يداوي من الأمر شيئاً.

6ـ بعد الضرب بفترة قليلة اسعي إلى كسب ودّه ليبقى متعلقاً بعنايتك ومحبتك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.