المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18790 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



هل ينسى النبيّ (صلى الله عليه واله) القرآن ؟!  
  
3144   06:16 مساءاً   التاريخ: 18-11-2014
المؤلف : جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : حقائق هامة حول القران الكريم
الجزء والصفحة : ص477-481.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / التحريف ونفيه عن القرآن /

عن عائشة ، قالت : سمع النبيّ (صلى الله عليه واله) رجلاً يقرأ في المسجد ؛ فقال : يرحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية ، من سورة كذا..

وفي نص آخر : لقد أذكرني آية كذا وكذا ، كنت أُنسيتها ، من سورة كذا وكذا (1)..

وفي نص آخر : أنه (صلى الله عليه واله) قرأ في صلاته ؛ سورة المؤمنين ، فأسقط منها آية ، ثم قال بعد الفراغ :  ألم يكن فيكم أبي ؛ فقال : نعم يا رسول الله ، فقال : هلا ذكرتنيها؟ فقال :  ظننت أنها نسخت. فقال : لو نسخت لأنبأتكم بها (2).

ونقول : بالنسبة لهذه الرواية الأخيرة ؛ إنها لا تصح ، ولو صحت ، فهي لا تدل على تحريف القرآن ، وذلك : لأنها تصرح : بأنه (صلى الله عليه واله) عاد فذكر ما نسيه.

نعم هي تدل على إمكان حصول النسيان لبعض القرآن منه (صلى الله عليه واله) ، ولا تدل على حصول ذلك فعلاً..

أما سبب حكمنا على هذه الرواية بعدم الصحة ، فيرجع إلى الأمور التالية :

أولاً :  إن النبيّ (صلى الله عليه واله) لا يمكن أن ينسى القرآن بعد أن كان الله تعالى هو الذي تعهد للنبيّ (صلى الله عليه واله) بعدم نسيانه شيئاً منه ؛ قال تعالى : {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعلى : 6 ، 7].

وقوله تعالى إلا ما شاء الله ، إنما هو للإشارة إلى أن تأمين الله لرسوله (صلى الله عليه واله) من النسيان ، ليس أمراً خارجاً عن إرادته تعالى ؛ لأنه سبحانه لا يعجزه شيء ، وإنما هو بكرم منه تعالى ، وتفضل ، أو استجابة لمقتضيات الحكمة ، لا بتحتيم عليه وإلزام..

فهو من قبيل قوله تعالى : ((.. وأما الذين سعدوا ، ففي الجنة خالدين فيها ، ما دامت السماوات والأرض ، إلا ما شاء ربك ، عطاءً غير مجذوذ)) (3).

وثانياً :  لقد رأينا النبيّ (صلى الله عليه واله) ينعى على من ينسى آيات القرآن ، ويحذر من ذلك بصورة قوية ، وقاطعة :

1ـ فعن عبدالله بن مسعود عنه (صلى الله عليه واله) ، قال : بئسما لأحدكم ، أو بئسما لأحدهم أن يقول : نسيت آية كيت ، وكيت ، بل هو نسي ، استذكروا القرآن إلخ..)) (4).

2ـ عن سعيد بن عبادة :  أن رسول الله (صلى الله عليه واله) ، قال : ما من رجل يتعلم القرآن ، ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة ، وهو أجذم(5).

إلا أن يقال : إنه يقصد بهذه الرواية نسيان جميع القرآن ، لا بعضه.. فلا تكون شاهداً لما نحن بصدده..

3ـ وروى الترمذي : عنه (صلى الله عليه واله) : عرضت علي أجور أمتي ، حتى القذاة ، يخرجها الرجل من المسجد ، وعرضت علي ذنوب أمتي ؛ فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن ، أو آية ، أوتيها رجل ، ثم نسيها (6) وبمعناه غيره (7).

وثالثاً :  إن القرآن هو من أهم الأمور التبليغية ، التي يفترض بالنبيّ (صلى الله عليه واله) أن يقوم بها ، وهو محور دعوته (صلى الله عليه واله) ، وأساسها الذي تقوم عليه.. فلو سلم أنه (صلى الله عليه واله) يمكن أن ينسى أي شيء ؛ فإنه لا يمكن أن ينسى شيئاً يرتبط بالتبليغ ، وما يعتبر أساس ومحور الدعوة..

والاعتذار عن ذلك بأنه (صلى الله عليه واله) كان قد بلّغ تلك الآيات ، وحفظها الصحابة ، وكتبوها ، وبلغ حفظها وكتابتها مبلغ التواتر (8).

ـ هذا الاعتذار ـ ليس له شاهد في الرواية المذكورة ، ولا في غيرها ، بل هو مجرد رجم بالغيب ، لا يستند إلى حجة ، ولا يؤيده برهان.

بل إن نفس تلك الرواية ـباستثناء ما روي عن مطالبته أبي بن كعب بإلفات نظرهـ إنما تقول : إنه (صلى الله عليه واله) قد نسي تلك الآيات ، وليس فيها ما يدل على أن نسيانه لها قد كان بعد تبليغها للناس ، أو قبله.. كما أنه ليس في تلك الرواية أن ذلك الرجل قد قرأ نفس تلك الآيات المنسية. كما يريد أن يدعيه هذا القائل  فلعله قد قرأ غيرها ، فتذكر النبيّ (صلى الله عليه واله) تلك الآيات ، لمناسبة كانت بينهما ، من باب تداعي المعاني..

أضف إلى ذلك : أن نسيانها معناه : أنه لا يلتفت إلى العمل بمقتضاها ، ولا يستفيد منها الفائدة المتوخاة لا بالنسبة إلى نفسه ، ولا بالنسبة للناس.
______________________________

(1) صحيح البخاري ج3 ص150 وج2 ص67 ومسند أحمد ج6 ص62و138 ، وعن صحيح مسلم وسنن أبي داود ج2 ص31 وكنز العمال ج1 ص538 عن أحمد ، وأبي داود ، والبخاري ومسلم.

(2) أصول السرخسي ج2 ص75.

(3) سورة هود 108. وراجع في ذلك : تفسير القرآن الكريم (جزء عم) ، للشيخ محمد عبده ص68 والكشاف ج4 ص739 وتفسير الميزان ج20 ص226.

(4) راجع : صحيح البخاري ج3 ص150 في ثلاثة مواضع. وسنن الدارمي ج2 ص308/309 و439 ومسند أحمد ج1 ص417 وراجع ص382و438و423 و449و463 وكنز العمال ج1 ص545و543 عن البخاري وأحمد ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن حبان ، وعن مستدرك الحاكم ، والطبراني ، ومحمد بن نصر والترغيب والترهيب ج2 ص362.

(5) سنن الدارمي ج2 ص437 وكنز العمال ج1 ص544 و543 و464 عن محمد بن نصر ومسلم والدارمي ، والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان ، وأبي داود ، وأحمد وابن حبان والترغيب والترهيب ج2 ص359.

(6) الجامع الصحيح للترمذي ج5 ص178 /179 وكنز العمال ج1 ص543 عنه وعن أبي داود والترغيب والترهيب ج2 ص359 عن أبي داود والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه.

(7) كنز العمال ج1 ص544 و545 عن محمد بن نصر ، والطبراني ، والخطيب في تاريخه وابن أبي شيبة.

(8) مباحث في علوم القرآن ص135.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .