المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



التساهل والدلال  
  
1627   11:43 صباحاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص 117- 119
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 2520
التاريخ: 2023-02-27 2629
التاريخ: 12-1-2016 2005
التاريخ: 25-6-2021 2467

تخيلوا امرأة تدعى ميغان تتسوق في السوبرماركت مع ابنها كايل البالغ من العمر خمس سنوات. وفيما هما ينتظران في الصف ليسددا الحساب , يرى كايل سيارة سباق صغيرة على احد الرفوف ويطلب من ميغان ان تشتريها له .

يقول وقد ابتسم اكثر ابتساماته سحرا :(ارجوك يا امي ؟ يمكنك ان تحتفظي بمصروفي التالي).

تتنهد ميغان وتجيب : (كايل , لقد اقترضت من المصروف بحيث لا يحق لك ان تحصل على اي مال حتى الشهر القادم . ما من العاب اليوم) .

الا ان كايل لم يستسلم بسهولة , فيأخذ السيارة ويضعها بحزم امام الصندوق مع المشتريات قائلا وقد عقد ذراعيه على صدره وابرز ذقنه : (اريدها) .

ـ قلت لا يا كايل .

بدأت ميغان تشعر بالغضب . وارتفع صوت كايل كما فعل صوتها وبدا المتسوقون الاخرون يلتفتون اليهما ويراقبون ما يجري بينهما .

ـ اذا لم تحسن التصرف على الفور فلن تحصل على اي كريم بعد العشاء الليلة .

صرخ كايل : (لا يهمني الايس كريم المقرف. اريد السيارة واريدها الان ! انت شريرة . لا تدعيني احصل على شيء ابدا !).

وراح كايل يصرخ بغضب , واخذ الكل يشاهد ما يحصل بينهما . بدا وجه كايل قرمزيا ومغطى بالدموع فيما رغبت ميغان في ان تنشق الارض وتبتلعها .

قالت بصوت خافت كالفحيح لابنها وهي تمسك بكوعه : (حسن يمكنك ان تحصل على السيارة . اصمت وحسب !)

من المؤكد الان انك لن تستسلمي لطفلك بهذه الطريقة . لكن فكري في اصدقائك وجيرانك الذين قد يفعلون . ما الذي تعلمه كايل من تصرفات امه ؟ ثمة احتمال كبير في ان يستمر في تجاهل الحدود التي تضعها وان يصاب بنوبات غضب اذا لم يحصل على ما يريده لأنه يعلم انها ستستسلم .

يدلل الاهل اولادهم لانهم يحبونهم . يتساهل الاهل مع اولادهم ويفشلون في الالتزام بالحدود لانهم يحبونهم . لكن الدلال والتساهل لا يعلمان الاولاد اي مهارات مفيدة , طويلة الامد . لا بل يتعلم الاولاد الانانية والتلاعب بمشاعر الاخرين وعدم احترام حاجاتهم . قد تستمتعون بمنح اولادكم الهدايا والاطايب وقد تجدون صعوبة في المثابرة والاصرار عندما يتجاوزون الحدود , ولعلكم تظنون ايضا ان التأديب غير لطيف . لكن هل من مصلحة اولادكم على المدى الطويل ان يدللوا الى حد الفساد ؟ هل عليكم ان تحملوهم مسؤولية افعالهم ؟

• وقائع :

يقول الدكتور دانيال سيغيل ان نوعا من المسرّع ينطلق في دماغ الطفل عندما يسمع كلمة (نعم) فيما يدوس عقله على المكابح عندما يسمع كلمة (لا) . تساعد الحدود المنطقية الطفل على تنمية سيطرة عاطفية تمكنه من تنظيم اندفاعاته ونزواته ومن التصرف بطرق مناسبة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.