المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



اشكروا والديكم  
  
1811   12:58 صباحاً   التاريخ: 6-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص358ــ361
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2018 2326
التاريخ: 12-1-2016 1619
التاريخ: 9-11-2017 1829
التاريخ: 24-1-2023 1355

هل تستطيعون مراجعة تصرفاتكم خلال الأسبوع الماضي؟ هل عندكم الوقت الكافي لذلك؟... إن أفضل طريقة لتنمية الأخلاق الإنسانية السامية للفرد هي أن يقوم في أية فرصة هادئة تتاح على مدى اليوم، بإلقاء نظرة أخرى على أقواله وأعماله وتصرفاته التي صدرت عنه خلال ذلك اليوم ليتعرف على القبيح والحسن أقواله وأفعاله. قال علي بن أبي طالب عليه السلام: [ما أحق الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل، يحاسب فيها نفسه، فينظر فيما اكتسب لها وعليها في ليلها ونهارها](1).

إن ثمرة محاسبة النفس هي صلاح الفرد وسعادته. فمن حاسب نفسه يكن سعيداً ومن يغفل عن محاسبة نفسه يكن خاسراً يوم القيامة. يقول أمير المؤمنين عليه السلام: [من حاسب نفسه سعد](2).

وقال عليه السلام أيضاً: [حاسبوا أنفسكم تأمنوا من الله الرّهب وتدركوا عنده الرّغب](3).

وقال عليه السلام أيضاً: [من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن خاف أمن...](4).

لا أريد في الوقت الحاضر أن أتحدث أكثر عن الأهمية الكبرى لمحاسبة النفس ولكن ما أرجوه وأتمناه هو أن تلقوا نظرة أخرى على أقواكم وتصرفاتكم خلال الأسبوع المنصرم وتبينوا: كم انتقدتم الآخرين خلال الأسبوع الفائت؟ كم عدد المرات التي اغتبتم فيها الاخرين؟ بكم عبارة أو جملة انتقدتموهم؟ هل تفوهتم بكلمة شكر واحدة؟ هل حالات الغيبة والانتقاد كانت أكثر أم حالات الشكر والتقدير؟ هل كتبتم رسالة شكر خلال الأسبوع الفائت؟... إن الوصول إلى قمة الشكر والتحلي بهذه الصفة الجميلة وتقديم الشكر للخالق تبارك وتعالى والمخلوق يجعل الحياة جميلة ويبدي للإنسان ويظهر أمامه الكثير من المناظر الجميلة والحسنة ولهذا علينا أن نخطو من الآن في هذ الطريق ونتسلق أعلى وأروع قمم هذه الصفة الحسنة، صفة الإعراب عن الشكر والتقدير للآخرين. إنكم بالتأكيد ستفرحون مثلي لدى قراءتكم الرسالة التالية التي تحمل في طياتها نسيم تلك القمم الشامخة المجللة:

الرسالة: السلام عليكم،

... منذ سنوات ونحن نعيش في مدينة أخرى حيث يعمل والدنا، نحن شقيقتان وندرس حالياً في الجامعة. لعلكم تسألون عن السبب الذي دعانا لكتابة هذه الرسالة وإرسالها إليكم؟ علماً بأننا لم نتزوج حتى الآن لكي نكتب لكم عن قضايا حياتنا الزوجية والعائلية ونستشيركم بشأنها إننا لا ننوي من خلال هذه الرسالة طرح مشكلة معينة بل هدفنا الإعراب عن شكرنا وتقديرنا لوالدينا...

إن الإعراب عن الشكر والتقدير للجميع هو واجب فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول [من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق](5) على أن الوالدين يستحقان الشكر والتقدير أكثر من جميع الناس. إن الله تبارك وتعالى الذي أعطانا كل شيء وكل ما نملكه هو من عنده، يوصينا باحترام الوالدين وتقديم الشكر والامتنان لهما، حيث يقول جل وعلا في القرآن الكريم: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].

وقال الإمام الرضا عليه السلام وهو المطلع على الأسرار الإلهية والعارف: [إن الله عز وجل أمر... بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله](6).

فهنيئاً لكما أيتها الأختان الكريمتان على هذا الشكر والتقدير لوالديكما. لتكونا واثقتين بأن الله تبارك وتعالى سينزل عليكما من رحمته ويهبكما السعادة والهناء وسيوفقكما لما فيه خيركما في الدنيا والآخرة. يقول جل وعلا في كتابه العزيز: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].

والآن نتابع بقية ما جاء في رسالة هاتين الأختين الكريمتين:

الرسالة: نزيد في هذه الرسالة أن نذكر جوانب من حياة والدينا العزيزين:

١- رغم أن والدي ووالدتي تزوجا منذ حوالي خمسة وعشرين عاما ولديهما صهرين وحفيدين فإننا لم نلاحظ يوماً أنهما تشجراً في ما بينهما أو مع أولادهما.

٢- والدي رجل كادح يؤمن لنا لقمة العيش ومتطلبات الحياة بكثير من العناء والتعب وبالتالي لم نعش تلك الحياة المرفهة ولكن بوجود هذين الوالدين الطيبين لم نكن نعاني أو نشعر بأي نقص في حياتنا ونشكر الله الذي أنعم عينا بالصحة والسلامة والقناعة حيث نعيش بعزة وكرامة وسعادة.

٣- خلافاً لما هو شائع بين الناس من وجود تنافس وكراهية بين والدة الزوج وكنتها (زوجة ابنها) فإن علاقة والدتي بكنتها هي على أفضل ما يرام فهما تعيشان معاً منذ البداية وهما تحترمان بعضهما العض إلى أبعد الحدود.

٤- هناك موضوع يجب أن نضعه نصب أعيننا وهو أن الحياة ليست مستقرة في كل الحالات بل إن فيها صعوداً ونزولاً وفيها فترات راحة وهناء وسعادة وفترات عصيبة تتخللها المشاكل والمآسي، وكما تقول والدتي - حياة الزوج والزوجة كمناخ الربيع تارة يكون صحواً ومشمساً ومستقراً وتارة أخرى يكون عاصفاً هائجاً تتخلله الزوابع والرعد والبرق والأمطار الغزيرة، وحتى في مثل هذه الحالة - وهي نادراً ما تحدث في حياتنا بالطبع - فإن والدي كان يبدي الكثير من المرونة والتنازل. ونحن قررنا ان نتبع نفس النهج الذي يسير عليه والدانا العزيزان لكي نتمتع بحياة سعيدة هانئة.

٥- النقطة المهمة التي نزيد أن نثير إليها هنا، هي أن والدينا العزيزين كانا يشجعاننا على الدراسة ويقدمان لنا التوجيه والمساعدة وهذا ما جعلنا نتفوق في دراستنا ونواصل دراستنا الجامعية.

٦- إن والدينا ساويا دائماً بين أولادهما الثمانية وتصرفا معهم على أسس العدالة والمساواة. وهما بالنسبة لنا كصديقين مخلصين عندما نتحدث معهما نشعر بالهدوء والارتياح ونرى أنفسنا من أسعد الناس. رجاؤناً منكم أن تبلغواً والدينا بمشاعرنا هذه وشكرنا وتقديرنا لهما عن طريق برنامجكم هذا برنامج «اسس التعامل الأخلاقي بين أفراد الاسرة» ولكم منا جزيل الشكر وتمنياتنا لكم بالسلامة والسعادة والعزة والسؤدد.

لقد شعرت بالكثير من السعادة والفرح لهذا الشكر والتقدير من قبل هاتين الأختين الكريمتين لوالديهما، أملنا أن نستطيع جميعا - من خلال قراءة هذه السطور - أن ننظر إلى الجوانب الحسنة والصالحة من على قمة الشرف والكرامة وأن نقدم الشكر والامتنان لعباد الله ولا سيما لوالدينا. تمنياتنا بالعزة والسعادة لكما ولجميع أفراد عائلتكما ودعاؤنا لكما أن تعيشا حياة سعيدة هانئة في كنف زوجين كريمين كفؤين شاكرين ونتمنى أن تبقى جوهرة الشكر الثمينة متلألئة في وجودكما إلى الأبد.

_______________________________________

(1) غرز الحكم ودرر الكلم، مستدرك وسائل الشيعة ج٢ ص٣٥٣.

(2) مستدرك وسائل الشيعة ج٢ ص٣٥٣.

(3) غرر الحكم.

(4) بحار الأنوار ج٧٠ ص٧٢.

(5) غرر الحكم ودرر الكلم.

(6) بحار الأنوار ج٧٤. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.