نبي الاسلام كان يتبع الهوى والشهوة وكان كثير الزواج لإشباع رغباته |
954
09:05 صباحاً
التاريخ: 14-11-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
784
التاريخ: 18-11-2017
705
التاريخ: 17-11-2017
636
التاريخ: 17-11-2017
748
|
[ الجواب عن الشبهة ] :
من المسائل الحساسة ذات الاهمية في حياة الرسول- صلى الله عليه وأله - مسألة كثرة أزواجه وتعددهن، الى الدرجة التي وجد فيها اعداء الاسلام و في طليعتهم بعض المستشرقين منفذا كبيرا- في زعمهم- للطعن و التشهير بهذا الدين و نبيه الامين.
وقبل الدخول في صلب الموضوع يجدر بنا ان نشير الى ان الرجل العظيم لو احب المرأة و شعر بالمتعة معها، فليس ذلك بعيب فيه، بل هو حكم الفطرة و منطق الحياة البشرية، و النبي بشر بمشاعره و غرائزه {يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان: 7] {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء: 93] .
انما العيب كل العيب ان يطغى هذا الحب حتى يشغل الانسان عن واجباته، و يخرج به عن اتزانه، و يأخذ عليه وقته و نشاطه.
فهل يستطيع عدو من اعداء محمد- من مستشرقين و غير مستشرقين- ان يقول بأن محمدا قد شغلته المرأة عن أدنى واجباته و أقل مهماته، بل لن نجد في التحقيق عن محمد الا انه قد أعطى للنبوة حقها و للمرأة حقها، و ذلك أحد أدلة العظمة الكبرى في هذا الرجل العظيم.
ولو كان للهوى و الشهوة سلطان على قلب النبي لما عرف في مكة بالعفة و الحياء منذ نعومة أظفاره، و لا تخذ من الزوجات في مطلع شبابه من شاء من فتيات قومه الابكار اللائي اشتهرن بالجمال و الفتنة، و لعزف عن هذه المجموعة من النساء الثيبات، و فيهن الطاعنات في السن أو من هي على ابواب الشيخوخة.
لقد قصد النبي بزواجه- في بعض الحالات- مصاهرة من تقوى بهم شوكته و يشتد بهم أزره، و قصد في حالات أخرى منح عطفه و حنانه و رعايته لبعض الارامل و المنكوبات ممن ترملن او نكبن بسبب الاسلام و حروبه.
ومن هذا وذاك تجمعت القائمة الطويلة من الازواج اللائي اعتبرهن اعداء الاسلام دليل الافراط في الميل الجنسي والاستسلام لنوازع النفس و غرائزها.
ونورد- فيما يلي- قائمة بأسماء ازواج النبي- ص- اللائي تزوجهن و دخل بهن مع «رؤوس اقلام» عن حياتهن، لتتضح حقيقة ما قلناه ماثلة للعيان(1).
الاولى- خديجة بنت خويلد:
عمل النبي- صلى الله عليه واله- في تجارتها فعرفها و عرفته، و تزوجها وهي ثيب سبق لها التزوج من اثنين. وكان للنبي من العمر عند زواجه بها (25) سنة و كانت هي في الاربعين، و تفردت بين سائر ازواج النبي بمعاشرتها له زوجا غير مرسل وبعيدا عن أضواء النبوة و هالتها القدسية. وحسبها فخرا انها كانت أول من بادر للإيمان بهذه الرسالة و بذلت كل ما تملك في سبيل الدعوة الى الله.
وقد تجنى بعض اعداء الاسلام فزعم ان دافع محمد للزواج من خديجة و هي تكبره خمسة عشر عاما طمعه بثرائها لأنه فقير معدم، و يوضح بطلان هذا الزعم ما نلمسه من حب النبي لها و تقديره اياها طيلة سني حياتها، بل بقي يحمل لها- و هي في قبرها- حبا عظيما و احتراما كبيرا يثير في كثير من الاحيان غيرة ازواجه الاخريات(2) .
وهل ينسجم هذا الحب و الوفاء مع زواج الطمع و المصلحة!!.
ولقد تميزت هذه المؤمنة الاولى في الاسلام- من دون سائر امهات المؤمنين- ان الله تعالى قد خصها بشرف حفظ نسب النبوة من طريقها و طريق ابنتها حبيبة محمد ووحيدته (3) فاطمة الزهراء عليها السلام.
الثانية- سودة بنت زمعة:
أرملة في أواخر الشباب. توفي عنها زوجها المسلم ايام كان النبي (صلى الله عليه وآله) في مكة قبل الهجرة، فعاشت محنتي الوحدة و الترمل، فتزوجها النبي ليرفع عنها هاتين المحنتين و يمنحها الاطمئنان على حياتها في شيخوختها، فكان الزوج هنا هو محمد «الرسول» لا محمد «الباحث عن اللذة».
الثالثة: عائشة بنت ابي بكر:
شابة حدثة السن. هي البكر الوحيدة من ازواج النبي (صلى الله عليه وآله). تزوجها بالمدينة بعد الهجرة.
الرابعة- حفصة بنت عمر بن الخطاب:
مات زوجها متأثرا بالجراح التي أصيب بها في غزوة بدر. و «لما تأيمت حفصة لقي عمر عثمان فعرضها عليه فقال عثمان: ما لي في النساء حاجة، فلقي أبا بكر فعرضها عليه، فسكت، فغضب على ابي بكر، فاذا رسول الله قد خطبها فتزوجها »، و كأنه (صلى الله عليه وآله) أراد ان يعوضها عن زوجها الذي مات بسبب حروب الاسلام، و يرفع عنها وحشة الترمل التي كان يرغب ابوها في انقاذها منها.
الخامسة- زينب بنت خزيمة:
تزوجت قبل النبي مرتين. و استشهد زوجها الثاني يوم بدر، فأشفق عليها النبي (صلى الله عليه وآله) فتزوجها اكراما لها ولزوجها الشهيد. و لم تمكث في دار النبي سوى ثمانية أشهر ثم ادركها الموت.
السادسة- أمّ سلمة:
جرح زوجها في غزوة أحد، و خفت وطأة الجرح حتى كاد يبرأ. ثم خرج في سرية من سرايا الرسول فانتقض الجرح و اشتدت به الحال حتى توفي. و خلف أمّ سلمة و اولادا له منها.
تزوجها النبي اشفاقا عليها و رعاية لأطفالها، خصوصا و ان زوجها ابن عمة النبي. و قد اعتذرت أم سلمة من قبول التزوج بالنبي بكبر سنها و وجود الاطفال، فلم يأبه النبي بعذرها لأن هدفه من الزواج هو رعاية كبر السن و العناية بالأولاد.
السابعة- زينب بنت جحش:
ابنة عمة النبي (صلى الله عليه وآله). تزوجها لأول مرة زيد بن حارثة الذي كان عبدا لخديجة بنت خويلد و وهبته للنبي فأعتقه و تبناه و عرف بين الناس ب «زيد بن محمد»، و بقي معروفا بذلك الى أن نزل قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] فنسب الى ابيه الحقيقي حارثة.
و كان زواج زيد من زينب برغبة من النبي و تنفيذ مباشر، و كأنه أراد بذلك ان يقيم البرهان العملي على الغاء الفوارق في المجتمع الاسلامي، و لهذا ألزم ابنة عمته بأن ترضى به زوجا فرفضت هي و اخوها ذلك.
فلما نزل قوله تعالى: {مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ } [الأحزاب: 36] اضطرت لقبول الزواج مكرهة، و تم الزواج على أثر ذلك، و لكنه- بحكم الاكراه- لم يكن زواجا سعيدا قائما على المودة و الانسجام، و انما كانت زينب تعلن باستمرار تذمرها من هذه الزوجية و تشعر زوجها- بكبرياء- بوضاعة اصله و شرف اصلها، فلم يستطع زيد الاستمرار في العيش معها و صمم على طلاقها تخلصا من هذه المشاكل والمضاعفات. ولكنه لم يكن يستطيع تطليقها بدون استشارة النبي، فاستشاره، فنهاه النبي عن ذلك وقال له كما حدثنا القرآن: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ } [الأحزاب: 37].
وحيث ان النبي كان يعلم بأن هذه الزوجية لن تستمر الى الاخير و ان استطاع تجميد الطلاق موقتا، فقد صمم في نفسه أن يتزوج زينبا لو طلقها زيد تعويضا عما سببه لها من زواج فاشل وحياة منغصة، و لكنه كان يخشى تقولات الناس في ذلك، لان عرب الجاهلية كانوا يستهجنون زواج الرجل من مطلقة من تبناه.
واخيرا نفذ زيد ما صمم عليه فطلق زينبا، فأمر الله نبيه بتزوجها ليكون ذلك الغاء عمليا للمفهوم الخاطئ الشائع في عدم تزوج الرجل من مطلقة ابنه غير الحقيقي، و في ذلك يقول الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ} [الأحزاب: 37].
وبهذا يظهر ان الزواج كان بأمر الله تعالى في سبيل اظهار حكم شرعي كان يجب اظهاره، و تطبيقا عمليا له على أعلى مستويات التطبيق.
وحاول بعض اعداء الاسلام- و بخاصة من المستشرقين- ان يحوكوا القصص و الاساطير حول هذه القضية، فزعموا ان محمدا كان قد قصد دار زيد فرأى زوجته فأعجب بها فحرض زيدا على طلاقها كي يتزوجها.
وهذا الزعم واضح البطلان لكل متأمل، لان زينبا ابنة عمة النبي و كان قد رآها و عرفها قبل ان يزوجها زيدا، و لو كان له هوى فيها أو رغبة بها لتزوجها لنفسه و لم يلزمها بقبول الزواج من زيد.
الثامنة- جويرية بنت الحارث:
كانت بنت سيد بني المصطلق وزوجة أحد بني قومها ، ثم أسرت وجيء بها الى المدينة و صارت في سهم احد المسلمين فاتفقت معه على أن تشتري نفسها منه بمبلغ معين، فجاءت الى النبي مبينة له حسبها و نسبها و مجدها السابق و حالها الحاضرة، و استنجدت به ليساعدها على تسديد المبلغ، فأراد النبي أن يلطف عليها حالها و يزيد في اكرامها و يجلب بذلك بني قومها الى الاسلام، فعرض عليها ان يدفع عنها مبلغ التحرير و ان يتزوجها، فسرت بذلك سرورا كبيرا.
و كان من أول آثار هذا التصرف الرسالي الحكيم أن بادر المسلمون الى اطلاق كل من كان بأيديهم من أبناء هذه القبيلة الاسرى، فأصبحوا احرارا، باعتبارهم اصهار رسول الله (صلى الله عليه وآله).
التاسعة- صفية بنت حيي:
تزوجت مرتين من أبناء قومها اليهود، و أسرت في غزوة خيبر فتزوجها النبي ليضرب المثل الرائع في اكرام الاسرى و رعايتهم.
العاشرة- أمّ حبيبة بنت ابى سفيان:
متزوجة. هاجرت مع زوجها الى الحبشة مع من هاجر من المسلمين، و هناك ارتد زوجها فلم تطاوعه في ارتداده، بل بقيت- على غربتها- محافظة على دينها و ايمانها، و عاشت أيامها في الحبشة على مضض و الم، فلا هي ذات الزوج الذي يرعاها، و لا هي القادرة على العودة الى مكة في الوقت الذي كان فيه ابوها و اخوتها و كل أبناء اسرتها من ألد اعداء الاسلام و المسلمين.
وعندما علم النبي بهذه التفاصيل ارسل الى الحبشة من يفاوضها في الزواج منه، فوافقت على ذلك، و عادت مع جعفر بن أبي طالب الى المدينة لتكون احدى زوجات رسول الله و امهات المؤمنين، اكراما لها على صبرها و ثباتها و تحملها الآلام في سبيل الاصرار على الاسلام.
الحادية عشرة - ميمونة بنت الحارث:
أرملة. لها من العمر (49) سنة. و هبت نفسها لرسول الله طالبة منه أن يجعلها احدى زوجاته كما جاء بصريح الكتاب: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [الأحزاب: 50] ولبى النبي طلبها فأدخلها في عداد امهات المؤمنين.
وبعد:
فهل في هذه القائمة ما يدل على دوافع اللذة والشهوة وهوى النفس و الجنس في تعدد الزوجات؟. و هل يعتبر الرجل الذي يتزوج هذا العدد الكبير من الارامل و العجائز رجلا مستجيبا لغرائزه و شهواته؟.
بل هل يمكن ان يكون هذا الانسان الا الانسان الرسالي المرتفع عن كل احاسيس اللذة الجسمية الى أعلى مراتب الشعور بالمسئولية و الرأفة و الحنان و الحب الانساني الكبير؟.
__________________
(1) محمد حسن آل ياسين، أصول الدين - قم، چاپ: اول، 1413ق.
(2) )« عن عائشة أمّ المؤمنين قالت:
ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، و ما بي أن أكون ادركتها، و لكن ذلك لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم اياها، و ان كان ليذبح الشاة فيتتبع بذلك صدائق خديجة ليهديها لهن. و عنها رضى الله عنها قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه و سلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن عليها الثناء، فذكرها يوما من الايام فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت الا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها؟!، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا و الله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي اذ كفر الناس، و صدقتني اذ كذبني الناس، و واستني في مالها اذ حرمني الناس، و رزقني الله منها اولادا اذ حرمني اولاد النساء. قالت عائشة: فقلت في نفسي لا اذكرها بسيئة أبدا». راجع نهاية الارب: 18/ 172.
(3) المشهور بين المؤرخين أن للنبي (صلى الله عليه واله) من البنات أربعة: زينب و رقية و أم كلثوم وفاطمة. و لكن التحقيق التاريخي لا يؤيد هذه الشهرة، بل لن نجد بعد التمحيص من نقطع ببنوتها غير فاطمة. و نورد في ادناه إشارات موجزة لهذه الشكوك لان المجال لا يتسع للتفاصيل:
أ- زينب:
ذكر بعض المؤرخين أن زينبا ولدت و للنبي ثلاثون سنة من العمر( الاستيعاب: 4/ 292) و اسد الغابة:
5/ 467 و نهاية الارب: 18/ 211). و قد تزوجها ابو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس و هو ابن خالتها قبل أن يبعث أبوها بالرسالة، و ولدت له عليا- مات صغيرا- و أمامة، و أسلمت حين اسلمت أمها في اوّل البعثة النبوية، و فرق الاسلام بينها و بين زوجها، الا ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان لا يقدر على التنفيذ العملي للتفريق بينهما، فبقيت في داره على اسلامها و هو على شركه ( يراجع في كل ما سلف: تاريخ الطبري: 2/ 467- 468 و طبقات ابن سعد: 8/ 24 و اسد الغابة: 5/ 467 و نهاية الارب: 18/ 211).
اقول: ان خلاصة ما ترشدنا إليه هذه الروايات ان زينبا كانت عند بعثة ابيها في العاشرة من العمر، فهل يمكن لبنت في العاشرة أن يسبق لها الزواج وولادة ولدين؟ و متى كان ذلك الزواج؟ في السابعة مثلا .. في الثامنة؟ و اذن فلا بد أن تكون زينب هذه بنتا لابي هالة زوج خديجة السابق ( يراجع نهاية الارب: 18/ 171).
ب- رقية:
ج- أمّ كلثوم:
ذكر بعض المؤرخين ان رقية ولدت و للنبي من العمر ثلاث و ثلاثون و ان اختها أمّ كلثوم اصغر منها( الاستيعاب: 4/ 292 ونهاية الارب: 18/ 212)، و اتفق المؤرخون على انهما تزوجتا عتبة و عتيبة ابني ابي لهب بن عبد المطلب قبل البعثة، و انهما أسلمتا عند ما أسلمت أمهما في اليوم الاول من البعثة( طبقات ابن سعد: 8/ 24 و 25). و لما أعلن النبي (صلى الله عليه واله) دعوته للإسلام أمر ابو لهب ابنيه بطلاق هاتين السيدتين فطلقاهما، فتزوج عثمان رقية و هاجرت معه الى الحبشة مع المهاجرين الاول الفارين من تعذيب المشركين.( تاريخ الطبري: 2/ 330 و 331 و 340 ونهاية الارب: 18/ 212 و الاصابة: 4/ 297).
أقول: هل يمكن لرقية أن يتم زواجها قبل بلوغها السابعة من العمر حيث طلقت و هي في هذه السن، و هل يمكن لأختها أمّ كلثوم أن تتزوج و تطلق و هي لم تتجاوز السادسة في أكثر الفروض؟
(4) طبقات ابن سعد: 8/ 56- 57.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|