المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28



عدم مشروعية الامر بين الامرين في الجبر والتفويض  
  
310   08:10 صباحاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : الشيخ أبوطالب التبريزي
الكتاب أو المصدر : شبهات حول الشيعة
الجزء والصفحة : ص14-25
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / العـــــــدل /

الشبهة :

يشكل بعضهم على الشيعة أنهم يقولون بالأمر بين الأمرين ، ويردون رأي الأشاعرة واعتقادهم بالجبر.

الجواب:

الأشاعرة من أهل السنة اعتقدوا بالجبر، والمعتزلة منهم اعتقدوا بالتفويض ، والإمامية اعتقدوا تبعا لما ورد عن الأئمة المعصومين : بالأمر بين الأمرين . ونحن نبدأ أولا بإبطال الجبر والتفويض بآيات التنزيل ، ثم نتبعه بما ورد عن أئمتنا عليهم السلام في نفيهما وإثبات الأمر بين الأمرين .

الآيات الدالة على نفي الجبر النوع الأول: تضمن إسناد الإساءة والإحسان إلى نفس العبد كقوله تعالى في سورة الإسراء، آية - 15 وفي سورة يونس ، آية - 108 وفي سورة الزمر آية - 41 {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } وقوله تعالى في سورة سبأ ، آية - 50 {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي}. والآيات على هذا النمط كثيرة جدا.

النوع الثاني: الآيات المشتملة على تنزيه ساحة الربوبية عن الظلم كقوله تعالى ...{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء: 40] وهي أربعون آية.

النوع الثالث: الآيات الدالة على أن الله تعالى يختبر عباده هل يختارون الإيمان والطاعة ، أو الكفر والمعصية، كقوله تعالى في سورة الملك ، آية - 2 {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }، وهي نحو من سبع وستين آية . كما يلي :

سورة الأنفال، آية - 17 . سورة آل عمران آية - 186 . سورة النمل آية - 40 . سورة المائدة آية - 94. سورة النحل آية - 96 . سورة هود آية - 7 . سورة الأنعام آية - 165 . سورة المائدة آية - 48 . سورة محمد آية - 4 . سورة الكهف آية - 7 . سورة البقرة آية - 155 . سورة الأنبياء آية - 35 . سورة محمد آية - . سورة القلم آية - 17 . سورة الأعراف آية - . سورة آل عمران آية - 166 . سورة آل عمران آية - 142 . سورة آل عمران آية - 140 . سورة سباء آية - 21 . سورة البقرة آية - 143 . سورة الفجر آية - 15 . سورة البقرة آية - 124 . سورة الحجرات آية - 3 . سورة المائدة آية - 94 . سورة آل عمران آية - 167 . سورة آل عمران آية - 154 . سورة آل عمران آية - 152 . سورة الأحزاب آية - 11 . سورة البقرة آية - 49 . سورة الأعراف آية - 7 . سورة إبراهيم آية - * * . سورة الصافات آية - 106 . سورة الدخان آية - 33 . سورة البقرة آية - 249 . سورة المؤمنون آية - 30 . سورة الأنعام آية - 53 . سورة طه آية - 58 . سورة العنكبوت آية - 3 . سورة ص آية - 34 سورة الدخان آية - 17 . سورة طه آية - 40 . سورة ص آية - 24 . سورة الحديد آية - 14 . سورة طه آية - 131 . سورة الجن آية - 17 . سورة طه آية - 90 . سورة النمل آية - 47 . سورة النحل آية - 110 . سورة التوبة آية - 126 . سورة العنكبوت آية - 2 . سورة البقرة آية - 102 . سورة الأنفال آية - 28 . سورة يونس آية - 58 .

سورة الإسراء آية - 60 . سورة الأنبياء آية - 35 . سورة الأنبياء آية - 111 . سورة الحج آية - 53 . سورة الفرقان آية - 20 . سورة الصافات آية - 63 . سورة الزمر آية - 49 . سورة القمر آية - 27 . سورة الممتحنة آية - 5 . سورة التغابن آية - 15 . سورة المدثر آية - 31 . سورة الأعراف آية - 155 . سورة الفجر آية - 16 .

النوع الرابع : الآيات المتضمنة دعوة العباد إلى الإيمان والهداية والحذر والتضرع والتقوى وأمثالها ، ورجاء تحققه منهم ، والظاهرة في أن الله تعالى يحب تلك الأمور من عباده ، كقوله تعالى في سورة الأنعام ، آية - 154 {لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ}. وفي سورة السجدة ، آية - 126 : {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } وفي سورة التوبة آية - 126 {وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}. وفي الأنعام ، آية - 42 {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}.

وفي البقرة ، آية - 187 {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. وهذه الآيات بجميعها سبع وتسعون آية .

النوع الخامس : الآيات الدالة على أن الثواب والعقاب جزاء ما كسبه العبد ، كقوله تعالى في سورة البقرة آية 281 ، وآل عمران آية 161 {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} .

وفي سورة الجاثية آية 22 : {وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} .

وفي المدثر ، آية - 38 {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} .

وفي النساء ، آية - 111 {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} .

وفي الكهف ، آية - 106 {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} .

وفي الملك ، آية - 6 {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} .

وفي آل عمران ، آية - 198 {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} .

وفي البينة ، آية - 8 {جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }. وهذه الآيات كثيرة جدا بين آيات الكريم .

النوع السادس : آيات الذم والتوبيخ للكفار والفساق ، فإنه لا يصح إلا مع كونهم مختارين في أفعالهم ، كقوله تعالى في سورة البقرة ، آية - 28 {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} .

وفي آل عمران ، آية - 101 {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ }.

وفي المزمل ، آية - 17 {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}.

وفي آل عمران ، آية - 98 {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} .

وفي العنكبوت ، آية - 167 {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }.

وفي المؤمنون ، آية - 105 {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} .

النوع السابع : الآيات المصرحة بإستناد الكفر والإيمان والطاعة والعصيان إلى العباد ، كقوله تعالى في سورة إبراهيم ، آية - 8 {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } .

وفي آل عمران آية - 19 {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } .

وفي ص آية - 28 {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ}.

وفي النور آية - 52 {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} .

وفي المائدة آية - 78 {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}.

وقد نقلنا هذه الآيات من باب المثال ، وإلا فالآيات التي تدل على استناد الأفعال إلى العباد أكثر من ذلك .

النوع الثامن : الآيات الدالة على تخيير العباد في الإيمان والكفر والطاعة والعصيان ، كقوله تعالى {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} سورة الكهف ، آية - 29 .

النوع التاسع : الآيات التي تحث على المسارعة إلى أفعال الخير قبل فواتها ، كقوله تعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} سورة آل عمران ، آية - 133 .

النوع العاشر : ما دل من الآيات على الاستعانة من الله تعالى كقوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الحمد - 5 ، فإنها تدل على أن العبد هو الفاعل لأفعاله ، وأن الله تعالى يعينه على أفعال الخير .

النوع الحادي عشر : الآيات المتضمنة لاستغفار الأنبياء ، كما في الأعراف - 23 { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .

النوع الثاني عشر : الآيات الدالة على اعتراف الكفار يوم القيامة باستناد الكفر والمعصية إلى أنفسهم كقوله تعالى {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} المدثر - 43 - 45 .

النوع الثالث عشر : الآيات الدالة على تمني الكفار وطلبهم يوم القيامة الرجوع إلى الدنيا ليعملوا الأعمال الصالحة ، كما في سورة المؤمنون آية 99 - 100 {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا} .

الآيات الدالة على نفي التفويض منها :

الآيات المتضمنة لإسناد الهداية التكوينية إلى الله تعالى وهي ثمان وسبعون آية ، كقوله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ. . . ) الأنعام - 90 . البقرة 143 . البقرة 213 . الأعراف 30 .الرعد 31 . النحل 36 . طه 122 . الأعلى 3 . الضحى 7 . الأنعام 149 . النحل 9 . الأعراف 43 . الزمر 57 . النحل 121 . الزمر 18 . آل عمران 8 . الأنعام 84 . الأنعام 88. مريم 58 . الأعراف 155 . القصص 56 . الشورى 52 . العنكبوت 69 . الأعراف 178 . الإسراء 97 . الكهف 17 . الزمر 38 . التغابن 11 . الأنعام 77.

البقرة 26 . البقرة 142 . البقرة 258 . البقرة 264 . البقرة 272 . آل عمران 86 . المائدة 16 . المائدة 51 . المائدة 67 . المائدة 108 . الأنعام 88 . الأنعام 144 . التوبة 19 . التوبة 24 . التوبة 37 . التوبة 80 . التوبة 109 . يونس 25 . يوسف 52 . الرعد 27 . إبراهيم 4 . النحل 37 . النحل 93 . النحل 107 . الحج 16 . النور 35 . النور 46 . القصص 50 . القصص 56 . فاطر 8 . الزمر 3 . الزمر 23 . غافر 28 . الشورى 13 . الأحقاف 10 . الصف 5 . الصف 7 . الجمعة 5 . المنافقون 6 . المدثر 31 . الفتح 2 . الكهف 24 . الأنعام 126 . النساء 137 . النساء 168 . النحل 104 . الحج 54 . الأنعام 35 . السجدة 13.

وهذه الآيات تدل على أن الهداية من الله تعالى ، إلا أن هناك آيات أخر تدل على أن لاختيار العبد مدخلا في هدايته ، كقوله تعالى في سورة الكهف ، آية - 29 {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} وفي سورة الروم ، آية - 44 { مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ}.

 فكون الهداية من الله تعالى بمعنى أن الله تعالى قد أعطى عبده قوة الإدراك ، وجعله محفوفا ومحاطا بآيات الهداية وبراهين المعرفة ، ومنع عنه تسويلات شياطين الإنس والجن ، ووفقه للهداية . . ولولا ذلك لكان العبد ساقطا في حضيض الكفر والعصيان ، فهو تعالى شأنه أحق بحسنات العبد من نفسه . وأما ضلالة العبد فهي ناشئة من سوء اختياره ، وأنه حتى مع تسويلات إبليس وغيره فهو غير مسلوب الاختيار ، وقد أعطاه الله تعالى قدرة الإيمان والكفر ، وقوة المعرفة والتمييز ، وجعل آيات الهداية وبراهين التوحيد في معرض نظره ومرأى بصره ، فليس ضلال العبد من ناحية الله سبحانه ، وإن كان له تعالى قوة قاهرة على عباده ، {لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا } [الرعد: 31] وقهرهم على الهداية طوعا أو كرها ، إلا أنه تعالى حيث سهل على العبد طريق الهداية وأعطاه أسبابها ، وجعله مختارا في الاهتداء وعدمه ، كان له المنة عليه ، وإن أختار العبد الضلال وترك الاهتداء ، كانت عليه الحجة .

ومثل ذلك مثل من أعطى فقيرا درهما ليشتري به الخبز فاشترى به سما فشربه وقتل نفسه ، فليس على معطى الدرهم لوم في ذلك ، بل له الفضل على الفقير حيث أعطاه الدرهم ليصرفه في مصلحة نفس لا في هلاكها .

ومنها : ما دل على نفي القوة والقدرة عن غير الله جلت عظمته ، كقوله تعالى شأنه في سورة الكهف ، آية - 39 : {لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} . ولا تنافي بين هذا المعنى وبين اختيار العبد وقدرته على الفعل ، فإنه في قبال القدرة الربوبية عاجز محض لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، وإذا لوحظ أن الله قد أعطاه القدرة والقوة ، وأن قدرته إنما هي من آثار قدرته تعالى آيات ، على ثبوت القدرة للعباد كقوله يرتفع التنافي بين ثبوت القدرة للعباد ومفاد قوله تعالى ( لا قوة إلا بالله ) . وقد دلت على قوله عز من قائل في الكهف ، آية - 29 {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}.

وفي سورة الروم ، آية - 44 { مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ}.

وفي سورة النمل ، آية - 40 {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }.

ومنها ما دل على أن النفع والضرر بيد الله ، كقوله تعالى في سورة الأعراف ، آية - 188 {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} .

والمراد منه بملاحظة نحو قوله تعالى في سورة الكهف ، آية - 29 {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} .

وفي الأنعام آية - 112 {لَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} وآية 137 {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ} أن العبد قد أعطاه الله قدرة الفعل ليؤمن إن شاء ، ويكفر إن شاء ، إلا أن الله تعالى لو أراد منعه لسلبت منه القدرة ولم يقدر العبد على فعل ما أراده ...

إثبات الأمر بين الأمرين :

إعلم أن المستفاد من مجموع الطائفتين المتقدمتين من الآيات الكريمة على تعدد أنواعها ، أن ما يصدر من العبد له جهتان ، فمن إحدى الجهتين يستند إلى العبد ، لكونه صادرا عنه باختياره وإرادته ، وهو واضح بحسب الآيات المتقدمة ، والقرآن مشحون بإسناد الأفعال إلى الناس ، ومن الجهة الأخرى له ارتباط بالساحة الربوبية سبحانه وتعالى ، وقد عرفت الآيات الكثيرة الدالة على نسبة الهداية والإضلال إليه تعالى . وأما كيفية الارتباط فهي على ما يستفاد من الآيات على أحد من وجوه ثلاثة :

الأول : أن وجود العبد وما يصدر عنه من فعل من الجوارح والجوانح ، إنما هو من ناحية الخلاّق المتعال جلت عظمته ، وقد أعطاه الله القدرة فعل الخيرات والشرور ليختار الخير ويصل إلى أعلى درجات العليين التي لا يصل إليها إلا بالاختيار .

فإذا صدر من العبد فعل فالعلة لوجود الفعل هو العبد ، والله تعالى علة لتكون نفس العبد وإمكاناته ، وقدرته على اختياره الفعل والترك ، فهو علة بعيدة لوجود الفعل .

الثاني : أن قدرة الباري جلت عظمته محيطة بأفعال العباد ، فإن شاء منعهم عما يختارون من الأفعال وأوقعهم في غيرها ، قال الله تعالى {لَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } [النحل: 9] فهو جلت عظمته حيث خلق هذه النشأة لأجل الامتحان ، فقال عز من قائل : {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2] ، فلم يمنعهم عما يختارون من الكفر والإيمان بل جعل ذلك في نطاق مشيئتهم ، قال تعالى في سورة الكهف ، آية - 29 {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} .

وملخص هذا الوجه أن أفعال العباد مرتبطة به تعالى من حيث عدم المانع وعدم معارضته لما يختاره الناس .

الثالث : إن الشهوات والمشتهيات ، أعني غرائز الشهوة ومتعلقاتها في الخارج التي توقع العبد في الضلالة والانحراف عن طريق الهدى ، كلها من قبل الله تعالى ، وقد أعطاه القدرة في إيجاد أي عمل يريده من الحسنات أو السيئات ، لأجل الفتنة والامتحان ، ليبلوه في هذه النشأة . فحيث أن تلك الغرائز مثلها مثل بعض أجزاء العلة التي تمامها من ناحيته تعالى ، صدق بنحو من الصدق أن الإضلال منه تعالى ، وإن كان وقوع العبد في الضلالة باختياره العبد وإرادته .

ويشهد لصدق الإضلال مع عدم إرادة وقوع الغير في الضلالة ، قوله تعالى عن الأصنام حكاية عن إبراهيم في سورة إبراهيم آية - 36 عن الأصنام {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} مع أن وقوعهم في الضلال كان بإرادة أنفسهم لا محالة ، وإلا فالأصنام ليست إلا منحوتات مسندة فاقدة للإدراك ، لا يمكن أن توقع العباد في الضلال ، حيث لا إرادة لها .

ومحصل هذا الوجه : أن شرائط فعل العبد التي هي جزء من العلة التامة لأفعاله من ناحية الله تعالى .

ويدل على ثبوت الأمر بين الأمرين أيضا قوله تعالى في سورة الأنفال ، آية - 17 {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}  فإنها صريحة في إسناد الرمي إلى نفس العبد لقوله تعالى ( إذ رميت) وإن كانت متضمنة لسلب الاستناد إليه أيضا ، بقوله تعالى ( وما رميت ) فهي تدل على مذهب الأمر بين الأمرين .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.