ليست لدينا عن تنظيمات تدمر معلومات واضحة قبل القرن الأول، حيث تكثر الوثائق. وتظهر هذه الوثائق انه كان في تدمر مجلس للشيوخ يدعى boule ومجالس للعشائر يدعى كل منها demos، وان الأسماء اليونانية لهذه المجالس تدل على مدى تأثر تنظيم المدينة بالنظم الاغريقية. وكان مجلس الديموس يضم أفراد العشائر البالغين كافة؛ اما البولي، فكان يضم من كان يتميز بالجاه والثروة والسن. ولهذا المجلس رئيس وسكرتير؛ وللرئيس مركز هام في تسيير أمور الدولة. وفي القرن الثاني، ازداد نفوذ مجلس البولي وتناقض نفوذ مجلس العشائر. لكن، في زمن أذينة، تناقص نفوذ كلا المجلسين.

وكان للمدينة رئيس (اراخون) يتولى ادارتها، وموظف يدعى المدينة، وموظف للمالية يدعى procurator، وموظف مسؤول عن الاسواق Agoranomos وظيفته تشبه وظيفة المحتسب في الإسلام، وموظف مسؤول عن المنازعات والشؤون القضائية Juridicus وقائد للحامية Argapad وقائد للجيش strategos؛ ومعلوماتنا عن اختصاصاتهم وعلاقات بعضهم ببعض قليلة جدا، واكثرها من عهد هادريان، فلا نعرف عن تطورها شيئا كثيراً.

كانت السلطة عادة في يد الاخوان الذي كثيراً ما كان يجمع بين هذا المنصب ومنصب السترات يجوس. وقد ادار آذينه معظم السلطات بنفسه، كما انه استعان ببورود الذي كان يشغل منصب متقن المدينة ويشرف على إدارة دوائر المدينة. وقد ادى تركيز السلطات بحوزة اذينة وورود الى اضعاف سلطة مجلس العشائر والبولي، والى اضعاف نفوذ الارستقراطية.

وكانت للمدينة قوة من البوليس لحماية القوافل والطرق من غزوات البدو الذين كانوا يهددونها دائما. وهي مكونة من رماة النبال والخيالة او الهجانة، وتسند رئاستها عادة الى الزعماء والاغنياء. ولا نعلم فيما اذا كانت قوة البوليس هذه تجمع من أهل تدمر ام تجمع من المتطوعة المأجورين. وهي على كل حال كانت توضع تحت حماية الالهين ارسو والعزيز.

وبجانب هذا، وجدت قوة من الميليشيا تعسكر عند الابار والمناطق الهامة من الصحراء. وفي عهد الاضطرابات والحروب، كانت تنشأ قوة أخرى يقودها السترات يجوس لتشترك في الحروب والدفاع عن المدينة والقيام بحملات. ولدينا نقش يذكر ان الكردوس الحادي والعشرين كان مرابطا في دورايوروبوس (الصالحية)، ولكننا لا نعلم فيما اذا كان معنى هذا انه كان للتدمريين اكثر من عشرين كردوسا، ام ان كلمة الكردوس لها مفهوم خاص عندهم، او ان الكردوس الحادي والعشرين لا يعني انه كان هناك 21 كردوساً.