أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
1052
التاريخ: 13-11-2016
1217
التاريخ: 13-11-2016
1250
التاريخ: 2023-12-16
964
|
نشأت مدينة بطرا كمحطة للطرق التجارية، فلا عجب ان تكون التجارة وخدمة القوافل العمل الرئيس والاساس الذي قامت عليه مدينة الانباط. وقد سدوا نفوذهم الى ما يجاورهم من البلاد والمدن فحصنوها واقاموا فيها حاميات للقوافل واماكن لاستغلال المناجم، واصبحت مدينتهم في القرن الأول قبل الميلاد المدينة الرئيسة للقوافل، وسوقا عظيما؛ فسيطرت على طرق غزة وبصرى ودمشق وأيلة. وقد حفروا الابار، واقاموا مشاريع المياه، وحولوا بعض المناطق الصحراوية الى اراض زراعية.
ولا ريب في ان القوافل، في القديم، كانت تتطلب كثيرا من الحاجات. ففضلا عن حاجتها الى اعلاف الحيوانات ومأكولات البشر، كانت تتطلب السروج والاكسية للحيوانات والاكياس للبضائع والاسلحة للحراس. وكل هذا يستلزم تزويدهم بمنتوجات النساجين والنجارين والحدادين والزراع. وهكذا كانت محطات القوافل اسواقا. وكثيرا ما كان يقوم أصحاب تلك المحطات ببعض المعاملات التجارية من بيع وشراء واقراض. لذا كانت تنشط الحركة في هذه المحطات، وتصبح مراكز تجارية. وبذلك اصبحت بطرا مركزا تجاريا واقتصاديا، يسهم أهلها في التجارة والاقراض. وقد امتد نشاطهم التجاري الى مناطق واسعة، اذ وجدت اثار تجارتهم في سلوقية وموانئ بلاد الشام والاسكندرية وديلوس ورودس.
وأهم السلع التي كانوا يتاجرون فيها الافاويه (من اليمن)، والحرير من الصين، والحناء من عسقلان، والزجاج، وصبغ الارجوان من صيدا وصور، واللؤلؤ من الخليج العربي، والخزف من روما. هذا بجانب ما كانت تنتجه من الذهب والفضة والقار وزيت السمسم.
ويروي ديودورس انه كانت لهم قوانين تمنع زراعة الأشجار وبناء البيوت او استعمال الخمور، لأنها تؤدي الى الخضوع. فاذا صح هذا، فانه لا بد ان يمثل ادوار حياتهم الأولى، لانهم كانوا اقرب الى البداوة، يمتهنون الرعي والتجارة. اما في الادوار المتأخرة، عندما اتسع حكمهم، فقد اخذوا يشيدون البيوت والمسارح والابنية الفخمة للقصور والمعابد ودوائر الحكومة. وكثير منها منقور في الصخر؛ ولا تزال بقايا مواقع بطرا موجودة في الرقيم بوادي موسى، وهي من اروع الابنية والاثار، مشيدة على الطراز الهيليني، وتشهد على مدى تأثرهم بالحضارة الهلينية التي كانت سائدة في الشرق الادنى آنذاك؛ كما تدل على رقي الذوق الفني والرخاء وتقدم المدينة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|