هو زياد بن المنذر الهمداني الكوفي الخارفيّ (1) المكفوف ، وكان ملقباً بالسرحوب (2) . ذكره البخاري في فصل من مات بين الخمسين إلى الستين بعد المائة . اخذ العلم من وجهاء التابعين كعطية العوفي والأصبغ بن نباتة والحسن البصري ، وكان منقطعاً إلى الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام)  .

وله تفسير كتبه عنه ، وأدرجه جامع تفسير القمي ضمن التفسير ، من اوائل سورة آل عمران إلى آخر القرآن . فتراه مزيجاً من التفسيرين مع إضافات عن غيرها . وقد أخذ عنه الطبرسي في تفسيره .

كان من خواص الإمام الباقر ، ثم الإمام الصادق (عليه السلام) . ولما نهض زيد ضد آل مروان ، انضم إلى اتباعه ، وأسس الفرقة السرحوبية ، منشعبة من الزيدية . وترك مصاحبة الإمام ، وجاهز بمقابلته ، فكان موضع نفرة الإمام (عليه السلام) .

وقد ضعفه الفريقان ، لموضعه هذا المتأرجح غير الثابت ، على طريق مستقيم . لكن تفسيره هذا لا بأس به ، ولعله من عمله حالة الاستقامة.
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- نسبة إلى خارف ــ بخاء بعدها ألف ، وراء مفتوحة بعدها فاء ــ ، بطن من همدان نزل الكوفة ( أنساب السمعاني ، ج2 ، ص305) .

2- حكي أن أبا الجارود سمي سرحوباً ، ونسبت إليه السرحوبية من الزيدية . وذكروا ان سرحوباً اسم شيطان أعمى سكن البحر . وكان أبو الجارود مكفوفاً أعمى القلب ( رجال الكشي ، ص229 ، رقم 413) . والشيطان اسم لكل ذي منظر قبيح مهول .