المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



محاور الحركة الإصلاحية العامّة للإمام الباقر ( عليه السّلام ): الاصلاح الاقتصادي  
  
1248   03:02 مساءً   التاريخ: 14/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص131-134
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015 3851
التاريخ: 11-8-2016 3511
التاريخ: 22-8-2016 3351
التاريخ: 15-04-2015 2955

لم يكن الإمام ( عليه السّلام ) على رأس سلطة حتى يستطيع اصلاح الأوضاع الاقتصادية اصلاحا عمليا وجذريّا ، ولذا اقتصر ( عليه السّلام ) على نشر المفاهيم الاسلامية المرتبطة بالحياة الاقتصادية السليمة متمثّلة في النظام الاقتصادي الاسلامي ، والتي تعصم مراعاتها الانسان والمجتمع من الانحراف الاقتصادي التي من أسبابها : الانسياق وراء اشباع الشهوات اشباعا مخلا بالتوازن الاقتصادي ، فحدّد الإمام ( عليه السّلام ) الأهداف المتوخاة من التصرّف بالأموال ، إذ جعل اللّه المال وسيلة لتحقيق الهدف الذي خلق الانسان من أجله ، وهو الوصول إلى عبادة اللّه تعالى ، وتطبيق منهجه في الحياة ، قال ( عليه السّلام ) : « نعم العون الدنيا على طلب الآخرة »[1].

وأوضح الأهداف المشروعة التي يبتغي طلب المال من أجلها ، فقال ( عليه السّلام ) : « من طلب الرزق في الدنيا استعفافا عن الناس ، وتوسيعا على أهله ، وتعطفا على جاره ؛ لقي اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر »[2].

واستعان ( عليه السّلام ) بالأحاديث الشريفة الواردة في ضرورة المشروعية في التصرفات الاقتصادية ، فروى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) انّه قال : « العبادة سبعون جزءا أفضلها طلب الحلال »[3].

وأكّد ( عليه السّلام ) على حرمة جملة من التصرفات المالية كالتطفيف في المكيال ، إذ قال ( عليه السّلام ) : « انزل في الكيل : وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ، ولم يجعل الويل لأحد حتى يسميه كافرا . . . »[4].

كما دعا ( عليه السّلام ) إلى استصلاح المال وتنمية الثروة بشكل صحيح بقوله ( عليه السّلام ) : « من المروءة استصلاح المال »[5].

وقدّم اشباع حاجات المسلمين وسد ثغرات حياتهم على أهم العبادات المستحبّة وهو الحج تطوعا ، فقال ( عليه السّلام ) : « لأن أحجّ حجة أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة ورقبة - حتى انتهى إلى سبعين - ، ولأن أعول أهل بيت من المسلمين ، أشبع جوعتهم وأكسو عورتهم وأكفّ وجوههم عن الناس أحبّ اليّ من أن أحجّ حجة وحجة - حتى انتهى إلى عشر وعشر وعشر ومثلها حتى انتهى إلى سبعين - »[6] .

ودعا ( عليه السّلام ) إلى الترفّع عن الحرص والطمع حيث روى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أنّه قال : « . . . لن تموت نفس حتّى تستكمل رزقها ، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ، ولا يحمل أحدكم استبطاء شيء من الرزق أن يطلبه بغير حلّه ، فإنّه لا يدرك ما عند اللّه إلّا بطاعته »[7].

ووجّه الأنظار إلى الآثار السلبية للحرص فقال : « مثل الحريص على الدنيا ، كمثل دودة القزّ ، كلّما ازدادت على نفسها لفّا ؛ كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غمّا »[8].

وأكّد على زوال المال ما دام الانسان مخلوقا للآخرة ومعرّضا للفناء فقال : « ملك ينادي كل يوم : ابن آدم ؛ لد للموت ، واجمع للفناء ، وابن للخراب »[9].

وكان ( عليه السّلام ) يحثّ على القناعة لأنها إحدى مقدمات السعادة الروحية ، وقد تجلّى ذلك في سلوكه وقوله ( عليه السّلام ) : « من قنع بما أوتي قرّت عينه »[10].

ودعا إلى مراعاة القصد والوسطية وتجنّب الافراط والتفريط في الطرف والإنفاق في مختلف الظروف واعتبره من المنجيات ، فقال ( عليه السّلام ) : « امّا المنجيات فخوف اللّه في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر »[11].

كما حدّد الإمام ( عليه السّلام ) لكل انسان حقّه ، وحذّر من الاعتداء على أموال الآخرين لأنها تؤدي إلى الخلل الاقتصادي فضلا عمّا لها من تأثيرات سلبية أخرى على المستقبل الأخروي للفرد والمجتمع ، نلاحظ ذلك في قوله ( عليه السّلام ) :

« من أصاب مالا من أربع لم يقبل منه أربع : من أصاب مالا من غلول أو ربا أو خيانة أو سرقة ؛ لم يقبل منه في زكاة ولا صدقة ولا في حجّ ولا في عمرة »[12]  .

ومن أجل تحقيق التوازن الاقتصادي ، ورفع المستوى المعاشي لعموم الناس دعا ( عليه السّلام ) إلى الالتزام بالانفاق الواجب ، فقال : « ان اللّه تبارك وتعالى قرن الزكاة بالصلاة . . . فمن أقام الصلاة ، ولم يؤت الزكاة ، فكأنه لم يقم الصلاة »[13].

وروى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قوله : « ملعون كل مال لا يزكّى »[14].

وبيّن الآثار السلبية لمنع الزكاة فقال ( عليه السّلام ) : « وجدنا في كتاب عليّ ( عليه السّلام ) قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها »[15].

وحدّد ( عليه السّلام ) حدود البذل بأنه الإيصال إلى مرتبة إغناء الفقير لإنقاذه من الفقر وآثاره السلبية ، فقال ( عليه السّلام ) : « إذا أعطيته فأغنه »[16].

ولا يتحقق التوازن الاقتصادي ولا التكافل الاجتماعي إلّا باشتراك جميع الناس في ممارسات مكثّفة لرفع المستوى الاقتصادي لجميع الفقراء والمعوزين ، من خلال القيام بالايثار والانفاق التطوعي مضافا إلى أداء الحقّ الشرعي الواجب ، لذا حث ( عليه السّلام ) على الاحسان وأداء اعمال البر والصدقة فقال :

« البرّ والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في العمر ، ويدفعان سبعين ميتة سوء »[17]  .

وحث على معونة الاخوان وقضاء حوائجهم فقال ( عليه السّلام ) : « من بخل بمعونة أخيه المسلم والقيام في حاجته ؛ ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر »[18]  .

وروى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) انّه قال : « داووا مرضاكم بالصدقة . . . وحصنوا أموالكم بالزكاة »[19].

وحدّد الإمام ( عليه السّلام ) موارد الانفاق المنسجمة مع الشريعة الإسلامية ، وأثبت انحراف الأسلوب الذي قام به الحكّام حيث قاموا بتوزيع الأموال حسب أهوائهم ورغباتهم دون التقيد بالقيود التي وضعها المنهج الاسلامي .

فقد روى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قوله : « خمسة لعنتهم وكلّ نبيّ مجاب . . .

وذكر منهم : المستأثر بالفيء والمستحل له »[20].

كما حدّد ( عليه السّلام ) موارد اعطاء الصدقات فقال : « ان الصدقة لا تحلّ لمحترف ، ولا لذي مرّة سوي قوي . . . »[21].

وكان ( عليه السّلام ) يقوم بانفاق ما يحصل عليه على الفقراء والمعوزين لتقتدي به الأمة ، وتعرف انحراف الممارسات المالية التي كان يقوم بها الحكام والمخالفة للأسس الإسلامية والقواعد الثابتة للانفاق .

 

[1] الكافي : 5 / 73 .

[2] المصدر السابق : 5 / 78 .

[3] المصدر السابق .

[4] تفسير نور الثقلين : 5 / 527 .

[5] الخصال : 1 / 10 .

[6] الكافي : 4 / 2 .

[7] المصدر السابق : 2 / 74 .

[8] المصدر السابق : 2 / 134 .

[9] المصدر السابق : 2 / 131 .

[10] سفينة البحار : 2 / 452 .

[11] الخصال : 1 / 84 .

[12] أمالي الصدوق : 359 .

[13] الكافي : 3 / 506 .

[14] وسائل الشيعة : 9 / 29 .

[15] الكافي : 3 / 505 .

[16] المصدر السابق : 3 / 548 .

[17] الخصال : 1 / 48 .

[18] المحاسن : 99 .

[19] وسائل الشيعة : 9 / 29 .

[20] الكافي : 2 / 293 .

[21] وسائل الشيعة : 9 / 231 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.