أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015
2129
التاريخ: 10-10-2014
2034
التاريخ: 10-10-2014
1704
التاريخ: 10-10-2014
1982
|
القرآن الكريم معجزة خالدة يشق طريقه للأجيال بمفاهيمه ومعانيه السامية ، فهو حجّة إلهية في كلّ عصر وجيل في عامّة الحوادث المختلفة صوراً والمتحدة مادةً ، يقول النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع ، وماحل مصدَّق ، ومَن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومَن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل و بيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حِكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم ، لا تُحصى عجائبُه ولا تُبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ) (1) .
فقوله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( لا تُحصى عجائبه ولا تُبلى غرائبه ) يرشدنا إلى الإمعان في القرآن في كلّ عصر وجيل والرجوع إليه في الحوادث والطوارق ، كما أنّ قوله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( وله ظهر وبطن ) يرشدنا إلى أن نقف على ظهره وبطنه ، والمراد من البطن ليس هو التفسير بالرأي ، بل تحرّي المصداق المماثل للمصداق الموجود في عصر الوحي و به فسّره الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) حيث قال : ( ظهره تنزيله ، وبطنه تأويله ، منه ما مضى ، منه ما لم يجئ بعد ، يجري كما تجري الشمس والقمر ) (2) .
فالتأويل هنا في مقابل التنزيل ، فالمصداق الموجود في عصر الوحي تنزيله ، والمصاديق المتحقّقة في الأجيال الآتية تأويله ، وهذا أيضاً من دلائل سعة آفاقه ، فالقرآن كما قال الإمام يجري كجري الشمس والقمر ، فينتفع منه كلّ جيل في عصره كما ينتفع بالشمس والقمر عامة الناس ؛ ولذلك يقول الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) : ( إذا نزلت آية على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ، ماتت الآية مات الكتاب ! ولكنّه حيّ يجري فيمَن بقي كما جرى فيمَن مضى ) (3) .
فالقرآن منطوٍ على مادة حيوية قادرة على علاج الحوادث الطارئة عبر الزمان إلى يوم القيامة ، وذلك عن طريق معرفة تأويله في مقابل تنزيله .
ولنأتِ ببعض الأمثلة :
نماذج من التأويل في مقابل التنزيل
1 ـ يقول سبحانه : {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد : 7].
نصّ القرآن الكريم بأنّ النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بشخصه منذر كما نصّ بأنّ لكلّ قوم هاد ، وقد قام النبي بتعيين مصداق الهادي في حديثه ، وقال : ( أنا المنذر وعليٌّ الهادي إلى أمري ) (4) ولكن المصداق لا ينحصر بعلي ، بل الهداة الذين تواردوا عبر الزمان هم المصاديق للآية المباركة ؛ ولذلك نرى أنّ الإمام الباقر ( عليه السَّلام ) يقول : ( رسول اللّه المنذر ، وعليٌّ الهادي ، وكلّ إمام هادٍ للقرن الذي هو فيه ) (5) .
فالهداة المتواردون كلّهم تأويل للآية في مقابل التنزيل .
2 ـ يقول سبحانه : {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة : 12].
فهذه الآية تعطي ضابطةً كليةً في حقّ الناكثين للعهد الشرعي ، قد احتجّ بها أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) في يوم الجمل ، روي عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) قال : ( دخل عليّ أُناس من أهل البصرة ، فسألوني عن طلحة والزبير ، فقلت لهم : كانا من أئمّة الكفر ، إنّ عليّاً يوم البصرة لمّا صفَّ الخيول ، قال لأصحابه : لا تعجلوا على القوم حتى أُعذِّر فيما بيني و بين اللّه عزّ وجلّ وبينهم ، فقام إليهم فقال :
( يا أهل البصرة هل تجدون عليّ جوراً في حكم اللّه ؟ )
قالوا : لا .
قال : ( فحيفاً في قَسم ( جمع القسمة ) ؟! ) .
قالوا : لا .
قال : ( فرغبت في دنيا أخذتها لي ولأهل بيتي دونكم ، فنقمتم عليّ فنكثتم بيعتي ؟! ) .
قالوا : لا .
قال : ( فأقمت فيكم الحدود وعطّلتها عن غيركم ؟! ) .
قالوا : لا .
قال : ( فما بال بيعتي تُنكث ، وبيعة غيري لا تُنكث ؟! إنّي ضربت الأمر أنفَه وعينَه فلم أجد إلاّ الكفر أو السيف ) ، ثمّ ثنى إلى أصحابه ، فقال :
إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول في كتابه : {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة : 12] .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : ( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة واصطفى محمداً بالنبوة إنّهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت ) (5) .
ثمّ إنّ النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) هو الذي سمّى هذا النوع من القتال ـ حسب ما ورد في الرواية ـ تأويلاً في مقابل التنزيل ، فقال مخاطباً لعلي : ( تُقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت معي على تنزيله ، ثمّ تُقتل شهيداً تُخضب لحيتك من دم رأسك ) (6) .
روى ابن شهر آشوب عن زيد بن أرقم ، قال : قال النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( أنا أُقاتل على التنزيل ، وعليّ يقاتل على التأويل ) (7) .
فهذا هو عمّار قاتل في صفين مرتجزاً بقوله :
نحـن ضربنـاكم على تنزيلِـهِ فاليوم نضربُكم على تأويلهِ (8)
فوصف جهاده في صفين مع القاسطين تأويلاً للقرآن الكريم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الكافي : 2 / 599 .
2 ـ مرآة الأنوار : 4 .
3 ـ نور الثقلين : 2 / 483 ح 22 .
4 ـ نور الثقلين : 2 / 482 و 485 .
5 ـ نور الثقلين : 2 / 482 و 485 .
5 ـ نور الثقلين : 2 / 189 ، البرهان في تفسير القرآن : 2 / 106 .
6 ـ بحار الأنوار : 40 / 1 ، الباب 91 .
7 ـ المناقب : 3 / 218 .
8 ـ الاستيعاب : 2 / 472 ، المطبوع في حاشية الإصابة .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|