المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



التأويل في مقابل التنزيل  
  
1638   05:53 مساءاً   التاريخ: 14-11-2014
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية في علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص180-183.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التأويل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-04-2015 2129
التاريخ: 10-10-2014 2034
التاريخ: 10-10-2014 1704
التاريخ: 10-10-2014 1982

القرآن الكريم معجزة خالدة يشق طريقه للأجيال بمفاهيمه ومعانيه السامية ، فهو حجّة إلهية في كلّ عصر وجيل في عامّة الحوادث المختلفة صوراً والمتحدة مادةً ، يقول النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع ، وماحل مصدَّق ، ومَن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومَن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل و بيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حِكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم ، لا تُحصى عجائبُه ولا تُبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ) (1) .

فقوله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( لا تُحصى عجائبه ولا تُبلى غرائبه ) يرشدنا إلى الإمعان في القرآن في كلّ عصر وجيل والرجوع إليه في الحوادث والطوارق ، كما أنّ قوله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( وله ظهر وبطن ) يرشدنا إلى أن نقف على ظهره وبطنه ، والمراد من البطن ليس هو التفسير بالرأي ، بل تحرّي المصداق المماثل للمصداق الموجود في عصر الوحي و به فسّره الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) حيث قال : ( ظهره تنزيله ، وبطنه تأويله ، منه ما مضى ، منه ما لم يجئ بعد ، يجري كما تجري الشمس والقمر ) (2) .

فالتأويل هنا في مقابل التنزيل ، فالمصداق الموجود في عصر الوحي تنزيله ، والمصاديق المتحقّقة في الأجيال الآتية تأويله ، وهذا أيضاً من دلائل سعة آفاقه ، فالقرآن كما قال الإمام يجري كجري الشمس والقمر ، فينتفع منه كلّ جيل في عصره كما ينتفع بالشمس والقمر عامة الناس ؛ ولذلك يقول الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) : ( إذا نزلت آية على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ، ماتت الآية مات الكتاب ! ولكنّه حيّ يجري فيمَن بقي كما جرى فيمَن مضى ) (3) .

فالقرآن منطوٍ على مادة حيوية قادرة على علاج الحوادث الطارئة عبر الزمان إلى يوم القيامة ، وذلك عن طريق معرفة تأويله في مقابل تنزيله .

ولنأتِ ببعض الأمثلة :

نماذج من التأويل في مقابل التنزيل

1 ـ يقول سبحانه : {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد : 7].

نصّ القرآن الكريم بأنّ النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بشخصه منذر كما نصّ بأنّ لكلّ قوم هاد ، وقد قام النبي بتعيين مصداق الهادي في حديثه ، وقال : ( أنا المنذر وعليٌّ الهادي إلى أمري ) (4) ولكن المصداق لا ينحصر بعلي ، بل الهداة الذين تواردوا عبر الزمان هم المصاديق للآية المباركة ؛ ولذلك نرى أنّ الإمام الباقر ( عليه السَّلام ) يقول : ( رسول اللّه المنذر ، وعليٌّ الهادي ، وكلّ إمام هادٍ للقرن الذي هو فيه ) (5) .

فالهداة المتواردون كلّهم تأويل للآية في مقابل التنزيل .

2 ـ يقول سبحانه : {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة : 12].

فهذه الآية تعطي ضابطةً كليةً في حقّ الناكثين للعهد الشرعي ، قد احتجّ بها أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) في يوم الجمل ، روي عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) قال : ( دخل عليّ أُناس من أهل البصرة ، فسألوني عن طلحة والزبير ، فقلت لهم : كانا من أئمّة الكفر ، إنّ عليّاً يوم البصرة لمّا صفَّ الخيول ، قال لأصحابه : لا تعجلوا على القوم حتى أُعذِّر فيما بيني و بين اللّه عزّ وجلّ وبينهم ، فقام إليهم فقال :

( يا أهل البصرة هل تجدون عليّ جوراً في حكم اللّه ؟ )

قالوا : لا .

قال : ( فحيفاً في قَسم ( جمع القسمة ) ؟! ) .

قالوا : لا .

قال : ( فرغبت في دنيا أخذتها لي ولأهل بيتي دونكم ، فنقمتم عليّ فنكثتم بيعتي ؟! ) .

قالوا : لا .

قال : ( فأقمت فيكم الحدود وعطّلتها عن غيركم ؟! ) .

قالوا : لا .

قال : ( فما بال بيعتي تُنكث ، وبيعة غيري لا تُنكث ؟! إنّي ضربت الأمر أنفَه وعينَه فلم أجد إلاّ الكفر أو السيف ) ، ثمّ ثنى إلى أصحابه ، فقال :

إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول في كتابه : {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة : 12] .

فقال أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : ( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة واصطفى محمداً بالنبوة إنّهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت ) (5) .

ثمّ إنّ النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) هو الذي سمّى هذا النوع من القتال ـ حسب ما ورد في الرواية ـ تأويلاً في مقابل التنزيل ، فقال مخاطباً لعلي : ( تُقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت معي على تنزيله ، ثمّ تُقتل شهيداً تُخضب لحيتك من دم رأسك ) (6) .

روى ابن شهر آشوب عن زيد بن أرقم ، قال : قال النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : ( أنا أُقاتل على التنزيل ، وعليّ يقاتل على التأويل ) (7) .

فهذا هو عمّار قاتل في صفين مرتجزاً بقوله :

نحـن ضربنـاكم على تنزيلِـهِ      فاليوم نضربُكم على تأويلهِ (8)

فوصف جهاده في صفين مع القاسطين تأويلاً للقرآن الكريم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الكافي : 2 / 599 .

2 ـ مرآة الأنوار : 4 .

3 ـ نور الثقلين : 2 / 483 ح 22 .

4 ـ نور الثقلين : 2 / 482 و 485 .

5 ـ نور الثقلين : 2 / 482 و 485 .

5 ـ نور الثقلين : 2 / 189 ، البرهان في تفسير القرآن : 2 / 106 .

6 ـ بحار الأنوار : 40 / 1 ، الباب 91 .

7 ـ المناقب : 3 / 218 .

8 ـ الاستيعاب : 2 / 472 ، المطبوع في حاشية الإصابة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .