أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2016
1616
التاريخ: 9-11-2016
1803
التاريخ: 2023-12-11
909
التاريخ: 2023-06-17
1385
|
كان زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة الكلبي أحد من اجتمعت عليه قضاعة وكان يدعى الكاهن لصحة رأيه وعاش مائتين وخمسين سنة أوقع فيها مائتي وقعة وقيل عاش أربعمائة وخمسين سنة وكان شجاعا مظفرا ميمون النقيبة .
وكان سبب غزاته غطفان: أن بني بغيض بن ريث بن غطفان حين خرجوا من تهامة ساروا بأجمعهم فتعرضت لهم صداء وهي قبيلة من مذحج فقاتلوهم وبنوا بغيض سائرون بأهليهم وأموالهم فقاتلوهم على حريمهم فظهروا على صداء وفتكوا فيهم فعزت بغيض بذلك وأثرت وكثرت أموالها فلما رأوا ذلك قالوا والله لنتخذن حرما مثل مكة لا يقتل صيده ولا يهاج عائذه فبنوا حرما ووليه بنو مرة بن عوف فلما بلغ فعلهم وما أجمعوا عليه زهير بن جناب قال:
والله لا يكون ذلك أبدا وأنا حي ولا أخلي غطفان تتخذ حرما أبدا, فنادى في قومه فاجتمعوا إليه فقام فيهم فذكر حال غطفان وما بلغه عنهم وقال: إن أعظم مأثرة يدخرها هو وقومه أن يمنعوهم من ذلك ، فأجابوه فغزا بهم غطفان وقاتلهم أبرح قتال وأشده وظفر بهم زهير وأصاب حاجته منهم وأخذ فارسا منهم في حرمهم فقتله وعطل ذلك الحرم ثم من على غطفان ورد النساء وأخذ الأموال وقال زهير في ذلك:
فلم تصبــر لنا غطفان لمـــا تلاقينا وأحرزت النســاء
فلولا الفضل منا ما رجعتـم إلى عذارء شيمتها الحياء
فدونكــم ديـونا فاطلبـوهـــا وأوتـــارا ودونكــم اللقــاء
فأنا حيـــث لا يخفى عليكم ليوث حين يحتضر اللـواء
فقد أضحى لحي بني جناب فضاء الأرض والماء الرواء
نفينـــا نخـــوة الأعداء عنا بأرمــــاح أسنتهــــا ظمـاء
ولولا صبـــــرنا يوم التقينا لقينا مثل ما لقيت صــداء
غداة تضرعوا لبني بغيـض وصدق الطعن للنوكى شفاء
وأما حربه مع بكر وتغلب ابني وائل فكان سببها أن أبرهة حين طلع إلى نجد أتاه زهير فأكرمه وفضله على من أتاه من العرب ثم أمره على بكر وتغلب ابني وائل فوليهم حتى أصابهم سنة فاشتد عليهم ما يطلب منهم من الخراج فأقام بهم زهير في الحرب ومنعهم من النجعة حتى يؤدوا ما عليهم فكادت مواشيهم تهلك، فلما رأى ذلك ابن زيابة أحد بني تيم الله بن ثعلبة وكان فاتكا أتى زهيرا وهو نائم فاعتمد التيمي بالسيف على بطن زهير فمر فيها حتى خرج من ظهره مارقا بين الصفاق وسلمت أمعاؤه وما في بطنه وظن التيمي أنه قد قتله وعلم زهير أنه قد سلم فلم يتحرك لئلا يجهز عليه فسكت فانصرف التيمي إلى قومه فأعلمهم أنه قتل زهيرا فسرهم ذلك ولم يكن مع زهير إلا نفر من قومه فأمرهم أن يظهروا أنه ميت وأن يستأذنوا بكرا وتغلب في دفنه فإذا أذنوا دفنوا ثيابا ملفوفة وساروا به مجدين إلى قومهم ففعلوا ذلك فأذنت لهم بكر وتغلب في دفنه فحفروا وعمقوا ودفنوا ثيابا ملفوفة لم يشك من رآها أن فيها ميتا ثم ساروا مجدين إلى قومهم فجمع لهم زهير الجموع وبلغهم الخبر فقال ابن زيابة:
طعنـــة فـــــي غبــش الليـــــل زهيرا وقد توافى الخصوم
حيـــن يحمي له المواســم بكــر أين بكر وأين منها الحلوم
خانني السيف إذ طعنت زهيرا وهو سيف مضلل مشؤوم
وجمع زهير من قدر عليه من أهل اليمن وغزا بكرا وتغلب وكانوا علموا به فقاتلهم قتالا شديدا انهزمت به بكر وقاتلت تغلب بعدها فانهزمت أيضا وأسر كليب ومهلهل ابنا ربيعة وأخذت الأموال وكثرت القتلى في بني تغلب وأسر جماعة من فرسانهم ووجوههم فقال زهير في ذلك من قصيدة :
أين أين الفرار من حذر المـوت إذ يتــقـــــــون بالأســــــــــلاب ؟
إذ أســرنــــا مهلـهــلا وأخـــــاه وابن عمرو في القيد وابن شهاب
وسبينـــا مــن تغلب كل بيضـاء رقــــــود الضحى برود الرضاب
حيـــن يدعـــو مهلهــــلا يا لبكر هــــا أهذي حفيظــــــة الأحساب
ويحكــــم ويحكـــــم أبيح حماكم يا بنـــي تغلــــب أنا ابن رضاب
وهم هاربــــون في كـــل فــــج كشـــــريد النعـــام فوق الروابي
واستدارت رحى المنايا عليــهم بلـــيوث من عامــــر وجنــــاب
فهـــم بـــــين هـــارب لــيس يألو وقتيـــــــل معفـــــر في الـتراب
فضـــل العز عـــــزنا حين نسمو مثل فضل السماء فوق السحاب
وأما حربه مع بني القين بن جسر فكان سببها أن أختا لزهير كانت متزوجة فيهم فجاء رسولها إلى زهير ومعه صرة فيها رمل وصرة فيها شوك قتاد فقال زهير إنها تخبركم أنه يأتيكم عدو كثير ذو شوكة شديدة فاحتملوا فقال الجلاح بن عوف السحمي لا نحتمل لقول امرأة فظعن زهير وأقام الجلاح وصبحه الجيش فقتلوا عامة قوم الجلاح وذهبوا بأموالهم وماله ومضى زهير فاجتمع مع عشيرته من بني جناب وبلغ الجيش خبره فقصدوه فقاتلهم وصبر لهم فهزمهم وقتل رئيسهم فانصرفوا عنه خائبين ولما طال عمر زهير وكبر سنه استخلف ابن أخيه عبد الله بن عليم فقال زهير يوما: ألا إن الحي ظاعن فقال عبد الله: ألا إن الحي مقيم فقال زهير من هذا المخالف علي فقالوا: ابن أخيك عبد الله بن عليم فقال: أعدى الناس للمرء ابن أخيه ثم شرب الخمر صرفا حتى مات وممن شرب الخمر صرفا حتى مات عمرو بن كلثوم التغلبي وأبو عامر ملاعب الأسنة العامري.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|