أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2021
6292
التاريخ: 12-8-2019
2586
التاريخ: 5-2-2017
22421
التاريخ: 2023-06-11
2672
|
التعريف بالعرب:
العرب امة من الناس سامية الأصل (نسبة الى ولد سام ابن نوح)، منشؤها جزية العرب، وكلمة عرب لغويا تعني فصح وأعرب الكلام بينه. ومنها عرب الاسم العجمي أي نطق به على منهاج العرب وتعرب أي تشبه بالعرب، والعاربة هم صرحاء خلص(1).
يطلق لفظ العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل أهمها ان لسانهم كان اللغة العربية، وانهم كانوا من أولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب(2).
يختلف العرب عن الاعراب، فالعرب هم اهل الامصار والقرى، والاعراب هم سكان البادية. غير ان العلامة ابن خلدون استعمل لفظي العرب والاعراب بمعنى واحد، فاستخدم لفظ العرب في وصفه طبائع الاعراب ومعايشهم، فهم الذين يعيشون خارج المدن ويشتغلون برعي الابل ويتخذون من الخيام مساكن لهم، ويظعنون من مكان لأخر حسب مقتضيات حياتهم، وحياة انعامهم التي يتوقف معاشهم عليها وهم المقابلون لأهل الحضر وسكان الامصار(3).
قال رسول الله [صلى الله عليه وآله]في التعريف بالعرب ((يا أيها الناس، ان الرب واحد، والأب واحد، وان الدين واحد وليست العربية بأحدكم من اب ولا ام، وانما هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي)).
العرب شعب قديم، قدم الاجناس البشرية الأولى، فد وجد اسم العرب على اقدم النقوش المصرية القديمة. وذكر اسمهم على النقوش الفارسية أيضا بمعنى الامارات العربية التي كانت تنزل غربي الفرات، كما نجد عنهم إشارات كثيرة في النقوش الاشورية.
فمن اقدم النقوش المصرية الباقية عرفت كلمة (عامو) ومعناها البدو او الاسيويون، وهي تشير الى الاعراب البدو، الذين كانوا ينزلون حول مصر، كما كانت بلاد العرب الجنوبية على اتصال وثيق بلاد النوبة(4).
لما كانت بلاد العرب الشرقية تقع على حدود العراق، فقد عرف سكانها القدماء – وهم السومريون والبابليون جيرانهم العرب – خاصة ان بلاد عمان كانت المورد الرئيسي للنحاس السومري، وقد وجدت إشارات كثيرة عن بلاد العرب والشعب العربي على تمثال من حجر الديوريت للملك نارام – سن (حوالي 2400 ق. م)، وهو حفيد سرجون – اول ملوك السومريين(5).
اما على النقوش الاشورية فقد ذكر اسم العرب في نص كلمات الملك الاشوري شلما نصر الثالث – الذي قاد حملة ضد ملك دمشق الارامي وحلفائه من العرب سنة 854 ق. م، قال فيه: ((قرقر مدينته الملكية، انا دمرتها، انا ابدتها، انا حرقتها بالنار مع 1200 عربة حربية، 1200 فارس، 20,000 جندي لارام دمشق، 1000 لجند بو العربي))(6). والى جانب ذلك وردت فقرات غير قليلة في التواريخ الاشورية القديمة تشير الى العلاقات العربية الاشورية.
يذكر مؤرخو الفرس، ان قمبيز بن دارا مؤسس الإمبراطورية الفارسية مر بشمال بلاد العرب سنة 525 ق. م فعقد محالفة مع أهلها وهو في طريقه لغزو مصر(7). كان اسم العرب الذي ذكر في مواضع كثيرة من التوراة، يقصد به شيوخ شمال بلاد العرب وصحراء بلاد الشام، يتضح ذلك من عبارة ((ملوك بلاد العرب)) التي وردت في سفر ارمياء(8).
اما مؤرخو اليونان والرومان القدامى، فقد اطلقوا اسم العرب على سكان الجزيرة العربية كلها، بينما يضيف هيرودوت (ت 425 ق. م) اليها فلسطين وشبه جزيرة سيناء(9).
كذلك وجدت القاب الملوك القدماء على النقوش العربية القديمة وقد اضيف اليها لفظ (عربي)، فوجد في اثار العصر السبئي في جنوب الجزيرة العربية، نقش يقول: ((انا ملك حضرموت العربي)). الى جانب ان ابرهة – حاكم اليمن من قبل نجاشي الحبشة – اطلق اسم العرب في نقشه على اهل اليمن وسائر الجزيرة العربية(10).
كما اكتشف اسم العرب منقوشا على الاثار العربية الشمالية للدلالة على اتساع السلطان والنفوذ، فقد عثر على اقدم الكتابات المدونة في موضع ((النمارة))، وهو الحرة الشرقية من جبل الدروز، على شاهد قبر ملك عربي يدعى امرؤ القيس، ويرجع تاريخ النقش الى سنة 328 م، ويتألف من خمسة اسطر يقول فيها،
1- هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي نال التاج.
2- وملك الاسدين ونزارا وملوكهم، وهزم مذحج بقوته.
3- وقاد الظفر الى اسوار نجران مدينة شمر وملك معدا.
4- واستعمل ابناءه على القبائل، وكلهم فرسان للروم في القوة.
5- هلك سنة 223 بوم 7 من كسلول ليسعد ولده.
والتاريخ المدون على النص السابق بتقويم بصري، يقابل 7 ديسمبر سنة 328 م(11) وللنص أهمية تاريخية كبيرة، فهو اول نص عربي شمالي يرد فيه اسم ملك عربي، يجمع الجمع ويؤلف بين القبائل ويعين نفسه ملكا عليهم، وصاحب القبر هو امرؤ القيس بن عمرو احد ملوك الحيرة.
ومما تجدر الإشارة اليه ان المؤرخين اليونان استعملوا لفظ سراقينوس (sarakinos) للدلالة على اسم شعب كان يسكن بلا الشام او شبه جزيرة سيناء، ثم توسعوا في استعماله حتى شمل كل الشرقيين وصار اسم (Saracens) وهو تحريف للفظ اليوناني السابق، يطلق على جميع العرب والشرقيين بلا استثناء، وفي العصور الوسطى اطلق على العالم الإسلامي(12).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجمع اللغة العربية: المعجم الوجيز، القاهرة 1400 هـ، ص 411 – 412.
(2) الالوسي: بلوغ الارب في معرفة أحوال العرب، القاهرة 1924، جـ1، ص77.
(3) ابن خلدون: المقدمة، المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة، ص 149 – 152.
(4) محمد مبروك نافع: تاريخ العرب، عصر ما قبل الإسلام، القاهرة 1949، ص40.
(5) محمد مبروك نافع: عصر ما قبل الإسلام، ص42.
(6) محمد مبروك نافع: المرجع السابق، ص43.
(7) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، المجمع العلمي العراقي، جـ1، ص17 – 18.
(8) الكتاب المقدس: سفر ارمياء، 25: 24.
(9) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، جـ1، ص27.
(10) جواد علي: المرجع السابق، جـ2، ص142.
(11) جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، حـ3، ص 191 – 192.
(12) حسن إبراهيم: تاريخ الإسلام السياسي، مكتبة النهضة المصرية، 1969، حـ1، ص3.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|