أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-1-2017
2245
التاريخ: 2024-08-14
438
التاريخ: 2023-12-10
1064
التاريخ: 2024-01-17
944
|
حضارة العرب الأولى في شبه الجزيرة العربية
شيد العرب حضارة زاهرة قديما في الجنوب والشمال و كان لكل منهما طابعها الخاص الذي يميزها عن الثانية، غير أن هناك طابعا عاما للحضارة العربية يتضح لنا فيما يأتي:
1- الإدارة: -
أ- كان نظام الحكم في الجنوب ملكيا مقيدا في الغالب، يدلنا على ذلك قوله تعالى، حكاية -
عن بلقيس {قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ} [النمل: 32]، فالدولة يرأسها شخص (مكارب) يساعده مجلس استشاري.
ب- قسمت الدولة في الجنوب إلى مخالف "ولايات" والمخالف إلى محافد (نيابة الولاية) والمحفد على حصون، ورئيس المخالف "القيل" ينتخب من طرف السكان، ويساعده مجلس شيوخ (استشاري).
ج- اعتنت الدولة بالجيش كثيرا وزودته بأسلحة حديثة، كما عززت أسطولها التجاري بأسطول حربي.
د- وكذلك تقدمت نظم الإدارة في الشمال، خاصة في الدولة التدمرية، إذ كانت الإدارة ديمقراطية حازمة فكان فيها مجلسان (العشائري، الشيوخ) يساعدان الملك بجانب الولاة في الولايات.
2- العلوم والعمران: -
أ- اكتشف المعينيون الخط المعيني، وهم أول من اخترع الألفباء وعن طريق الفينيقيين انتقلت إلى الإغريق، وبالتالي إلى أوروبا.
ب- كما اكتشف الحميريون الخط المسند، وهو تطور للخط المعيني، وعدد حروفه 28 حرفا.
ج- ولعل أعظم ما خلد الأنباط في الشمال هو الخط النبطي، الذي تطور حتى أصبح على الشكل الذي نكتب به حاليا.
د- عرف العرب في الفلك تقسيم السنة وعرفوا الكسوف والخسوف، وفي الطب كانوا يعالجون المرض بالحشائش الطبية.
هـ - أما في الهندسة، فقد تقدموا تقدما عظيما، تدلنا على ذلك آثار المدن التي شيدوها، كمدينة البتراء عاصمة النبطيين، والتي نحتت في الصخر الصلد وازدانت بالقصور. وكذلك شيدوا القصور الضخمة في الجنوب، ومن أشهرها قصر غمدان قرب صنعاء، وقد بلغ ارتفاعه 100م كله من الرخام وسقف غرفته العليا كان من رخامة واحدة شفافة. وأكثر من هذا السدود العديدة التي شيدوها في اليمن وأشهرها (سد مآرب) أعجوبة هندسة الري. كل ذلك يدول على تقدم الحضارة العربية قديما، وعلى بعد نظر العرب وتفوقهم العلمي.
3- الحياة الاقتصادية: -
نظرا لاختلاف المناطق التي قامت فيها دول الشمال فقد اختلفت بعض الجوانب الاقتصادية خاصة في حضارتهم، وان كانت كلها تعتمد على التجارة، بل كانت عواصم هذه الدول عبارة عن مراكز تجارية. أما اليمن فقد ساعد موقعها الجغرافي ومناخها عل ازدهار الحالة الاقتصادية.
الزراعة:
ففي الزراعة نجدهم اعتنوا بها عناية كبيرة، ولكم تكن زراعتهم محصورة في السهول وحسب، بل أصلحوا السفوح الجبلية وزرعوها كذلك، إذ عرفوا المحراث واستعملوا الحيوانات لجره. كما اعتنوا بالري وأساليبه من سدود وقنوات وجداول. لذلك تنوعت المنتوجات الغذائية والتجارية.
الصناعة:
كانت الصناعة متقدمة تقدما عظيما، واكتسبت شهرة في الخارج، وأصبح يضرب المثل ببعضها، كالسيوف اليمنية ذات الشهرة العالمية. والأنسجة على اختلافها، ودباغة الجلود التي تدخل في صناعات كثيرة أهمها صناعة الدروع السميكة للجيش. هذا إلى جانب أدوات الزينة والحلي. وقد برع المناذرة خاصة في صناعة المنسوجات المطرزة بالذهب والأحجار الكريمة.
التجارة:
كنت رائجة ومربحة نظرا لأهميته الموقع التجاري الممتاز الذي تتمتع به شبه الجزيرة العربية، إذ كانت تربح من تجارتها الخاصة ومن تجارة المرور ذلك لسيطرة العرب على التجارة البحرية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي إلى القرن السادس الميلادي، وكانوا يتاجرون مع الشام والع ا رق ومصر شمالا، والهند الشرقية (اندونيسيا) والصين شرقا، وشرق إفريقيا لاسيما الحبشة والصومال. وساعدت تجارتهم الواسعة على نقل حضارتهم إلى أمم مختلفة والاستفادة مما عند هذه الأمم، وأهم السلع المتبادلة: الذهب، القصدير، العاج، التوابل، ريش النعام، الفضة، الأحجار الكريمة، البخور والعطور، الطيب، الحبوب، الزيتون ، الخمر، المنسوجات...الخ.
والجدير بالملاحظة انه في حين سيطرت مدن الجنوب على التجارة البحرية في الغالب، فإن مدن الوسط والشمال قد سيطرت على تجارة القوافل البرية.
4- الحياة الاجتماعية: -
عاش المجتمع العربي عيشة أرستقراطية نظرا لازدهار الاقتصاد الوطني، فكان مستوى الدخل الوطني كالفردي مرتفعا، ووسائل الراحة والكماليات متوفرة، لذلك عاش عيشة بذخ وترف، ونالت المرأة مكانة ا رقية في المجتمع، فهي تتمتع بحرية واسعة لا يحرسها إلا شرفها، فكانت تشارك الرجل في الإدارة والتجارة وغيرهما علاوة على قيامها بواجبي العائلي. وتدل الهدايا الثمينة التي قدمتها بلقيس ملكة سبأ إلى سيدنا سليمان في الشام على مدى تقدم المجتمع العربي ورقي صناعته، وهذا لا ينفي أن حياة الغزو والقتال فرضت على العرب أحيانا وأدتا بناتهم خوفا ... .
وكان التعاون قاعدة عامة لعرب الشمال والجنوب، يمدون المساعدة لبعضهم البعض ولمن احتاج إليها من الأجانب. وقد ظلت ال ا ربطة القبلية هي المسيطرة على العلاقات الاجتماعية بينهم، وبقي الولاء للقبيلة يسبق أي شعور سواه.
5- الديانة: -
كان العرب كغيرهم يعبدون عدة آلهة، وأقدس الآلهة عندهم: الشمس، والقمر، والكوكب عطارد، أما الآلهة الأخرى فكانت محلية ذات أهمية ثانوية. وفي العهد الحميري دخلت لشبه الجزيرة العربية الديانتان: اليهودية، والمسيحية، ولم يعتنقها إلا القليل من السكان، فبينما تمسكت الأغلبية الساحقة بالوثنية وعبادة الأصنام، استطاعت المسيحية أن تتغلغل بين الأنباط والتدمريين والغساسنة والمناذرة خاصة إلى أن ظهر الإسلام فاعتنقه الجميع أفواجا أفواجا.
الخلاصة
أ- حقق العرب حضارة راقية، ولاسيما في اليمن، فهم أول من اخترع الخط المعيني، والخط النبطي "أ. ب .ج" وهما أشهر الخطوط العالمية حاليا لذلك ازدهرت علومهم، ومنها الهندسة التي تنتصح لنا في بناء السدود والقصور.
ب- كان نظام الحكم عند العرب ديمقراطيا يقوم على أساس الشورى، واعتنوا بالجيش عناية كبيرة للمحافظة على استقلالهم وحماية التجارة في البر والبحر.
ج- تمتع المجتمع العربي القديم بحرية واسعة، وازدهار اقتصادي، وفر لهم الرخاء والرفاهية.
د- عبد العرب عدة آلهة، واعتنق بعضهم اليهودية، والمسيحية، إلى سنة 632 هـ، حيث دخلوا الإسلام.
|
|
لتجنب "بكتيريا قاتلة".. تحذير من أطعمة لا يجب إعادة تسخينها
|
|
|
|
|
الهند تنجح بإطلاق صاروخ باليستي من غواصة نووية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يطلق مشروع (حفظة الذكر) في قضاء الهندية
|
|
|