أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-24
1141
التاريخ: 2-11-2016
764
التاريخ: 3-11-2016
1184
التاريخ: 2-11-2016
792
|
ظلت معظم المدن السومرية تحت حكم أسراتها الحاكمة وإن خضعت لسلطان الأكديين أو غيرهم، وانتقل الحكم من أسرة إلى أخرى في المدن المختلفة, وظهر فيها بعض الحكام الأقوياء بين حين وآخر.
ومن أشهر هؤلاء الحكام "أوتو حيجال" مؤسس أسرة الوركاء الخامسة الذي أعلن الحرب على الجوتيين، وما أن بدأ كفاحه ضدهم حتى انضم إليه عدد من أمراء جنوب العراق فهزموا الجوتيين المكروهين لدى الجميع, وحاول ملكهم "تيرقان" الهرب؛ ولكن قبض عليه وسلم لقائد السومريين، ونهضت نيبور من جديد وأصبحت الوركاء على رأس دويلات المدن السومرية؛ إلا أن ذلك لم يستمر طويلًا؛ لأن "أورنمو" مؤسس الأسرة الثالثة في أور سرعان ما أعلن الثورة على "أوتو حيجال" وانتزع منه السيادة, وأعلن نفسه ملكًا على دولة سومر.
وكان أورنمو "Ur - Nummo" من قواده في أول الأمر؛ ولكنه استطاع أن يبرز في أور, وأن يمد نفوذه إلى ما وراء حدودها؛ فضم عددًا من المدن تحت سلطانه وأعلن نفسه ملكًا في أور على دولة سومر, وبذلك أسس أسرة أور الثالثة التي يعد عصرها "عصر أور الذهبي" لما ظهر فيه من تقدم ورخاء.
وقد قام أورنمو بإصلاحات كبيرة؛ فأعاد بناء ما تهدم من المعابد وأعاد حفر شبكة القنوات التي كانت تعتمد عليها ثروة البلاد، وقد عثر على نسخة من القانون الذي وضعه قبل قانون حمورابي بثلاثة قرون تقريبًا, ومن أهم الآثار التي تركها معبد أور المدرج المعروف باسم زقورات أور Ziggorat (1) وكان مبنيًّا باللبن في درجات يعلو بعضها البعض, تؤدي إلى الأماكن التي تعلو البناء, وقد ترك لنا أورنمو نقوشًا تبينه وهو يتعبد في المعبد كما تبين بعض مناظر عملية بنائه, وكان جوديا رابع أمير في أسرة لجش الثانية يعاصر "أورنمو" أو خلفه "شولجي"، وقد اشتهر هذا الأمير بأعماله العمرانية وتشجيع التجارة مع كثير من أقطار الشرق الأدنى مثل عيلام وسورية والأناضول, وقد عمل على رفاهية رعيته طوال مدة حكمه التي بلغت ثلاثين عامًا وكان تفانيه في خدمة الدين من الأسباب التي جعلته يترك آثارًا تفوق آثار غيره من أمراء المدن السومرية.
ولما مات أورنمو خلفه ولده "شولجي Chulgi" الذي سار على نهج والده في سياسة التعمير؛ ولكنه اهتم بمدينة "أريدو" التي كانت على شاطئ البحر وكانت تعتبر مقرًّا للإله "إنكي" إله الماء والبحار. وقد عثر على بعض اللوحات في مدينة لجش أمكن منها معرفة الكثير عن النظام الإداري في عهده وتبين أن الحكومة المركزية في أور كانت تشرف إشرافًا تامًّا على سائر شئون الدولة وفي مختلف أرجائها، وقد وصل نفوذه السياسي والحضاري إلى أمد بعيد حتى ليرى البعض أنه وصل إلى آسيا الصغرى وحوض البحر المتوسط؛ ولكن لا يوجد من الأدلة ما يكفي لإثبات ذلك.
ولما مات شولجي كان الرخاء والأمن سائدين؛ ولذا لم يجد خلفاؤه ما يوجب بذل جهود ضخمة، وكان هذا الرخاء في الواقع يحمل بين طياته نذير الاضمحلال.
_______
(1) أراد البعض مقارنته بالهرم المدرج وبمباني الهنود الحمر في المكسيك؛ إلا أن الوظائف المخصصة لكل من هذه المباني تختلف عن وظائف الأخرى، فالهرم المدرج عبارة عن مقبرة ملكية, أما زقورات أور ومباني الهنود الحمر المدرجة في المكسيك فهي عبارة عن معابد، والجزء الأساسي من الهرم المدرج هو حجرة الدفن التي تقع تحت سطح الأرض بأسفل الهرم, أما في زقورات أور ومعابد المكسيك فإن الجزء الأساسي هو الذي في أعلى البناء وهو الهيكل نفسه، وربما كانت الدرجات التي تؤدي إلى أعلى البناء في زقورات أور تغطى بالطمي لزراعة بعض النباتات.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|