المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6667 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الاحتياجات السمادية للخروع
30-11-2019
obstruent (adj./n.)
2023-10-19
عبادة أمنحتب الثالث.
2024-05-22
التصنيف حسب مرحلة النشأة للمدن – مرحلة المدينة الكبيرة
18/10/2022
نشاط أمنمحات الثالث في وادي الحمامات.
2024-02-18
The superposition principle
6-2-2021


الدولة الاكدية  
  
5298   11:15 صباحاً   التاريخ: 27-10-2016
المؤلف : دكتور حلمي محروس اسماعيل
الكتاب أو المصدر : الشرق العربي القديم وحضاراته
الجزء والصفحة : ص13-28
القسم : التاريخ / الامبراطوريات والدول القديمة في العراق / الاكديون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-10-2016 1087
التاريخ: 2023-12-27 926
التاريخ: 27-10-2016 6319
التاريخ: 26-10-2016 1044

الدولة الاكدية وعلاقتها بالسومريين(2350-2150ق.م)

ظهور الساميين وسط العراق وعلاقتهم بالسومريين:

كانت تعيش في المناطق المجاورة لبلاد السومريين جماعات بشرية متفرقة، شكلت بؤر توتر واضطرابات، زعزعت استقرار امبراطورية لوجال- زاجيزي السومرية .

وفي مقدمة هذه الجماعات البشرية (الاكاديون) الذين استقروا في مدينة اكاد وتقع على ضفة نهر الفرات وعلى بعد 200ميل الى الشمال الغربي من المدن السومرية وهؤلاء كانوا يتهيؤون لتسلم السلطة في بلاد ما بين النهرين.

وينسب الاكاديون في اصولهم الى الجماعات السامية التي نزحت من الجزيرة العربية الى الشام في حوالي عام 3000ق.م.

ومن الجماعات البشرية الاخرى, الجوتيون الذين قدموا من المناطق الجبلية الشمالية والشمالية الشرقية، واستقروا في اراضي ديالى احد روافد نهر دجلة, وهؤلاء قد تمكنوا عام 2150ق.م تحطيم الدولة الاكدية.

وكان الاكديون قد اضطروا للخضوع لحكم السومريين في الجنوب لمدة طويلة وذلك على اثر الحملات العسكرية العديدة التي جردها الملوك السومريون ضد مدينة كيش ومنطقتها لإخضاعها ولإخماد اية حركة مناوئة يقوم بها الاكاديون ضدهم.

وكان الاكاديون يتطلعون لتخليص انفسهم من نير الحكم السومري ولم تجد الحملات العسكرية نفعا مع مرور الزمن بسبب الامدادات البشرية المستمرة التي كانت تتدفق على الأكاديين في اواسط ما بين النهرين وترتبط معهم بصلات حضارية واواصر قبلية في بلاد الشام.

واخيرا تمكنت جماعات الأكديين من تحقيق اهدافها وانتزعت زمام القيادة من ايدي السومريين بزعامة (سرجون)ذي الشخصية الفذة الذي حيكت حوله الاساطير البطولية.

نشأة سرجون ثم استلامه السلطة في مدينة كيش وتأسيس الدولة الاكدية(2350-2294ق.م):

لم يكن سرجون من سلالة بيت ملكي وكانت ولادته ونشأته واستلامه السلطة في مدينة كيش موضوع اساطير مشهورة, مفادها انه ابن غير شرعي لإمرأة فقيرة كانت تهب نفسها لخدمة المعابد وكهنتها, وغير معروف ابوه, ووضعته امه سرا فبي مدينة ازوبيرانو على نهر الفرات ولكي تتخلص من العار وضعته في صندوق من قصب الغاب واغلقته بإحكام ثم رمت به في نهر الفرات فحملة التيار باتجاه الجنوب حتى التقطه بستاني يدعى (اكي) وقع نظره بطريق الصدفة على هذا الصندوق, فأنتشله من الماء .

وتروي هذه الاسطورة ان البستاني أكى حمله الى بيته واعتنى بتربية الطفل الذي وجده حيا, حتى اصبح شابا وعلمه مهنة البستنه مثله, وعن طريق هذا البستاني التحق بقصر الملك في كيش كخادم واخذ يترقى حتى صار ساقيا للملك اور-زابابا اخر ملوك كيش وما لبث ببراعته وقوة شخصيته ان اصبح سيد القيصر كله.

وبعد قليل تمكن سرجون من التخلص من هذا الملك الضعيف وتسلم منه مقاليد الامور وجلس على عرش مدينة كيش. واصبح الملك وصاحب السلطان الكبير.

وتضفي الاسطورة مسحة دينية على توليه السلطة في مدينة كيش فتجعله حبيبا للالهة(عشتار) (ويقابلها انين السومرية) التي سلمته مقاليد الحكم على الاكاديين والجماعات الاخرى المتحالفة ضد السومريين الذين كان يطلق عليهم (ذوي الرؤوس السود) وكانت تربط بينهما اواصر القربى والجوار .

وقد تناولت الاجيال اللاحقة هذه الاسطورة ونسجت شعوب كثيرة بعد هذا العصر خيوط اساطير مماثلة حول نشأة وولادة شخصيات مشهورة في تاريخها مثل (موسى)عند الاسرائيليين و(بيزويس)عند الاغريق و(كيروش)عند الفرس.

حروب سرجون التوسعية وزحفه على البقاع الشمالية والمدن السومرية الجنوبية, وتأسيس الدولة الاكادية الموحدة:

بعد تأسيس الدولة الاكادية اندفع سرجون في طموحه الى التوسع لضم المزيد الاراضي والمدن الى دولته ولكنه وجه اهتمامه اولا ناحية الشمال حيث يقيم الجوتيون الذين سكنوا في مناطق المرتفعات الشمالية بجبال زاجروس, وقد عرفوا بشدتهم في القتال وكانوا على الدوام مصدر خطر جسيم على سكان الاقاليم بوجه خاص.

وفي طريقه اكتسح سرجون كل البقاع الواقعه شمالي اكاد فأستولى على مدينة آشور وضم السهل الشمالي كله، ووصل الى الجوتيين وهزمهم في موطنهم الاصلي.

فلما استقرت الامور من جهة الشمال اتجه سرجون نحو الجنوب بعد ان تزايدت حدة التناقضات بينه وبين الملك السومري لوجال- زاجيزي وتوترت العلاقات فيما بينهما .

وحتى ذلك الوقت لم ينسى الاكاديون تدمير الحكام السومريين لمهد عابدهم في كيش وسيبار والاستيلاء على كنوزها وتقديمها هدية لالهتهم السومرية وخاصة في نيبور واوروك.

وكان الملك لوجال-زاجيزي يتوقع الصدام مع سراجون في اقرب وقت . وقد اتخذ سرجون من المعاملة السيئة التي قوبل بها مبعوثوه الى بلاد الملك السومري ذريعة لإعلان الحرب على لوجال- زاجيزي .

ولم يلبث ان تشكل حلف ضد الملك الاكادي الطموح بقيادة لوجال-زاجيزي , ضم 50من الامراء السومريين، كما تذكر بعض الروايات.

وقد اسفرت المعارك الحربية بنى الجانبين عن هزيمة قوات الحلف السومري ووقع قائده اسيرا في يد سرجون, الذي اقتاده في (قفص كالحيوان...وعرضه امام الاله اليل ليهزأ به الشعب ويحتقره)(1).

وبعد ذلك تابع سرجون زحفه على المدن السومرية مثل اوروك واوما واور ولاجاش واسرعت المدن الاخرى التي افزعها انتصاراته، الى اعلان الطاعة والولاء له، واستمر سرجون في زحفه حتى وصل الى (ساحل البحر الاسفل ... وغسل سيفه الملطخ بدماء الاعداء في مياه البحر...).

وبذلك فقد خضعت لسرجون كافة المدن السومرية والمناطق الشمالية، واصبح السيد المطلق في البلاد بلا منازع, ونجح في انشاء دولة موحدة ضمت جميع المدن المستقلة وطلق على نفسه لقب (ملك انحاء العالم الاربعة) واستمرت هذه الدولة بضعة اجيال بعد وفاة مؤسسها .

وهكذا تمكنت العناصر الشمالية الاكدية التي يمثلها سرجون من فرض سيطرتها للمرة الاولى على بلاد ما بين النهرين, ولا يعني ذلك وقوع فتح اجنبي, بعد ان استقرت هذه العناصر وانتشرت لغتها منذ قرون في جهات الفرات الاوسط والمناطق المجاورة. وقد بدأت النقوش الملكية والوثائق التجارية تكتب باللغة الاكادية السامية.

ومما ساعد على استمرار الدولة الاكدية لفترة طويلة السياسة التي اتبعها سرجون لاكتساب ولاء اتباعه وعامة الشعب .

ويروى ان سرجون (اسكن اهل قصره على ثلاثة و ثلاثين ميلا وحكم شعوب جميع البلاد)(2).

ويستفاد من القسم الاول من هذه العبارة ان سرجون كان يوزع قطعا من الاراضي المخصصة للمعابد على اتباعه بدون مراعاة للأساس المحلي القديم المتعلق بحقوق ملكية الارض.

ويبدوا ان سرجون قد انشا حاشية خاصة, مستغلا رابط العصبية القبلية ولم يكن يعتمد على ولاء واخلاص سكان المدن التي استولى عليها كعادة الفاتحين الاخرين.

كما ان سرجون قد حاول اكتساب ولاء عامة الشعب ويبدو ذلك من تعديل نص القسم او اليمين الذي يحلفه طرفان عند عقد أي اتفاق بينهما اذا اضيف اسم الملك الى جانب اسم الالهة في هذا القسم ويعني ذلك التزام الملك بتأييد حق الطرف المتضرر اذا جرى خرق الاتفاق وحنث الطرف الاخر باليمين.

وفي السابق لم يكن للقاضي اية سلطة لتنفيذ قراراته وانما كان واجبه ان يوفق بين الطرفين المتنازعين، او يرضيهما .

ومن الخطوات التي اتخذها سرجون لتوحيد البلاد ادخال تقويم موحد في البلاد وقبل ذلك كان لكل مدينة تقويم خاص بها يتضمن اسماء الشهور والاعياد الخاصة.

ومنذ عهد سرجون حرص الملوك الاكاديون على الاحتفاظ بدولة موحدة ومركزية وكان ذلك يستدعي احكام السيطرة على الحدود لمجابهة اي عدوان هناك ومع ذلك فأن ظاهرة فردية المدن لم تمح على الاطلاق وفي بعض الفترات كانت الاعتبارات المحلية تسيطر على الاعتبارات القومية وكان يحدث عند تولي كل ملك في الدولة الاكادية ان تقوم الثورة في انحاء البلاد يقصد العودة الى الاستقلال الذاتي المحلي الذي سائدا من قبل.

ولكن انصار الاتحاد كانوا يؤيدون النظام الجديد الذي فرضه الملوك الاكاديون ويجمع بينهم الشعور بالانسجام القومي، وكانت عبارة (الشعب ذو الراس الاسود) التي اطلقها عليهم السومريون تدل على انهم يشكلون وحدة جنسية.

كما ان الالهيين انليل واتوا بصفه خاصة كانا يعبدان في جميع انحاء البلاد. غير ان هذا الشعور القومي لم يكن له تاثير في حالة اندلاع الثورات, او اثناء الهجمات الخارجية والغزوات التي تعرضت لها الدولة الاكادية فيما بعد.

تأسيس عاصمة جديدة (اكاد) للدولة الاكادية واستقلالها الروحي عن السومريين:

مع ان مدينة كيش كانت تشكل مركزا هما لتجمع الجماعات الاكادية والعناصر المتحالفة معها, فقد هجرها سرجون بعد قليل وبنى عاصمة جديدة لملكته بالقرب من مدينة سيبار وذلك في حوالي 2340ق.م, واطلق عليها اسم الدولة الاكادية.

وكان سرجون يرى ان العاصمة الجديدة بحاجة الى قوى روحية تنبع من اتجاهات الجماعات البشرية الجديدة المتحالفة، وتتماشى مع الافكار الدولة الجديدة وقياداتها وتكون مختلفة عن القوى التي يقدسها السومريين, اعداؤه التقليديون.

وقد وجد سرجون في عبادة الهة جماعاته الاكاديين وحلفائهم ما يمهد للاستقلال الفكري عن السومريين. ولذلك جعل عاصمته الجديدة مقرا للالهة الاكادية عشتار ومدينة سيبار مركزا لعبادة الاله شمش وهو الاله القومي للجماعات المتحالفة مع الاكاديين.

حروب سرجون الخارجية وتأسيس الامبراطورية الاكادية:

بعد ان استقرت الاوضاع الداخلية في بلاد (سومر واكاد) بدأ سرجون تنفيذ المرحلة الثانية من مخططة التوسعي.

وقد اتجه سرجون في البدائية نحو الشرق فجرد حملة عسكرية ضد عيلام التي كانت مصدر خطر دائم يهدد الاراضي السومرية فهاجمها بطريق البر والبحر وقهر امرائها ثم هاد الى عاصمتها اكاد بغنائم وفيرة وعلى اثر ذلك اصبحت هذه البلاد خاضعة لدولة ما بين النهرين القوية لعدة قرون لاحقة.

وبعد ذلك شن سرجون حروبا تأديبية ضد الجماعات الجبلية التي كانت تسكن في المناطق الشمالية الشرقية من اراضي اكاد والحق بها الهزيمة, وامن بذلك حدوده الشمالية لفترة طويلة.

ثم انتقل سرجون الى تنفيذ المرحلة الثالثة من بناء امبراطوريته الفتية. فبدأ بمهاجمة جماعات العموريون الذين كانوا يقطنون الى الغرب والشمال الغربي من دواته، فأخضع دويلاتهم لسلطانهم بالرغم من ان بعضها كان متحالفا معه اثناء صراعه ضد السومريين.

وبعد ذلك تابع سرجون زحفه نحو الغرب حتى وصل الى اواسط سورية ومنها وصل الى شواطئ البحر المتوسط التي سميت في الكتابات الملكية (بلاد مغرب الشمس حتى نهايتها...).

وتذكر بعض الروايات ان(سرجون ركب البحر, وكان ثلاث مرات في الغرب وغزا البلاد ووحدها, واقام تماثيل في الغرب وجلب الى البلاد اسرى على البحر وفي البحر...)(3)

وفي ذلك اشار الى سرجون خاض مع جيشه البحر المتوسط(بحر مغرب الشمس) ونزل على سواحل احدى الجزر الهامة الاهلة بالسكان وربما كانت هذه الجزيرة قبرص او جزيرة ارواد وغير معروف ذلك وجه التحديد.

وبذلك تمكن سرجون من ضم القسم الاكبر من سوريا الحالية الى دولته، والتي تعتبر امتدادا طبيعيا لها من الغرب.

وبعد ان عاد سرجون الى عاصمته اكاد استعد للقيام بعمل بطولي لم يقدم على تنفيذه اي ملك سابق, فقد اجتاز جبال طوروس وسفوح الاناضول الجنوبية ووصل الى اواسط وشرق اسيا الصغرى, وفي طريقة استولى على بلاد ماري وبارموتي والبلاد الاخرى حتى جبال طوروس.

وفي هذا الصدد يقول سرجون (ان الاله انليل اعطاني البلاد العليا مائر (ماري) وبارموتي والبلاد الاخرى حتى جبال الارز والفضة(جبال زاجروس))(4).

وجاء في الكتابات الملكية, عن الاسباب المباشرة التي دفعت الملك الاكادي سرجون الى اجتياز جبال طوروس وتحمله مع جيشه المشاق والمخاطر اثناء عبور الوديان السحيقة في الجبال, ان وفدا من سكان المستوطنات التجارية التى تنتمي الى الاشوريين, وهم من الجماعات الاصلية في بلاد ما بين النهرين, واقاموا هذه المستوطنات في منطقة كبادوكيا(قيصرية) بأواسط اسيا الصغرى, قد قدموا الى سرجون في عاصمته اكاد واستنجدوا به ضد اعدائهم في مدينة بورشخندا, وعلى اثر ذلك توجه سرجون بجيشه الى الاناضول لنصرة هذه الجماعة, واستغرقت حملته هذه ثلاث اعوام متواصلة وامر بنقش رسمه على نصب تذكاري في نهاية الحدود التي اخضعها في هذه المنطقة وذلك تخليدا لانتصاراته وتمجيدا لأعماله البطولية.

واثناء غيابه عن عاصمته اندلعت ثورات ضده في شمال بابل, وفي بلاد سبارتو, ولكنه تمكن من اخمادها بمنتهى العنف والقسوة, ودمر المدن واحرق الحقول والمزارع, لدرجة انه(لم يعد بامكان الطيور ان تجد لها مأوى فيها) على حد قوله في بعض كتبه.

اهم المخلفات الفنية والانجازات الداخلية لسرجون:

عثرت بعثة فرنسية في مطلع القرن الحالي في مدينة (سوسا)العيلامية على بعض المخلفات المادية لسرجون, ومن اهمها نصبها التذكاري من حجر الديوريت, يبلغ ارتفاعه حوالي 50سم، ومحفوظ حاليا في متحف اللوفر بباريس وهذا النصب التذكاري كان ضمن غنائم الحرب التي حصل عليها الملك العيلامي (شو نروك- ناخونتي)في حربه ضد بابل في عام 1190ق.م ويشتمل هذا النصب التذكاري على مشاهد منقوشة تصور الملك في الجزء الاسفل الملك سرجون وهو يتقدم مجموعة من الجنود ويرافقه خادم يحمل مظلة في يده, ونقش الى جانبه لقبه(شاروكين) وفي الجزء الاعلى نقشت صور مجموعة من الاسرى عراة ومكبليين بالأغلال كما يتضمن هذا النصب مشهد لكلب وصقر يلتهمان جثث القتلى من الاعداء .

ويوجد نصب تذكاري اخر نقشت عليه صورة الملك سرجون وبيده صولجان وشبكة مليئة بالأسرى والقتلى في احدى معاركه .

اما منجزات سرجون الداخلية فكانت تهدف لتوفير المواد التموينية في البلاد في اوقات السلم, ولسد احتياجات جيشه النظامي اليومية ولدعم بناية الدولة.

ومن هذه المنجزات شق قنوات جديدة للري واصلاح القنوات القديمة. كما ادخل سرجون طريقة جديدة للموازين والمقاييس لاستخدامها في الاغراض المختلفة.

اهم خلفاء سرجون :       

 ريموش(2294-2287ق.م):

عقب وفاة سرجون بعدان قضى في الحكم 56عاما, خلفه على العرش ابنه(ريموش) ولم يستمر في الحكم سوى سبع سنين.

وكانت الثورات المتلاحقة التي اندلعت في انحاء الامبراطورية الاكادية, منذ اواخر عهد سرجون قد زعزعت استقرارها فكانت الامبراطورية تضم شعوبا متناقضة في العادات والتقاليد والاديان وفي اللغات, وفي بعض اجزائها سعت هذه الشعوب الى الانفصال عن الامبراطورية .

ويصف ريموش في اقاليم الامبراطورية عند اعتلائه العرش قائلا:(نهضت جميع البلدان التي خلفها والدي ولم يبقى احد مخلص لي)(5).

وكان الجيش النظامي المدرب الذي دربه سرجون هي المؤسسة الوحيدة التي بقيت على ولائها للعرش ووقف الى جانب ريموش في محنته العصيبة, فاستخدمه كأداة طيعة في اخضاع شعوب المناطق الثائرة في الامبراطورية, ابتداء من عيلام.

وفي بداية حكم ريموس اعلن العصيان حاكم عيلام ابال-حاماش, وتمكن ريموش من سحق حركة التمرد والقى القبض على الملك العيلامي واقتاده اسيرا (امام سيده اله الشمس) في مدينة سيبار وقام ريموش بإذلال مدن عيلام وخرب اسوارها(واخضع عيلام للاله انليل).

وبعد ذلك اتجه ريموش للقضاء على المتمردين في المدن السومرية, وتذكر احد الكتابات ان(ريموش ملك كيش, خاض المعركة ضد اور واما , وصرع 8040 رجلا واقتاد بيده 5460 اسيرا, واسر كاكوج ملك اور, واقتاد 57000 من سكان مدن سومر وخرب مدنهم واسوارها, ودمر مدينة كاسالو وعندما نهضت ضده خلال عودته, وصرع خلال هذه المعركة ضد كاسالو 12650رجلا واسر 5864 واستولى على جميع مدن عيلام ودمر اسوارها(6).

ويبدوا ان ريموش خاض حربا ضد عيلام التي انتقضت من جديد، اثناء اخضاعه للمدن السومرية المتمردة.

سياسة رموش الداخلية:

حاول رموش التقرب الى الشعب السومري، برغم استخدامه العنف في قمع حركات التمرد التي ظهرت بينهم فاستخدم اللغة والكتابة السومرية الى جانب اللغة والكتابة الاكاديين في تصريف شؤون الدولة.

ويعود ذلك غالبا الى حاجته الى مهارة السومريين التجارية وبراعتهم في تصريف الشؤون الاقتصادية.

ومراعاة لشعور الشعب السومري، امر ريموش بنقش كتابة تعبر عن مشاعره الودية على تمثال من الرصاص, قدمه كهدية للالهة انليل.

اغتيال ريموش عام 2287ق.م وتولى ما نيشتوسو العرش:

غير معروف على وجه التحديد دوافع اغتيال ريموش عام 2287ق.م, وفي مؤمراة دبرت ضده في بلاطه الملكي.

وتشير دلائل الاحداث بعد استلام اخيه مانيشتوسو الحكم الى وجود سببين رئيسيين لاغتياله, اولهما, تفاقم الخلافات الشخصية حول السلطة في داخل البلاط الملكي, وثانيهما، اختلاف الرأي بين افراد حاشية ريموش حول السياسة الداخلية, ومواقفه المتشددة من المدن السومرية وتخريبه المدن التي قامت بحركة العصيان وتخريب معابدها.

مانيشتوسو وسياسته الداخلية وحروبه الخارجية (2287- 2272 ق.م):

اتبع مانيشتوسو سياسة مخالفة لسياسة اخيه ريموش وابيه سرجون ،مما يؤكد وجود جناح قوى في البلاد الملكي الأكادي، مؤيد للسومريين، فمنذ تولى مانيشتوسو العرش اخذ يتقرب الى السومريين والى العيلاميين ايضا واغدق المنح والهدايا على معابدهم، كما اعفى اوقاف وداخل بعضها من الضرائب ،وعلى اثر ذلك تميز عهده بالسلام بوجه عام، ولم تنشب ثورات ضده في الأراضي السومرية والاكادية والعيلامية ،ولكن مانيشتوسو اضطر الى خوض بعض الحروب الخارجية ،وتشير الى ذلك الكتابات التي امر بنقشها على بعض مخلفاته المادية، وعثر عليها في مدينة سوسا وسيبار، وجاء في احداها ان ((32)ملكا من مدن ما وراء البحر تحالفوا ضده) وهذه المدن تقع خارج بلاد ما بين النهرين وعيلام، فركب مانيشتوسو البحر, واعاد اخضاعها لسيطرة الدولة الاكادية, ولكن توجد مبالغة في عدد هؤلاء الملوك.

النشاط الاقتصادي لمانيشتوسو ومخلفاته المادية والفنية:

ساد النظام الإقطاعي في عهد مانيشتوسو ،وساهم هو فيه شخصيا ’فقد جاء في الكتابة التي امر بتدوينها على مسلة من حجر الديوريت ،ونصت في مدينة سيبار ،ان الملك اشترى عقارات وأراضي زراعية واسعة في اربع مدن منها كيش واوما . وكان مانيشتو سو يعتمد في عقد هذه الصفقات التجارية ،على ابن اخيه، واحكام وامراء عدد من المدن السومرية. وفي عهد مانيشتوسو ايضا ازدهر فن النحت وتطور ،ويوجد من عهده ثلاثة تماثيل لشخصه ،عثر على اثنين منهما في مدينة سوسا العيلامية ،احدهما من حجر الديوريت ،والاخر من الحجر الكلسى الابيض ،وهما محفوظان حاليا في متحف اللوفر بباريس، والتمثال الثالث نحت من حجر الديوريت، وعثر عليه في مدينة اشور، وهوضمن مقتنيات متاحف الدولة في برلين الشرقية حاليا .وهذه التمائيل توكد استقلال الفن الاكادي عن الفن السومري.

  نارام _ سن (2272-2235 ق .م):

بعد وفاة مانيشتوسو عام 2272 ق.م, تولى العرش ابنه نارام _سن ,وهو اشهر الملوك الاكاديين بعد جده سرجون مؤسس الامبراطورية الاكادية, واصبح مثله بطلا اسطوريا . وقد عرفت اخباره من مجموعة النصوص التي عثر عليها في مدينة لاجاش , وضمن محتويات مكتبة الملك الأشوري اشور _ بانيبال وتشير بعض هذه الكتابات الى الظروف الصعبة التي تولى فيها نارام _ سن العرش ,فقد اندلعت الثورات ضده في جميع انحاء الامبراطورية , والتي سبق اسلافه ان غزوها واعادوا اخضاعها لسلطانهم .

حروب نارام-سن لقمع الثورات في انحاء الأمبراطورية الاكادية:

وكادت هذه الثورات ان تقوض اركان الامبراطورية الاكادية ,لولا تصدى نارام-سن لقمعها بمنتهى القسوة والعنف ,سواء في المناطق الجبلية الشمالية , او العيلامية الشرقية , اوفي البقاع الشمالية الشرقية, والشمالية الغربية ,اوفي جزيرة ((تلمون)).

وقد امر نارام _سن بإقامة نصب تذكاري في مدينه سيبار, تخليدا لذكرى انتصاراته على  القبائل الجبلية التي كانت تسكن في المقاطعات المجاورة للحدود الشرقية والشمالية الشرقية من حدود دولته ,وتتحفز للإغارة عليها . وكان هذا النصب التذكارى ضمن المخلفات التي عثرت عليها البعثة الفرنسية في سوسا العيلامية ,ومحفوظ حاليا في متحف اللوفر .

وقد نحت هذا النصب التذكارى من الحجر الرملي, بارتفاع حوالى مترين, وعرض حوالي متر, وتتحدث الكتابة الباقية عليه عن الحملة التي قادها نارام-سن لتأديب هذه القبائل الجبلية، ونقشت الى جانبها مشاهد تصور وتعبر عن انتصاراته في على هذه القبائل الشرسة ومطاردته فلولها في اعالي الجبال الوعرة المسالك وفي مضايق سحيقة.

وفي هذا النصب التذكاري صورة الملك بجسم ضخم وبقرنيين مثبتين في خوذته ويمثلان شعار الالوهية في ذلك العصر, وفي الصورة يظهر نارام – سن وهو يدوس بقدمه اليسرى على جثتين من اعدائه القتلى, واصاب بسهمه عدوا اخر بينما يقف احد جنود الاعداء يلتمس العفو منه.

كما تصور اللوحة جانبا من المعركة التي نشبت بين العناصر الجبلية وجنود الاكاديين, ويزيين المشهد العام بقرصين للشمس رمزا للاله القومي شمش.

وبالقرب من ديار بكر في شمال سورية, اقام نرام –سن تمثالا لشخصه تخليدا لانتصاره على سكان المناطق الشمالية الغربية من دولته كما شيد حصنا في تلك براك لحماية هذه المناطق.

ضم نارام- سن لأراضي ماجان والملوحة لإمبراطوريته:

واكبر انجاز حققه نرام- سن ووسع الامبراطورية الاكادية, هو غزوه اراضي(ماجان) وبلاد (الملوحة) وغير معروف على وجه التحديد, موقعا هاتين المنطقتين.

ويرى بعض الباحثين ان ماجان قد تكون في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية, الذب يعتبر مصدرا هاما لحجر الديوريت, الذي تحتاج اليه بلاد ما بين النهرين .

وفي كتابات الاشوريين فيما بعد ذكرت ماجان على انها ارض مضر. وتذكر كتابات من عهد نارام- سن وخلفه شاركا ليشاري, ان الاكاديون كانوا يستوردون من الملوحة حجر الفيروز وتراب الذهب.

وفي التسمية البابلية ان ملوحة تعني ارص كوش أي (النوبة).

وربما يقصد ممن التعبيرين الاشوري والبابلي عن موقعي ماجان وملوحة ان مصر وبلاد النوبة كانتا ضمن سيطرة الامبراطورية الاكادية في عهد نارام- سن وقد يكون في عهده معاصرا لفترة الفوضى والاضمحلال التي سادت مصر قبل تأسيس الدولة الوسطى المصرية.

وبوجه عام, فان حدود الامبراطورية الاكادية كانت قد امتدت الى شواطئ البحر الاحمر الاسيوية في عهد نارام- سن صارت اكبر امبراطورية عرفها العالم القديم حتى ذلك الوقت.

انهيار الامبراطورية الاكادية :

بعد وفاة نارام- سن عام 2235ق.م خلفه في الحكم ولده شاركا شري، وكان ضعيفا الى حد ما في مواجهة ثورات الشعوب التي اندلعت في انحاء الامبراطورية , تبغي الاستقلال عنها.

ومع ان شاركا شري نجح في اخضاع مدينة اوروك والمدن السومرية الثائرة الاخرى، كما اخضع القبائل العمورية في غرب الفرات, الا انه قد فقد السيطرة على اواسط وجنوب بلاد الشام.

وقد ركز شاركا شري في عام 2210ق.م, تعاقب على عرش الامبراطورية الاكادية ستة ملوك استمر حكمهم مدة ستين عاما.

وهؤلاء الملوك قد انشغلوا بالصراع في داخل البلاط من اجل الاستئثار بالسلطة وانصرفوا عن محاربة اعداء الامبراطورية المتربصين بها على حدودها وضمن مناطقها.        

غارات الجويتين وانهيار الامبراطورية الاكادية :

استغلت قبائل الجويتين القاطنين في المناطق الجبلية في شمال شرق البلاد ضعف الامبراطورية, وانقضت على السهول الخصبة في وسط وجنوب بلاد ما بين النهرين في طريقها الى العاصمة اكاد في اسوأ هجوم عرفته البلاد خلال تاريخها الطويل وقضى بذلك على حكم الامبراطورية الاكادية.

وقد وصف احد الكتاب القدامى فظائع الجويتين التي علقت في اذهان الناس لعدة اجيال متتالية بقوله :

(انهم وحوش الجبال الذين فتكوا بالناس وسلبوا النساء من ازواجهن والاطفال من امهاتهن, واذين اغتصبوا الحكم  وقضوا على سومر بعد ان حملوا كنوزها معهم الى الجبال)(7).

وقد نهب الجويتين الشرسون المعاندون المعابد وقصور والملوك ومنازل السكان, ودمروا العاصمة اكاد واضرموا فيها النار واسروا كثيرا من الناس وقتلوا من حاول مقاومتهم.

كما خربوا الحقول واتلفوا المحاصيل الزراعية وجفت بسببهم قنوات الري, وجاء في ابتهال من احد السومريين الى الاله نينورتا من اضطهاد وهمجية هؤلاء المتوحشين ان(البلاد في ايدي اعداء قساة سيقت الالهة الى الاسر, واثقل كاهن السكان بالضرائب وجفت الاقنية وشبكات الري, واصبح نهر دجلة غير صالح لعبور السفن, ولم يعد بالإمكان ري الحقول, ولم تعط الحقول محاصيلها(8).

وتذكر بعض الكتابات من عصر الكلدانيين, ان الجويتين قد خربوا معبد الربة انونيت في مدينة سيبار ونقلوا تمثالها الى ارابشا في مناطق اعالي نهر الزاب الجبلية.

ويتحدث نص ديني يعود الى زمن متأخر وعصر السلوقيين, عن الآلام التي قاستها مدينتا اوروك واكاد ومستوطنات عديدة اخرى في البلاد اثناء هجمات الجويتين......

________

(1) د. توفيق سليمان: نفس المرجع, ص121

(2) L.W.King. Chronicles Coneerning Early Babylonian Kings. Tom.2.p.5

(3) د. توفيق سلمان: دراسات في حضارات غرب اسيا القديمة، ص 123.

(4) د.  توفيق سلمان: المرجع السابق, ص124.

(5) د. سليمان توفيق: نفس المرجع, ص127.

(6) د. سليمان توفيق, نفس المصدر.

(7) د. محمد ابو المحاسن عصفور: معالم تاريخ الشرق الادنى القديم, ص358.

(8) مورتجات, وتعريب سليمان وابو عساف: تاريخ الشرق الادنى القديم, ص103.

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).