الاهمية الاجتماعية للميزانية العامة: ان اهمية الموازنة من الناحية الاجتماعية تظهر من خلال تأثيرها في اعادة توزيع الدخل بين الطبقات الاجتماعية المختلفة عن طريق فرض ضرائب تصاعدية مباشرة على ذوي الدخول المرتفعة وتوجيه حصيلتها لتمويل بعض اوجه الانفاق الذي تستفيد منه الطبقات الاجتماعية الفقيرة وذلك لتحقيق العدالة الاجتماعية قدر الامكان(1).

كذلك يمكن ان تكون الموازنة اداة مهمة لمعالجة بعض الامراض الاجتماعية، وذلك بفرض ضرائب مرتفعة على المشروبات الروحية والسكائر، كما يمكن ان تكون الموازنة العامة اداة للتقشف في الازمات الاقتصادية، وذلك بوسائل مختلفة منها زيادة نسبة الضرائب على المواد الكمالية والخدمات الترفيهية. او قد يكون القصد من الضرائب العالية تحقيق اهداف بيئية كالضرائب على المحروقات الخاصة بمحركات السيارات والمولدات بغية التقليل من استخدامها والتوجه الى استخدام النقل العام للتقليل من الاضرار البيئية.

كما يمكن ان تكون الموازنة اداة مهمة لرفع المستوى الثقافي العلمي والتربوي والصحي الذي تعود فائدته في النهاية على جميع افراد المجتمع, ويكون ذلك بعدة وسائل منها تقليل الضرائب او الغائها نهائيًا على الادوية والمستلزمات الطبية والمدرسية والكتب والبحوث وغيرها.

من هنا فإن اهمية الموازنة بالغة جدا في السياسة الاجتماعية للحكومة اذ تهدف الى اعادة توزيع الثروات بين طبقات المجتمع المختلفة، وذلك تهدف التقليل من الفوارق الطبقية ومساعدة الفقراء والمحرومين واتاحة الفرصة للأفراد من اجل التمتع بحياة افضل في جميع النواحي الصحية والتربوية والتعليمية ومختلف اوجه الحياة الاجتماعية.

______________________________

1- د. عادل فليح العلي وآخرون، اقتصاديات المالية العامة، دار الكتب الموصل، العراق، ١٩٨٩. ص ٢٧٧