أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
4974
التاريخ: 9-06-2015
5001
التاريخ: 2024-07-30
483
التاريخ: 17-12-2015
4897
|
قال تعالى : {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ} [الواقعة : 41].
ذكر سبحانه أولا ما أعده للسابقين من الأجر العظيم ، ثم ما أعده لأصحاب اليمين من رحمة وثواب ، ويذكر في الآيات التي نحن بصددها ما يقاسيه أصحاب الشمال من ألوان العذاب ، منها انهم {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ} [الواقعة : 42]. تلفحهم ريح ساخنة محرقة تنفذ إلى داخل الجسم فتسمم اللحم والدم ، ويشربون ماء يغلي في البطون {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} [الواقعة : 43] . ويطلق اليحموم على الأسود البهيم من كل شيء ، وعلى الدخان الكثيف ، ويصح المعنى على أحدهما وعليهما معا {لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ } [الواقعة : 44] . اليحموم ظل ، ولكنه لا يجلب بردا ولا يدفع حرا تماما كالمستجير من الرمضاء بالنار .
{إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } [الواقعة : 45]. طغوا وبغوا على عباد اللَّه وبلاده ، وسلبوا ويهبوا أقوات الخلائق وأرزاقهم ، وتنعموا بها كما يشتهون من لباس أنيق ، وطعام هني ، وشراب سائغ ، ومسكن فاره ، فكان جزاؤهم عند اللَّه عذاب الحريق ، وشراب الحميم ، وطعام الزقوم ، وريح السموم ، وظل من يحموم ( وكانُوا
يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) . قيل : المراد بالحنث العظيم الذنب العظيم ، وهو الشرك ، وغير بعيد ان يكون الحنث إشارة إلى إصرارهم على الأيمان الكاذبة بأنه لا بعث ولا جزاء كما حكى سبحانه عنهم ذلك في الآية 38 من سورة النحل :
« وأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ » . وقسمهم هذا نتيجة لشركهم ، وعليه يصح تفسير الحنث العظيم بالشرك .
{وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} [الواقعة : 47، 48] .
قالوا ساخرين : أينقلب التراب إنسانا ؟ . ونسوا ان اللَّه خلقهم من تراب ثم من نطفة { قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ } [الواقعة : 49، 50] . قل لهم يا محمد : أجل ، ان اللَّه يجمع غدا الخلائق لنقاش الحساب ، وجزاء الأعمال ، ولو تركهم سدى بلا رادع ولا سائل لكان ظالما وعابثا . . تعالى اللَّه عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وتقدم مثله مرارا ، منها في الآية 5 من سورة الرعد ج 4 ص 378 والآية 49 من سورة الإسراء والآية 81 من سورة المؤمنون .
{ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ} [الواقعة : 51] . ضلوا عن طريق الهدى ، فكذبوا بالحق ، ونازعوا بالجهل ، فكان جزاؤهم ومصيرهم {لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} [الواقعة : 52، 53] . ونعترف بأنّا نجهل حقيقة هذه الشجرة ، وما أكثر ما نجهل . .
ولكنا على علم اليقين بأنها تشير إلى سوء العذاب ، وقد شبه سبحانه طلعها برؤوس الشياطين في الآية 62 من سورة الصافات . انظر ج 6 ص 304 { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ} [الواقعة : 54]. طعامهم أمرّ من العلقم وأنتن من الجيف ، وشرابهم آجن ساخن {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة : 55] وهي الإبل المصابة بالاستسقاء أو داء العطش لا يرويها شيء {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ } [الواقعة : 56] . هذا إشارة إلى حال أصحاب الشمال ، ويوم الدين يوم القيامة ، والنزل ما يعد للنازل من مأكل ومشرب ، وهو شر نزل طعاما وشرابا ولباسا وفراشا . . وفوق ذلك تغلّ الأيدي إلى الأعناق ، وتقترن النواصي بالأقدام . . نعوذ باللَّه من سوء العاقبة والمصير .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
أولياء أمور الطلبة يشيدون بمبادرة العتبة العباسية بتكريم الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|