أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 17-4-2019
![]()
التاريخ: 17-4-2019
![]() |
وضع الكلمة تحت أسبق حروفها(1)
الجمهرة لابن دريد:
سار ابن دريد في معجمه الجمهرة على الترتيب الألفبائي العادي، ووضع الكلمات تحت أسبق حروفها في الترتيب الهجائي ولكن عقد نظامه أن المؤلف اتبع المنهج الآتي:
-1 قسم أبينة الكلام إلى ثنائي وثلاثي ورباعي وخماسي وسداسي(2) ولفيف، وبدأ بهذا التقسيم. ولم يكتف بهذه القسمة السداسية فعقد الموضوع بتقسيمات فرعية، فالثنائي تحته:
أ- ثنائي صحيح مثل أبب وأزز.
ب- ثنائي ملحق ببناء الرباعي وهو المكرر أو الذي ضعف فيه حرفان مثل زل زل.
جـ- ثنائي ممثل وما تشعب منه مثل باء وثوي "اعتبر الهمزة من حروف العلة". والثلاثي تحته:
أ- ثلاثي صحيح مثل ب ك ل.
ب- ثلاثي يجتمع فيه حرفان مثلان ب ت ت.
جـ- ثلاثي عين الفعل منه أحد حروف اللين مثل باب.
د- ثلاثي معتل الآخر ب ت "و - ا - ي".
وهكذا. وقد تتبع الدكتور عبد السميع أبواب الجمهرة فحصرها في سبعة عشر بابًا(3).
ص203
-2 رتب الكلمات تحت كل باب على الترتيب الهجائي العادي. لأنه اعتبر الترتيب الصوتي مسلكًا وعرًا لا يقدر على السير فيه إلا المتخصصون، يقول: "وقد ألف أبو عبد الرحمن بن أحمد الفراهيدي كتاب "العين" فأتعب من تصدى لغايته، وعنى من سما إلى نهايته، ... ولكنه -رحمه الله- ألف كتابه مشاكلًا لثقوب فهمه وذكاء فطنته وحدة أذهان أهل دهره، وأملينا هذا الكتاب والنقص في الناس فاش"(4)، ويقول: "وأجريناه على تأليف الحروف المعجمة، إذ كانت بالقلوب أعبق، وفي الأسماع أنفذ، وكان علم العامة بها كعلم الخاصة"(5).
-3 اتبع نظام التقليبات كالخليل. ومعنى هذا أننا لا نجد الكلمة تحت حرفها الأول، وإنما تحت أسبق حروفها في الترتيب الهجائي مهما كان مكان هذا الحرف. فكلمة عبد توجد في الباء لأنها أسبق الحروف في الترتيب، وكلمة سمع توجد تحت السين وهكذا.
ويوجد بين العين والجمهرة وجها شبه رئيسيان هما:
-1 التقسيم الكمي.
-2 التقليب.
كما يوجد بينهما وجها خلاف رئيسيان هما:
-1 الترتيب الصوتي في العين، والهجائي في الجمهرة.
-2بدء العين بمرحلة الترتيب الهجائي "الصوتي" ثم تقسيم كل حرف تقسيمًا كميًّا، أما الجمهرة فتبدأ بالتقسيم الكمي، ثم تقسم كل نوع إلى أبواب بعدد حروف الهجاء.
وهناك جملة مآخذ أخذت على ابن دريد منها:
-1 التكرار حيث جعل قسمًا للثنائي الصحيح، وهو ما ضعف فيه الحرف الثاني مثل أزز، ثم جعل قسمًا للثلاثي يجتمع فيه حرفان مثلان في أي موضع، وذلك يشمل الثنائي الصحيح وزيادة.
ص204
-2 اعتباره الهمزة من أحرف العلة.
-3 من أبوابه باب سماه اللفيف(6) وهو يضم الكلمات التي جاءت على أوزان قليلة. وقد حشدها بدون ترتيب وبعضها سبق توزيعه على الأبواب.
-4 في أبواب الثلاثي الصحيح نجده يذكر أمثلة للثلاثي المعتل مثل: ب ن و - ب وهـ مع أن للمعتل بابًا خاصًّا به.
-5اعتباره تاء التأنيث أحيانًا من بنية الكلمة وعدها ضمن حروفها ومن ذلك ذكره كلمة "عجة" في مادة ج ع هـ وقال: "العجة ضرب من الطعام عربية صحيحة". وحقها أن تذكر في الثنائي الصحيح. والغريب أن ابن دريد ذكرها مرة ثانية في "باب من الثلاثي يجتمع فيه حرفان مثلان في أي موضع". ومن ذلك ذكره كلمة "ثبرة" في الرباعي وتعليله ذلك بأن الهاء لازمة. بل ذكره كلمات ثلاثية لا تلزمها التاء في قسم الرباعي مثل "جلبة" و "جنبة"(7).
-6 مناقضته اسم معجمه وما نبه عليه في المقدمة من إيثاره للجمهور من كلام العرب، وتجاهله للوحشي والمستنكر، فأكثر من الألفاظ الغربية، حتى انفرد بأشياء لم ترد في معاجم غيره. ويتضح ذلك من مراجعة المادة اللغوية التي احتواها المزهر للسيوطي في الفصل الخاص بمعرفة الضعيف والمنكر والمتروك من اللغات، فمعظمها مأخوذ من الجمهرة(8).
ص205
-7 وأخطر من هذا، تلك التهمة التي ألصقها به الأزهري وذلك في قوله: "وممن ألف في عصرنا الكتب فوسم بالافتعال وتوليد الألفاظ ... وإدخال ما ليس من كلام العرب في كلامها أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد وتصفحت كتاب "الجمهرة" له فلم أره دالًّا على معرفة ثاقبة وعثرت منه على حروف كثيرة أنكرتها ولم أعرف مخارجها"(9).
-8ويبدو أن معظم أخطاء ابن دريد قد نتجت عن عدم خبرته بعلم الصرف وفي ذلك يقول ابن جني: "وأما كتاب "الجمهرة" ففيه أيضًا من اضطراب التصنيف وفساد التصريف ما أعذر واضعه فيه لبعده عن معرفة هذا الأمر. ولما كتبته وقعت في متونه وحواشيه جميعًا من التنبيه على هذه المواضع ما استحييت من كثرته. ثم إنه لما طال على أومأت إلى بعضه وأضربت ألبتة عن بعضه"(10).
ويبدو أن ابن دريد كان يحس بالنقص في عمله ويعتذر بأنه أملى الكتاب ارتجالًا "لا عن نسخة، ولا تخليد في كتاب قبله. فمن نظر فيه فليخاصم نفسه بذلك فيعذر إن كان فيه تقصير أو تكرير"(11).
ولكننا من ناحية أخرى نجد من العلماء من يشهد له ويقدمه على منافسيه. يقول المسعودي: "وكان ابن دريد ببغداد ممن برع في زماننا هذا في الشعر، وانتهى في اللغة، وقام مقام الخليل بن أحمد فيها، وأورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين"(12). ويقول
ص206
أبو الطيب اللغوي: "هو الذي انتهى إليه علم لغة البصريين. وكان أحفظ الناس وأوسعهم علما وأقدرهم على الشعر. وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في خلف الأحمر وابن دريد"(13).
ويدافع عنه السيوطي قائلا: "معاذ الله هو بريء مما رمى به، ومن طالع الجمهرة رأي تحريه في روايته. ولا يقبل فيه طعن نفطويه لأنه كان بينهما منافرة عظيمة"(14).
وكانت وفاة ابن دريد عام 321 هـ عن نيف وتسعين سنة. وكان قد أصيب بالفالج على رأس التسعين ثم شفي ثم أصيب به مرة ثانية.
وقد طبع معجم الجمهرة في حيدر آباد بالهند عام 1344 هـ في ثلاثة مجلدات ألحق بها مجلد خاص للفهارس. وقد قام على تصحيحه رجلان هما الشيخ محمد السورتي والمستشرق الألماني فريتس كرنكو.
ويبدو أن تعقد منهج "الجمهرة". وتمسك ابن دريد بنظام التقليبات برغم طرحه لترتيب الخليل الصوتي كانا من أسباب انصراف المعجمين عن اتباع نظام "الجمهرة". ولذا يقف ابن دريد وحده دون أتباع أو مريدين(15).
ص207
مثالا تطبيقيان على معجم الجمهرة:
المثال الأول: للبحث عن كلمة "ربابة" في الجمهرة:
الجذر: ربب.
القسم: الثنائي.
الباب: الباء.
المادة: ب ر.
التقليبات: ب ر - ر ب.
المثال الثاني: ترتيب الكلمات الآتية حسب ورودها في معجم الجمهرة:
علقم - سبابة - ابتلاء - توبيخ - دلال - عصفور - دقيق - انبثاق - ركود - شتيمة.
-1 معجم الثنائي بعد التجريد: "سبب - دلل - دقق".
مجموعة الثلاثي الصحيح: [بثق - ركد - شتم] .
مجموعة الثلاثي المعتل: [بلو - وبخ] .
مجموعة الرباعي: [علقم - عصفر] .
-2 ترتيب كل مجموعة حسب أسبق الحروف.
أ- سبب - دلل - دقق.
ب- بثق - شتم - ركد.
جـ- بلو - وبخ.
د- عصفر - علقم.
-3 ترتيب ما اتفق أسبق الحروف فيه حسب المادة:
أ- ب س - د ق - د ل.
ص208
"ب" ب ث ق - ت ش م - د ر ك.
جـ- ب خ و - ب ل و.
د- ر ص ع ف - ع ق ل م.
-4 الترتيب النهائي:
سبابه - دلال - دقيق- انبثاق - شتيمة - ركود - ابتلاء - توبيخ - عصفور - علقم.
ص209
__________
)1) أسبق حروفها في الترتيب الهجائي مهما كان موضعه في الكلمة.
(2) عبر عنه بقوله: هذه أبواب ألحقت بالخماسي بالزوائد التي فيها - وبقوله: الملحق السداسي - وبقوله: السداسية وإن كان الأصل غير ذلك. وذكر له الأمثلة الآتية: سحنكك ومبرنشق ... إلخ.
(3) المعاجم العربية، ص 55.
)4) الجمهرة 1/ 3.
(5) المرجع السابق.
(6) قال: وسميناه لفيفًا لقصر أبوابه والتفاف بعضها إلى بعض.
(7) هذه المآخذ وردت في المعاجم العربية للدكتور عبد السميع ص 59 وما بعدها. وجلبة الجرح القطعة الرقيقة من الجلد التي تركبه عند البرء.
أما الجنبة فهي علبة تتخذ من جلد جنب البعير.
(8) الجرح: ص 43.
(9)1/31 .
(10) المزهر 1/ 93 ثقلا عن الخصائص.
(11) الجمهرة 3/ 268.
(12) وفيات الأعيان 3/ 448.
(13) مراتب النحويين ص 84.
(14) المزهر 1/ 93.
(15) ولكن هذا لم يمنع تأليف بعض الكتب حوله مثل: فائت الجمهرة لأبي عمر الزاهد، وجوهرة الجمهرة للصاحب بن عباد، وشرح شواهد الجمهرة لأبي العلاء المعري.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|