المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02



التلازم بين الخوف و الرجاء  
  
2095   05:20 مساءاً   التاريخ: 7-10-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج1 , ص280 -283.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2019 3259
التاريخ: 7-3-2021 2071
التاريخ: 6-1-2021 2207
التاريخ: 21-5-2021 2064

الرجاء ارتياح القلب لانتظار المحبوب ، و هو يلازم الخوف ، إذ الخوف عبارة عن التألم من توقع مكروه ممكن الحصول ، و ما يمكن حصوله يمكن عدم حصوله أيضا ، و ما كان حصوله مكروها كان عدم حصوله محبوبا ، فكما أنه يتألم بتوقع حصوله يرتاح ليتوقع عدم حصوله أيضا ، فالخوف عن شي‏ء وجودا يلزمه الرجاء عدما ، و عنه عدما يلزمه الرجاء وجودا.

وقس عليه استلزام الرجاء للخوف ، فهما متلازمان ، و إن أمكن غلبة أحدهما نظرا إلى كثرة حصول أسبابه.

و إن تيقن الحصول أو عدمه لم يكن انتظارهما خوفا و رجاء ، بل سمي انتظار مكروه أو انتظار محبوب.

ثم كما أن الخوف من متعلقات قوة الغضب ، و أن الممدوح منه من فضائلها ، لكونه مقتضى العقل و الشرع ، و باعثا للعمل من حيث الرهبة ، فكذا الرجاء متعلق بها و من فضائلها ، لكونه مقتضاهما و باعثا للعمل من حيث الرغبة.

إلا أن الخوف لترتبه على ضعف القلب يكون أقرب إلى طرف التفريط ، و الرجاء لترتبه على قوته يكون أقرب إلى طرف الإفراط ، و إن كان كلاهما ممدوحين.

ثم لا بد أن يحصل أكثر أسباب حصول المحبوب حتى يصدق اسم الرجاء على انتظاره ، كتوقع الحصاد ممن ألقى بذرا جيدا في أرض طيبة يصلها الماء.

وأما انتظار ما لم يحصل شي‏ء من أسبابه فيسمى غرورا و حماقة ، كتوقع من ألقى بذرا في أرض سبخة لا يصلها الماء.

وانتظار ما كان أسبابه مشكوكة يسمى تمنيا ، كما إذا صلحت الأرض و لا ماء.

وتفصيل ذلك : أن الدنيا مزرعة الآخرة ، و القلب كالأرض ، و الإيمان كالبذر، و الطاعات هي الماء الذي تسقى به الأرض ، و تطهير القلب من المعاصي و الأخلاق الذميمة بمنزلة تنقية الأرض من الشوك و الأحجار و النباتات الخبيثة ، و يوم القيامة هو وقت الحصاد.

فينبغي أن يقاس رجاء العبد (المغفرة) برجاء صاحب الزرع (التنمية) ، و كما أن من ألقى البذر في أرض طيبة ، و ساق إليها الماء في وقته ، و نقاها الشوك و الأحجار، و بذل جهده في قلع النباتات الخبيثة المفسدة للزرع ، ثم جلس ينتظر كرم اللّه و لطفه مؤملا أن يحصل له وقت الحصاد مائة قفيز مثلا ، سمى انتظاره رجاء ممدوحا ، فكذلك العبد إذا طهر أرض قلبه عن شوك الأخلاق الردية و بث فيه بذر الإيمان بماء الطاعات ، ثم انتظر من فضل اللّه تثبيته إلى الموت و حسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة ، كان انتظاره رجاء حقيقيا محمودا في نفسه.

وكما أن من تغافل عن الزراعة و اختار الراحة طول السنة ، أو ألقى البذر في أرض سبخة مرتفعة لا ينصب إليها ماء ، و لم يشتغل بتعهد البذر و إصلاح الأرض من النباتات المفسدة للزرع ، ثم جلس منتظرا إلى أن ينبت له زرع يحصده ، سمي انتظاره حمقا و غرورا.

كذلك من لم يلق بذر الإيمان في أرض قلبه ، أو ألقاه فيه مع كونه مشحونا برذائل الأخلاق منهمكا في خسائس الشهوات و اللذات ، و لم يسق إليها ماء الطاعات ، ثم انتظر المغفرة ، كان انتظاره حمقا و غرورا.

وكما أن من بث البذر في أرض طيبة لا ماء لها ، و جلس ينتظر مياه الأمطار حيث لا تغلب الأمطار، و إن لم يمتنع أيضا ، سمي انتظاره تمنيا.

كذلك من ألقى بذر الإيمان في أرض قلبه ، و لكنه لم يسق إليه ماء الطاعات و انتظر المغفرة بلطفه و فضله ، كان انتظاره تمنيا.

فإذن ، اسم (الرجاء) إنما يصدق على انتظار محبوب تمهدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد ، و لم يبق إلا ما ليس يدخل تحت اختياره ، و هو فضل اللّه تعالى بصرف القواطع و المفسدات.

فالأحاديث الواردة في الترغيب على الرجاء و في سعة عفو اللّه و جزيل رحمته و وفور مغفرته ، إنما هي مخصوصة بمن يرجو الرحمة و الغفران بالعمل الخاص المعد لحصولهما   وترك الانهماك في المعاصي المفوت لهذا الاستعداد.

فاحذر أن يغرك الشيطان و يثبطك عن العمل و يقنعك بمحض الرجاء و الأمل , و انظر إلى حال الأنبياء و الأولياء و اجتهادهم في الطاعات و صرفهم العمر في العبادات ليلا و نهارا ، أما كان يرجون عفو اللّه و رحمته؟ بلى و اللّه! إنهم كانوا أعلم بسعة رحمة اللّه و أرجى لها منك و من كل أحد ، و لكن علموا أن رجاء الرحمة من دون العمل‏ غرور محض و سفه بحت فصرفوا في العبادات أعمارهم و قصروا على الطاعات ليلهم و نهارهم.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.