أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2021
2040
التاريخ: 1-4-2022
2027
التاريخ: 23-3-2021
2712
التاريخ: 30-9-2016
2190
|
هو استعظام نفسه لأجل ما يرى لها من صفة كمال ، سواء كانت له تلك الصفة في الواقع أم لا و سواء كانت صفة كمال في نفس الأمر أم لا ، و قيل : « هو إعظام النعمة و الركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم » و هو قريب مما ذكر، و لا يعتبر في مفهومه رؤية نفسه فوق الغير في هذا الكمال و هذه النعمة ، و بذلك يمتاز عن الكبر، إذ الكبر هو أن يرى لنفسه مزيّة على غيره في صفة كمال ، و بعبارة أخرى هو الاسترواح و الركون إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه ، فالكبر يستدعى متكبرا عليه و متكبرا به.
والعجب لا يستدعى غير المعجب ، بل لو لم يخلق الإنسان إلا وحده تصور أن يكون معجبا ، و لا يتصور أن يكون متكبرا ، إلا أن يكون مع غيره و هو يرى نفسه فوق ذلك الغير في صفة الكمال و لا يكفي أن يستعظم نفسه ليكون متكبرا، فإنه قد يستعظم نفسه ، و لكن يرى في غيره أعظم من نفسه أو مثل نفسه فلا يتكبر عليه ، فهو معجب و ليس متكبرا و لا يكفي أن يستحقر غيره ، فإنه مع ذلك لو رأى نفسه أحقر أو رأى غيره مثل نفسه لم يكن متكبرا ، بل المتكبر هو أن يرى لنفسه مرتبة و لغيره مرتبة ، ثم يرى مرتبة نفسه فوق مرتبة غيره.
والحاصل : أن العجب مجرد إعظام النفس لأجل كمال أو نعمة ، و إعظام نفس الكمال و النعمة مع الركون و نسيان إضافتهما إلى اللّه , فإن لم يكن معه ركون و كان خائفا على زوال النعمة مشفقا على تكدرها أو سلبها بالمرة ، أو كان فرحا بها من حيث أنها من الله من دون إضافتها إلى نفسه لم يكن معجبا ، فالمعجب ألا يكون خائفا عليها ، بل يكون فرحا بها مطمئنا إليها فيكون فرحه بها من حيث إنها صفة كمال منسوبة إليه ، لا من حيث إنها عطية منسوبة إلى اللَّه تعالى , و مهما غلب على قلبه أنها نعمة من اللَّه مهما شاء سلبها زال العجب.
ثم لو انضاف إلى العجب - أي غلب على نفس المعجب - أن له عند اللَّه حقا ، و أنه منه بمكان و استبعد أن يجري عليه مكروه ، و كان متوقعا منه كرامة لعمله ، سمي ذلك (إدلالا) بالعمل فكأنه يرى لنفسه على اللَّه دالة فهو وراء العجب و فوقه إذ كل مدل معجب ، و رب معجب لا يكون مدلا ، إذ العجب مجرد الاستعظام و نسيان الإضافة إلى اللَّه من دون توقع جزاء على عمله ، و الإدلال يعتبر فيه توقع الجزاء بعمله ، إذ المدل يتوقع إجابة دعوته و يستنكر ردها بباطنه و يتعجب منه ، فالإدلال عجب مع شيء زائد.
وعلى هذا ، فمن أعطى غيره شيئا ، فإن استعظمه و من عليه كان معجبا ، و إن استخدمه مع ذلك أو اقترح عليه الاقتراحات و استبعد تخلفه عن قضاء حقوقه كان مدلا عليه و كما أن العجب قد يكون مما يراه صفة كمال و ليس كذلك العجب بالعمل قد يكون بعمل هو مخطئ فيه و يراه حسنا ، كما قال سبحانه :
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } [فاطر : 8] .
وقال أبو الحسن (عليهما السلام ) -: « العجب درجات : و منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا ، فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا.
ومنها أن يؤمن العبد بربه ، فيمن على اللَّه - عز و جل - و للَّه عليه فيه المن».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|