المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



طرافة سبك القران وغرابة أُسلوبه  
  
2391   03:49 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص248-253.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

 جاء القرآن بسبكٍ جديد وأُسلوبٍ فريد ، كان غريباً على العرب ، لا هو نثر كنثرهم ، ولا شعر كشعرهم ، ولا فيه شيء من هذر السجّاع ، ولا تكلّفات الكهّان ، وإن كان قد جمع بين مزايا أنواع الكلام ، واشتمل على خصائص أنحاء البيان ، فيه طلاقة النثر واسترساله البديع ، وأناقة الشعر وسلاسته الرفيع ، وجزالة السجع الرصين ، وهذا عجيب !

قال الإمام كاشف الغطاء : تلك صورة نظمه العجيب وأُسلوبه الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها ، ولم يوجد قبله ولا بعده نظير ، ولا استطاع أحد مماثلة شيء منه ، بل حارت فيه عقولهم ، وتدلّهت دونه أحلامهم ، ولم يهتدوا إلى مثله في جنس كلامهم من نثر أو نظم أو سجع أو رجز أو شعر ... هكذا اعترف له أفذاذ العرب وفصحاؤهم الأوّلون (1) .

قال عظيم العرب وفريدها الوليد : يا عجباً لِما يقول ابن أبي كبشة ، فو الله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي جنون ، وإنّ قوله لمن كلام الله (2) .

وقال ـ ردّاً على مَن زعم أنّه من الشعر ـ : فو الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار منّي ، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة منّي ، ولا بأشعار الجنّ ، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا .

ثُمّ قال : ووالله إنّ لقوله الذي يقول حلاوة ، وإنّ عليه لطلاوة ، وإنّه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنّه ليعلو وما يُعلى ... وفي رواية الإصابة زيادة : ( وما هذا بقول بشر ) ، وفي نسخة الغزالي : ( وما يقول هذا بشر ) (3) .

ولمّا سمع عتبة بن ربيعة ـ وكان سيّداً في العرب ـ آياً من مفتتح سورة فصّلت ، قرأها عليه النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) وسلّم أتى معشر قريش ، فسألوه ، ما وراءك ؟ قال : ورائي أنّي قد سمعت قولاً ، والله ما سمعت مثله قطّ ، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة (4) .

وهكذا أنيس به جنادة ، لمّا بعثه أبو ذر ليستخبر من حالة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) وسلّم وكان من أشعر العرب ، فلمّا رجع قال : لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر ( أي أوزانه ) فما يلتئم على لسان أحد بعدي ( أي غيري ) أنّه شعر ، والله إنّه لصادق ، وإنّهم لكاذبون (5) .

إلى غيرها من كلمات تنمّ عن رفيع شأن هذا الكلام الإلهي الخالد ... وقد مرّت (6) .

وتوضيحاً لهذا الجانب من إعجاز القرآن البياني ـ في سبكه وأُسلوبه ـ نقول : لا شكّ أنّه نثر ، لا كنثرهم ، أمّا من حيث اللفظ فإنّه رُصّع على أحسن ترصيع ، ورُصفت كلماته وجمله وتراكيبه على أجمل ترصيف ، فيه جمال الشعر ووقار  النثر وإجادة السجع الرصين ، مع قوّة البيان ورشاقة التعبير ، من غير أن يعتريه وهن أو ضعف ، في طول كلامه وتعدّد بياناته .

وهكذا من حيث المعنى ، جاء بمعانٍ جديدة كانت مهجورةً أو مطموسةً ، فأحياها من جديد ، وأبان من مراميها ، وألقى الضوء على فلسفة الوجود وسرّ الحياة في المبدأ والمعاد ، فجاء بمعارف جليلة وتعاليم نبيلة ، أنار بها درب الحياة بما أذهل القلوب وأبهر العقول وأحار ذوي الألباب .

وفي ذلك يقول العلاّمة محمّد عبد الله درّاز : أًسلوب القرآن لا يعكس نعومة أهل المدينة ولا خشونة أهل البادية ، وزن المقاطع في القرآن أكثر ممّا في النثر وأقلّ ممّا في الشعر ، وأنّ نثره ينفرد ببعض الخصائص والميزات ، فالكلمات فيه مختارة ، غير مبتذلة ولا مستهجنة ، ولكنّها رفيعة رائعة معبّرة ، الجمل فيها ركّبت بشكل رائع ، حتى أنّ أقلّ عدد من الكلمات يعبّر عن أوسع المعاني وأغزرها ، إنّ تعابيره موجزة ، ولكنّها مدهشة في وضوحها ، حتى أنّ أقلّ حظّاً من التعلّم يستطيع فهم القرآن دونما صعوبة ، وهناك عمق ومرونة في القرآن  ممّا يصلح أن يكون أساساً لمبادئ وقوانين العلوم والآداب الإسلامية ومذاهب الفقه وفلسفة الإلهيات (7) .

وفي أُسلوب القرآن نجد أنّه وضع لبعض الألفاظ معاني جديدة ، وخاصّة ما اتّصل منها بالفقه الإسلامي ، كما استحدث ألفاظاً جديدة وأعرض عن ألفاظ ، فمنع استعمال مدلولاتها وأعاض عنها بغيرها ، وخاصّة وحشيّ اللفظ ... .

كذلك أبطل سجع الكهّان وطوابع الوثنية ، وأضعف فنون الفخر والاستعلاء والهجاء ، وطبع الحوار بطابع السماحة وإقامة الحجّة والبحث عن الدليل ، وأحلّ الإيجاز محلّ الإسهاب ، والحكمة مكان الإطالة ، وترك في الأُسلوب العربي الإسلامي طابعه الوسيط السمح ، وأعطاه جزالةً وسلاسةً وعذوبةً ووضوحاً ... ذلك  أنّ القرآن رقّق القلوب وأفسح للعقول مجال النظر والفكر (8) .

والآن فإليك بعض التوضيح عن قوافي الشعر وأوزانه ، والكلام عن تكلّفات الأسجاع القديمة ، ممّا تحاشاه القرآن الكريم :

الشعر : كلام ذو وزن وتقفية ، قد سُبك على نظام خاصّ ، ومتقيّد بقافية خاصّة ، على أنواعها الخمسة المعروفة التي ذكرها الخليل (9) .

وهذا النظم تشرحه البحور المقيسة التي هي الأوزان الشعرية التي كانت عليها العرب ، إلاّ ما شذّ ، وقد أنهاها الخليل بن أحمد الفراهيدي إلى خمسة عشر بحراً ، هي :

( الطويل ، المديد ، البسيط ، الوافر ، الكامل ، الهزج ، الرجز ، الرمل ، السريع ، المنسرح ، الخفيف ، المضارع ، المقتضب ، المجتثّ ، المتقارب ) .

ولكلّ بحر أصل وفروع يشرحها علم العروض (10) .

قال السكّاكي : وهذه الأوزان هي التي عليها مدار أشعار العرب ، بحكم الاستقراء لا تجد لهم وزناً يشذّ عنها ، اللّهمّ إلاّ نادراً (11) .

والقافية ـ عند الخليل ـ : من آخر حرف في البيت ، إلى أَوّل ساكن قبله ، مع المتحرّك الذي قبل الساكن . مثل ( تابا ) في قوله : ( أقلّي اللومَ عاذِلَ والعِتابا ) فيجب أن تجري القصيدة في جميع أبياتها على نفس المنوال .

قال السكّاكي : ولابدّ في القافية ـ على رأي الخليل وقد رجّحه ، لوقوفه على أنواع علوم الأدب نقلاً وتصرفاً واستخراجاً واختراعاً ورعايةً في جميع ذلك حقّ رعايته ـ أن تشتمل على ساكنين ، فيستلزم لذلك خمسة أنواع :

أحدها : أن يكون ساكناها مجتمعين ، ويُسمّى : ( المترادف ) .

ثانيها : أن يكون بينهما حرفان متحرّكان ، ويُسمّى : ( المتواتر ) .

ثالثها : أن يكون بينهما حرفان متحرّكان ، ويُسمّى : ( المتدارك ) .

ورابعها : أن يكون بينهما ثلاثة أحرف متحرّكات ، ويُسمّى : ( المتراكب ) .

وخامسها : أن يكون بينهما أربعة أحرف متحرّكات ، ويُسمّى ( المتكاوس ) .

ثُمّ ذكر أنّ للمترادف 17 موقعاً ، وللمتواتر 21 موقعاً ، وللمتدارك 11 ، وللمتراكب 8 وللمتكاوس موقع واحد ، فهذه 58 موقعاً لأنواع القافية الخمسة .

ثُمّ القافية لاشتمالها على حرف الرويّ ـ ( وهو : الحرف الآخر من حروف القافية إلاّ ما كان تنويناً أو بدلاً من التنوين أو كان حرفاً إشباعيّاً مجلوباً لبيان الحركة ) ـ تتنوّع إلى ستة أنواع :

الأَوّل : القافية المقيّدة ، وهي ما كان رويّها ساكناً ، نحو قوله : ( وقاتم الأعماق خاوي المخترق ) ، وحركة ما قبل الرويّ المقيّد يُسمّى : ( توجيهاً ) .

الثاني : القافية المطلقة ، وهي ما كان رويّها متحركاً ، نحو قوله : ( قِفا نبكِ مِن ذكرى حبيبٍ ومنزلٍ ) ، ويُسمّى حركة الرويّ : ( مجرى ) .

الثالث : القافية المردفة ، وهي ما كان قبل رويّها ألفٌ ، مثل ( عماداً ) أو واو أو ياء مدّتين ، نحو ( عمود ) و( عميد ) ، أو غير مدّتين ، مثل ( قول ) و( قيل ) ، وتُسمّى كل من هذه الحروف ( ردفاً ) ، وحركة ما قبل الردف ( حذواً ) .
_____________________

(1) الدين والإسلام : ج2 ص107 .

(2) تفسير الطبري : ج29 ص98 .

(3) المستدرك للحاكم : ج2 ص507 .

(4) ابن هشام : ج1 ص314 .

(5) شرح الشفاء للقاري : ج1 ص320 .

(6) راجع ( المدخل لدراسة الإعجاز ) التمهيد : ج4 ص200 ـ 203 .

(7) راجع الفصحى لغة القرآن لأنور الجندي : ص40 .

(8) عن بحث للدكتور عبد المنعم خفاجي في جريدة الدعوة ( الفصحى لغة القرآن ) : ص40 .

(9) سنذكرها في الصفحة القادمة .

(10) أصل الطويل : ( فعولن . مفاعيلن... ) أربع مرّات .

وأصل المديد : ( فاعلاتن . فاعلن... ) أربع مرّات .

وأصل البسيط : ( مستفعلن . فاعلن ) أربع مرّات .

وأصل الوافر : ( مفاعلتن ... ) ستّ مرّات .

وأصل الكامل : ( متفاعلن... ) ستّ مرّات .

وأصل الهزج : (مفاعيلن...) ستّ مرّات .

وأصل الرجز : ( مستفعلن... ) ستّ مرّات .

وأصل الرمل : ( فاعلاتن... ) ستّ مرّات .

وأصل السريع : ( مستفعلن . مستفعلن . مفعولات ) مرّتين .

وأصل المنسرح : ( مستفعلن . مفعولات . مستفعلن ) مرّتين .

وأصل الخفيف : ( فاعلاتن . مُس ، تفع ، لن . فاعلاتن ) مرّتين .

وأصل المضارع : ( مفاعيلن . فاعلاتن . مفاعلن ) مرّتين .

وأصل المقتضب : ( مفعولات . مستفعلن . مستفعلن ) مرّتين .

وأصل المجتثّ : ( مستفعلن . فاعلاتن . فاعلاتن ) مرّتين .

وأصل المتقارب : ( فعولن... ) ثماني مرّات .

(11) راجع مفتاح العلوم للسكّاكي ( علم العروض ) : ص244 ـ 267 . وجامع العلوم للإمام الرازي : ص74 ـ 82 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .