أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
2607
التاريخ: 28-12-2015
4684
التاريخ: 22-2-2018
3409
التاريخ: 26-1-2016
3412
|
حسان (1) بن ثابت
كان أبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي «من سادة قومه وأشرافهم»، وكانت أمه «الفريعة» خزرجية مثل أبيه، وقد أدركت الإسلام ودخلت في دين الله (2) وهو يسلك في المعمرين إذ يقال إنه عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين أخري، وهي سن تقريبية، فقد قيل إنه توفي قبل الأربعين، وقيل بل سنة خمسين وقيل بل سنة أربع وخمسين. وهو ليس خزرجيا فحسب، بل هو أيضا من بني النجار أخوال رسول الله صلي الله عليه وسلم، فله به صلة قرابة ورحم.
ونراه قبيل الإسلام يتردد على بلاط الغساسنة، ويقال إنه مد رحلاته الى بلاط النعمان بن المنذر؛ وكان لسان قومه في الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية، ومن ثم اصطدم بالشاعرين الأوسيين: قيس بن الخطيم وأبي قيس بن الأسلت (3). ويقال إنه عرض شعره على النابغة بسوق عكاظ، وقدم عليه الأعشي، فأثار موجدته (4).
ويهاجر رسول الله صلي الله عليه وسلم الى المدينة، فيدخل حسان في الإسلام، حتي إذا أخذ شعراء قريش في هجاء الرسول وصحبه من المسلمين انبري لهم بلاذع هجائه، وكان رسول الله يحثه على ذلك ويدعو له بمثل: «اللهم أيده بروح القدس» واستمع الى بعض هجائه لهم فقال: «لهذا أشد عليهم من
78
وقع النبل»، وفي حديث عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: «أمرت عبد الله ابن رواحة (بهجاء قريش)، فقال وأحسن، وأمرت كعب بن مالك فقال وأحسن، وأمرت حسان بن ثابت فشفي واشتفي». ومر بنا في الفصل السابق أنه لم يكن يهجو قريشا بالكفر وعبادة الأوثان، إنما كان يهجوهم بالأيام التي هزموا فيها ويعيرهم بالمثالب والأنساب. وهذا طبيعي لأنهم كانوا مشركين فعلا، فلو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغا، ويروي أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال له: «اذهب الى أبي بكر فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم، ثم اهجهم وجبريل معك» (5).
ويذهب بعض الرواة الى أنه كان ممن خاض في حديث الإفك الكاذب على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ونراه يعلن براءته من هذا القول الآثم بأشعار يمدحها بها مدحا رائعا، من مثل قوله:
حصان رزان ما تزن بريبة … وتصبح غرثي من لحوم الغوافل (6)
فإن كان ما قد قيل عني قلته … فلا رفعت سوطي الى أناملي
ويظهر أن بعض المهاجرين وعلي رأسهم صفوان بن المعطل أثاروه في هذا الحادث، حتي وجد وجدا شديدا، فقال:
أمسي الجلابيب قد عزوا وقد كثروا … وابن الفريعة أمسي بيضة البلد (7)
علي أنه مضي في نفس القصيدة يعلن إخلاصه للإسلام وأنه سيستمر في ذبه عن الرسول صلي الله عليه وسلم.
ويقال إنه كان ينشد الرسول شعره في المسجد، والذي لا شك فيه أنه كان يحظي منه بمنزلة رفيعة، حتي ليروي أنه كان يرفع أزواجه الى أطمه حين يخرج لحرب أعدائه، وكان حين يعود يقسم له في الغنائم، وقد أهداه بستانا، كما أهداه سيرين أخت زوجه مارية القبطية، وهي أم ابنه عبد الرحمن. وكان
79
الخلفاء الراشدون يجلونه ويفرضون له في العطاء. ويقال إنه وفد على معاوية وأنه عمي بأخرة.
وبحق سمي حسان شاعر الإسلام ورسوله الكريم، فقد عاش يناضل عنه أعداءه من قريش واليهود ومشركي العرب راميا لهم جميعا بسهام مصمية. وقصته مع الحارث بن عوف المري حين قتل في جواره داع من دعاة الرسول مشهورة، فقد قال فيه وفي عشيرته:
إن تغدروا فالغدر منكم شيمة … والغدر ينبت في أصول السخبر (8)
وبكي الحارث من هجائه له بدموع غزار، واستجار بالرسول متوسلا إليه أن يكفه عنه. وقد مضي حين قدم على الرسول وفد بني تميم يرد على شاعر هذا الوفد الزبرقان بن بدر مادحا للمهاجرين مدحا رائعا. يقول في تضاعيفه:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم … قد بينوا سنة للناس تتبع (9)
يرضي بها كل من كانت سريرته … تقوي الإله وبالأمر الذي شرعوا
إن كان في الناس سباقون بعدهم … فكل سبق لأدني سبقهم تبع
أهدي لهم مدحي قلب يؤازره … فيما أراد لسان حائك صنع
ومن المحقق أنه كان شاعرا بارعا، وقد اتفق الرواة والنقاد على أنه أشعر أهل المدر في عصره وأنه أشعر اليمن قاطبة. وقد خلف ديوانا ضخما رواه ابن حبيب، غير أن كثيرا من الشعر المصنوع دخله، يقول الأصمعي: «تنسب إليه أشياء لا تصح عنه» (10) ويقول ابن سلام: «قد حمل عليه ما لم يحمل على أحد، ولما تعاضهت (تشاتمت) قريش واستبت وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تنقي» (11). وكان ممن حمل عليه غثاء كثيرا ابن إسحق في المغازي، ولاحظ ذلك ابن هشام وهو يروي عنه السيرة النبوية، فكان يرجع الى العلماء بالشعر وعلي رأسهم أبو زيد الأنصاري راوية البصرة المشهور يسألهم عن صحة أشعار حسان
80
المروية عند ابن إسحق فكانوا يثبتون بعضها وينكرون بعضا آخر وقد يردونها الى غيره من معاصريه ومن جاءوا بعدهم. ومع ذلك نري كثيرا مما أنكروه مثبتا في رواية ابن حبيب. ونحن نعرض صنيع ابن هشام ليعلم مدي ما وضع على حسان، فمن ذلك أن نراه كثيرا يقول بعد إنشاده لبعض القصائد: «وأهل العلم ينكرون هذه القصيدة لحسان» (12) ومن ذلك أنه نسب قصيدتين أضيفتا إليه الى كعب بن مالك (13) ونسب ثالثة الى عبد الله (14) بن الحارث السهمي ورابعة الى معقل (15) بن خويلد الهذلي وخامسة الى ربيعة بن أمية الديلي وقيل بل هي لأبي أسامة الجشمي (16). ونسب سادسة الى ابنه عبد الرحمن (17). وإذا مضينا نبحث في مراجع أخري وجدنا قطعة لعبد الله بن رواحة تضاف إليه، وهي في رثاء نافع بن بديل (18)، وكذلك أضيفت إليه قطعة ثانية لعبد الله بن رواحة وهي في رثاء عثمان (19)، وأيضا أضيفت إليه مقطوعة يائية في هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم ونصرة الأوس والخزرج له، ونص الرواة على أنها لصرمة (20) بن أبي أنس الأنصاري، ونسب له بيتان في الفخر بالأزد وهما لسعد (21) بن الحصين الأنصاري، ونسبت له مقطوعة رائية، وهي لبشير (22) بن سعد بن الحصين.
ونظن ظنا أن شعره اختلط بأشعار الأنصار، وخاصة كعب بن مالك وعبد الله ابن رواحة وابنه عبد الرحمن، أما الأولان فقد اشتركا معه في هجاء قريش،
81
وأما عبد الرحمن فمعروف أنه كان يهاجي النجاشي الحارثي ويذم قومه بني الحارث بن كعب وعشيرته بني الحماس ذما قبيحا (23)، ومن هنا كنا نشك فيما يضاف الى حسان من هجائهم ونظن أنه من أشعار ابنه، حمل عليه (24).
ومن هذا الباب أشعاره المملوءة غيظا على قتلة عثمان، فإن كثيرا منها وضعه الأمويون (25) ليظهروا للناس أن شاعر الرسول صلي الله عليه وسلم كان في صفهم وليغسلوا عنهم عار الأشعار التي نظمها حسان في هجاء أسرتهم حين كان أبو سفيان وغيره من رءوسها يقودون الجيوش ضد الرسول ويحادونه. ومثلها ما يضاف إليه من أشعار في مديح الزبير (26) بن العوام وعبد الله (27) بن العباس، وكأن الأحزاب السياسية لعبت دورا في وضع الشعر على لسانه.
والحق أن شعر حسان الإسلامي كثر الوضع فيه، وهذا هو السبب فيما يشيع في بعض الأشعار المنسوبة إليه من ركاكة وهلهلة، لا لأن شعره لان وضعف في الإسلام كما زعم الأصمعي، ولكن لأنه دخله كثير من الوضع والانتحال. ونحن نوثق شعره في الجاهلية إلا ما اتهمه الرواة (28)، ومن رائع هذا الشعر ميميته التي يملؤها ضجيجا وعجيجا بمفاخر قومه والتي يقول فيها:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحي … وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
ولاميته التي يمدح بها الغساسنة بمثل قوله:
بيض الوجوه كريمة أحسابهم … شم الأنوف من الطراز الأول
أما هجاؤه لقريش فينبغي أن نبعد منه ما اتهمه الرواة وأن لا نقبل منه إلا ما يغلب عليه الإقذاع بالأيام والأنساب، ومن ثم كنا نرتضي ميميته (تبلت فؤادك في المنام خريدة) التي يعير فيها الحارث بن هشام المخزومي بفراره في يوم
82
بدر، ومثلها قصيدته الميمية (منع النوم بالعشاء الهموم) التي يهجو فيها ابن الزبعري ويفتخر بقومه فخرا عنيفا، ومن نمطهما لاميته (أهاجك بالبيداء رسم المنازل). وبهذا القياس نضيف إليه مقطوعته الكافية التي وجهها الى أبي سفيان ابن الحارث، وقد رواها ابن سلام (29)، ومثلها مقطوعته الدالية التي يستهلها بقوله:
وإن سنام المجد من آل هاشم … بنو بنت مخزوم ووالدك العبد (30)
ومقطوعته الميمية التي يقول فيها:
لعمرك إن إلك من قريش … كإل السقب من رأل النعام (31)
وأيضا نحن نثبت له قصيدته الهمزية التي يقول فيها لأبي سفيان بن الحارث:
هجوت محمدا فأجبت عنه … وعند الله في ذاك الجزاء
وهو يستهلها بذكر منازل صاحبته مشببا بها ومستطردا الى ذكر الخمر على طريقة الجاهليين، مما جعل القدماء يقولون إن القصيدة تتكون من جزءين:
جزء نظم في الجاهلية، وجزء نظم في الإسلام (32)، وهو يمضي في الجزء الثاني متحدثا عن فروسية قومه ومتوعدا قريشا بحروب مبيرة، وتختلط في هذا الجزء المعاني الجاهلية بالمعاني الإسلامية إذ يعرض لرسالة النبي صلي الله عليه وسلم ومتابعة قومه له ونصرتهم لدينه، من مثل قوله:
وجبريل أمين الله فينا … وروح القدس ليس له كفاء (33)
وقد تبرز المعاني الإسلامية في بعض أهاجيه لقريش كقوله من مقطوعة يعيرها فيها بهزيمتها يوم بدر:
فينا الرسول وفينا الحق نتبعه … حتي الممات ونصر غير محدود
مستعصمين بحبل غير منجذم … مستحكم من حبال الله ممدود (34)
83
وهو يشير في البيت الثاني الى قوله تعالي: {{واعتصموا بحبل الله جميعا}}
وله مراث في الرسول الكريم تتضح فيها المعاني الإسلامية اتضاحا على نحو ما يلقانا في مرثيته التي رواها أبو زيد الأنصاري والتي يقول فيها:
وما فقد الماضون مثل محمد … ولا مثله حتي القيامة يفقد
وقد مرت بنا في الفصل السابق مرثيته البديعة لأبي بكر الصديق، ومن قوله في عمر حين توفي على إثر طعنة فيروز المجوسي:
وفجعنا فيروز لا در دره … بأبيض يتلو المحكمات منيب (35)
وعلي هذا النحو اتشحت بعض أشعار حسان الإسلامية بأضواء الدين الحنيف وهديه الكريم.
_________
(1) انظر في ترجمة حسان ابن سلام ص 179 وفي مواضع متفرقة وأغاني (دار الكتب) 4/ 134 وما بعدها و 11/ 27 و 14/ 157 و (طبعة الساسي) 16/ 12 وما بعدها والشعر والشعراء 1/ 264 والموشح ص 60 وتاريخ دمشق لابن عساكر 4/ 125 والاستيعاب ص 128 والإصابة 2/ 8 وسير أعلام النبلاء الذهبي (طبع دار المعارف) 2/ 115 وص 366 وما بعدها وشرح شواهد المغني ص 114 والخزانة 1/ 108. وقد طبع ديوانه طبعات مختلفة في ليدن بتحقيق هرشفيلد وفي مصر بتحقيق البرقوقي وفي تونس والهند وبيروت، وسنعتمد في المراجعة على طبعة ليدن.
(2) انظرها في ابن سعد 8/ 271.
(3) انظر أغاني (دار الكتب) 3/ 12 والديوان ص 52 وفي مواضع متفرقة.
(4) أغاني (دار الكتب) 9/ 340.
(5) انظر في هذا الحديث وما قبله ترجمته في كتب الصحابة والأغاني 4/ 137 وما بعدها.
(6) حصان: عفيفة. رزان: ذات وقار. تزن: تتهم. غرثي: جائعة. يريد أنها لا تغتاب النساء.
(7) سمي بعض المهاجرين الجلابيب استصغارا لشأنهم. البلد هنا: النعام. وفي المثل هو أذل من بيضة البلد لأن النعام يترك بيضه فيحضنه غيره.
(8) السخبر: شجر، ومن أمثالهم: ركب فلان السخبر إذا غدر.
(9) الذوائب: الأعالي في الشرف. فهو: قريش، يريد المهاجرين.
(10) الاستيعاب ص 130.
(11) ابن سلام ص 179.
(12) انظر ابن هشام في مقطوعة عينية 3/ 56 وفي قصيدة عينية 3/ 149 وما بعدها وقابل بالديوان ص 76 وهي في رثاء حمزة، وانظر حائية في رثاء حمزة 3/ 159 ومقطوعتين في رثاء خبيب 3/ 186 وقابل بالديوان ص 46، 84 وكذلك مقطوعة بائية في 3/ 192 وقابل بالديوان ص 39 ومقطوعتين: لامية ورائية في عمرو بن ود في 3/ 281 وقابل بالديوان ص 46.
(13) انظر السيرة النبوية لابن هشام 3/ 137 وقابل بالديوان ص 36 وانظر السيرة 3/ 362 وقابل بالديوان ص 63.
(14) السيرة النبوية 3/ 20 والديوان ص 29.
(15) السيرة النبوية 3/ 81 والديوان ص 84.
(16) السيرة النبوية 3/ 282 والديوان 51.
(17) السيرة النبوية 4/ 199 والديوان 51 وراجع الحيوان 3/ 108 حيث تشكك الجاحظ في مقطوعة تنسب إليه وقال إنها تنسب أيضا الى ابنه عبد الرحمن.
(18) انظر الديوان ص 31 وقابل بالاستيعاب ص 305 وابن هشام 3/ 198.
(19) انظر الديوان ص 71 وقارن بالاستيعاب ص 492.
(20) راجع الديوان ص 21 - 22 والاستيعاب ص 14، 334.
(21) انظر الديوان ص 40 وقارن بالأغاني (طبع الساسي) 14/ 120.
(22) راجع الديوان ص 42 - 43 وقارن بالأغاني 14/ 120.
(23) ابن سلام ص 125.
(24) انظر الديوان في هجاء بني الحماس الحارثيين قوم النجاشي ص 47، 81 وكذلك انظر مقطوعة رائية ص 48 ونونية ص 82.
(25) راجع ابن عبد البر في الاستيعاب ص 492 حيث يذكر أن أهل الشام زادوا عليه في رثاء عثمان أبياتا، وقد رد بيتا له فيه الى عمران بن حطان.
(26) الاستيعاب ص 208 وقد نسبت إليه أشعار في هجاء آل العوام والوضع فيها ظاهر. انظر الديوان ص 85.
(27) الديوان ص 74 والبيان والتبيين 1/ 30.
(28) انظر الأغاني (ساسي) 14/ 125 - 127.
(29) ابن سلام ص 208 والديوان ص 19.
(30) بنت مخزوم: فاطمة بنت عمرو المخزومي وهي أم عبد الله وأبي طالب والزبير بني عبد المطلب.
(31) السقب: ولد الناقة. الرأل: ذكر النعام. الإل: القرابة.
(32) انظر الاستيعاب ص 129
(33) كفاء: كفء ونظير.
(34) منجذم: منقطع.
(35) لا در دره: الدر: اللبن وكثرته، يدعو عليه بأن لا يزكو عمله. المحكمات: آيات الذكر الحكيم. وكني ببياض عمر عن نقاء صحيفته.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|