أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-9-2016
116
التاريخ: 25-9-2016
110
التاريخ: 25-9-2016
134
التاريخ: 25-9-2016
105
|
مفهوم الشهر لغة وعرفا واضح، وفي المجمع: والشهر في الشرع عبارة عما بين هلالين قال أبو علي وإنما سمي شهرا لاشتهاره بالهلال، وقد يكون الشهر ثلاثين وقد يكون تسعة وعشرين إذا كان هلاليا فإذا لم يكن هلاليا فهو ثلاثون ، انتهى.
وفي المفردات: الشهر مدة مشهورة بإهلال الهلال أو باعتبار جزء من اثني عشر جزء من دوران الشمس من نقطة إلى تلك النقطة انتهى.
أقول حقيقة الشهر كما أشرنا إليها تحت عنوان الوقت أمير غير متأصل فينتزع من حركة الشمس والقمر، وهو ينقسم إلى قسمين شمسي وقمري أو هلالي، والأول منتزع من دوران الأرض حول الشمس وحول نفسها أي من حركتيها الانتقالية والوضعية، فإن الأولى طولها سنة وإذا قسمت إلى اثني عشر كان كل جزء شهرا شمسيا، كما أن الثانية طولها أربعة وعشرون ساعة فإذا تكررت ثلاثون مرة تحقق شهر شمسي ، والثاني منتزع من دوران القمر حول الأرض مرة واحدة.
والظاهر أن إطلاق الشهر في النصوص وكلمات الأصحاب محمول على الهلالي، بل لا يبعد أن يكون اصطلاحا في الشرع والفقه وإطلاقه على الشمسي قليل. وكيف كان فقد وقع الشهر الهلالي وسنته مورد البحث عند الأصحاب في موارد كثيرة:
منها: نفس انقسام السنة القمرية إلى اثني عشر شهرا هلاليا، فإنه مذكور في الكتاب والسنة توجيها للمخاطبين إلى أهميتها في الشريعة وترتب أحكام جمة غفيرة عليها حسب تجزئتها إلى شهور وأسابيع وأيام، كما قال تعالى { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } [التوبة: 36] وقوله في كتاب اللّه أي العدد المذكور أمر ثابت في علم اللّه أو لوحه المحفوظ أو الكتاب التكويني، من ابتداء خلق الأجرام السماوية، وهذا إشارة إلى كونها منتزعة من حركة الكواكب العلوية حادثة من دوران بعضها حول بعض مخلوقة بتبع خلقها.
ومنها: وجود الأشهر الحرم الأربعة في السنة الهلالية ثلاثة منها سرد أي متصلة متعاقبة، وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، وواحد فرد وهو رجب.
قال في المجمع: الأشهر الحرم أربعة ولكن اختلف في كيفية عددها فقيل هي العشر من ذي الحجة إلى عشر من ربيع الآخر، لأن البراءة وقعت في يوم عرفة والذي عليه الجمهور وجاءت به الأخبار أنها ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب ثلاثة سرد وواحد فرد ، انتهى.
وكيف كان، هي بنفسها محكومة بالحرمة في الشريعة، إمضاء لما كان عليه في الجاهلية من وجوب التسالم والتصالح وحرمة الحرب فيها ما لم يشرع من جانب العدو، لقوله تعالى {وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} [البقرة: 194] يعني أن هتك حرمة الشهر المحرم لا يسوغ إلا إذا هتكها العدو.
ومنها: وجود أشهر الحج الثلاثة في السنة الهلالية وهي أشهر شريفة مخترعة من جانب الشرع مجعولة وقتا لإعمال خاصة وشرطا لعبادة معينة، وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة، قال تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} [البقرة: 197] أي في أشهر معلومات أو أشهر الحج أشهر معلومات، وعمرة التمتع داخلة في حجّه لكونه كالجزء منه وإن كان يتخلل الإحلال بينهما لانتفاع الناسك، وقد مرّ ان معنى كون الحج في الأشهر لزوم تحقق مجموع العمل في مجموع الزمان ولا ينافي ذلك اختصاص بعض من العمل ببعض من أجزاء الزمان كالوقوفين وأعمال منى والمبيت.
ثم إن أشهر الحج الثلاثة تتداخل مع أشهر الحرم السرد في شهرين وهما ذو القعدة وذو الحجة والشهر المتقدم عليها شهر حج وليس بحرام والشهر المتأخر عنهما شهر حرام وليس بشهر حج.
ومنها: وجود شهر اللّه الأعظم فيها وهو شهر رمضان، والظاهر ان الشرف والحرمة والبركة والانتساب إلى اللّه تعالى مجعولة مخترعة له منذ خلقه اللّه تعالى بخلق الأجرام المنتزع هو منها، فهو ظرف زماني لعبادات خاصة وركن قويم لصيامه ولعدة وافرة من الأعمال العبادية، والأحكام المترتبة على صيامه وغيره من العبادات المطلوبة فيه، مذكورة تحت عنوان الصوم ورمضان.
ومنها: وجود شهر رجب وشعبان فيها وهما شهران شريفان مجعولان من الشارع للصيام والقيام وسائر الأعمال الحسنة أولهما منسوب إلى علي (عليه السلام) والثاني إلى النبي الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله) والبحث عن الأحكام الفرعية المربوطة بهما يقع تحت عنوان رجب وشعبان وغيرهما.
ومنها: كون أهلّتها مواقيت للناس في جميع أمورهم المفتقرة إلى التحديد الزماني من بيوع السلف والسلم والنسيئة وعدة المطلقات وأجل المتمتعات وقصد إقامة المسافرين في الأمكنة إلى غير ذلك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|