المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



تقديم الخدمات للآخرين واثره / أصروا على المشاركة المجانية  
  
2069   10:41 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : كين واليزابيث ميلور
الكتاب أو المصدر : التربية السهلة
الجزء والصفحة : ص160ـ162
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2017 17444
التاريخ: 3-2-2021 2015
التاريخ: 18-1-2016 2303
التاريخ: 20-4-2016 2167

ثمة ما يحدث داخلنا عندما نتمكن من ان نقدم خدمات مجانية للأشخاص او المجتمع الذي يساندنا. وتنشئ تلك المشاركة المجانية تواصلا في كلا الاتجاهين، بدلا من أن يكون في اتجاه واحد. يشعر الكثيرون بعدم الرضا يتعاظم في داخلهم عندما يعطون للآخرين باستمرار كما يشعر اخرون بتعاظم الشعور بعدم الرضا في داخلهم عندما يأخذون الكثير من الاخرين.

تترك المشاركة المتبادلة وتبادل الخدمات اثرا رائعا على الاولاد. وبدلا من ان يكون الولد غير مستقل ويضطر لان يعتمد على الاخرين، نراه ينمي حس تقديم مساهمة فاعلة لعائلته. وعندما يكبر، يمكنه ان يوسع هذه الدائرة ليقدم مساهمات قيمة لمدرسته، لمحيطه المباشر، لوطنه ومن ثم للعالم.

تقوم الطريقة التي نساعد بها الاولاد في بادئ الامر لينموا الشعور بتقدير الذات، الذي يتأتى عن تقديم خدمات قيمة للآخرين، على ان نوكل اليهم مهاما روتينية في المنزل. وقد ركزنا مرات عدة على اهمية استخدام المهام الروتينية في المنزل كوسيلة لتحضير الأولاد للعيش في عالم الراشدين. وتشكل المساهمة في تنمية الشعور بتقدير الذات الذي يعتبره اولادنا سببا جيدا اخر لنفعل هذا. اولئك الذين لم يكتشفوا ذلك بالخبرة يفوتون امرا هاما.

لم تعتد ماريا المساهمة، فوالداها يظنان ان (الاولاد لا يعيشون طفولتهم سوى مرة واحدة، وشانها لتستمتع بطفولتها طالما تستطيع ذلك).بعد ان تحدثا الينا، قررا أن يغيرا طريقة تصرفهما من اجل مصلحة ماريا. جلسوا كلهم معا واختاروا مجموعة من الاعمال لتقوم بها ما ارعبها. بقيت غاضبة لما يقارب الاسبوع ولم يكن سلوكها لطيفا ابدا. بعد اسابيع عدة، اصبحوا كلهم اكثر سعادة. كانت المشاركة المتبادلة سارة ومرضية. وفي احد الايام، قالت ماريا لامها فيما كانتا تقفان امام حوض غسل الاطباق: (لم أكن ادرك كم تعملان انت وابي. اشعر بشيء من الاستياء لأني اعتدت ان اذهب الى غرفتي .. واشاهد التلفزيون، وانا استمتع بان افعل هذا كله الان ايضاً ).

القيام بهمام روتينية في المنزل يساعد الاولاد على تنمية الشعور بتقدير الذات الناجم عن تقديم مساهمة قيمة للآخرين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.