المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

وصف بيوض بعض الحشرات التي تصيب المواد المخزونة
3-2-2016
Aspiring Number
22-11-2020
المزارع المرستيمة Meristem Cultures
26-1-2019
الحولان من قريش
25-3-2021
يزيد بن معاوية في النصوص التاريخية
9-1-2017
الذبح
15-1-2018


رضا الأم وسخطها  
  
1923   09:14 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : السيد علي بن الحسين العلوي
الكتاب أو المصدر : الأثر الخالد في الولد والوالد
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

إن في رضاء الأم وسخطها آثار عجيبة رأيناها في زماننا هذا ـ القرن الرابع عشرـ وآثارها بعضاً تتعلق بالدنيا، وبعضاً تتعلق بالآخرة، تتعلق بالفقر والغنى، والتوفيق وعدمه، وطول العمر و قصيره، وبركة النسل وعدمه، وسعة الصدر وضيقه، وهكذا الأم تؤثّر في جميع مرافق الحياة من الخير والشّر، والسعادة والشقاء، الى ابعد الحدود، والى ما شاء الله تعالى .

ـ وحكي انّه كان في زمن النبي (صلى الله عليه و آله وسلّم) شاب يسمى علقمة، وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله، في الصلاة والصوم والصدقة، فمرض واشتد مرضه، فأرسلت امرأته الى رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلّم) : ان زوجي علقمة في النزع فأردت أن اعلمك يا رسول الله بحاله. فأرسل النبي (صلى الله عليه و آله وسلّم) عمارا وصهيبا وبلالا، وقال (صلى الله عليه و آله وسلّم) امضوا اليه ولقّنوه الشهادة، فمضوا اليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزاع فجعلوا يلقنونه: لا اله الاّ الله. ولسانه لا ينطق بها فارسلوا الى رسول الله (صلى عليه و آله وسلّم) يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة. فقال (صلى الله عليه و آله وسلّم) : هل من ابويه أحد حي ؟ . قيل رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلّم) أم كبيرة السنّ، فأرسل اليها رسول الله (صلى الله عليه و آله) منّي ! فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول : لا اله الاّ الله . فدخل بلال فقال: يا هؤلاء ان سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وان رضاها اطلق لسانه. ثم مات علقمة من يومه، فحضره رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلّم)، فأمر بغسله وكفنه، ثم صلّى عليه، وحضر دفنه، ثم قام (صلّى الله عليه  و آله وسلّم) على شفير قبره، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : يا معشر المهاجرين والأنصار، من فضّل زوجته على أمّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، الاّ أن يتوب لله عز وجلّ،  ويحسن اليها ويطلب رضاها فرضى الله في رضاها، وسخط الله في سخطها... الى آخره (1).

________________

1ـ ذرائع البيان ، الآفة الثامنة ص186 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.